ومع ذلك كله ، وهذه الدماء الجارية والأرواح المزهقة ، حققت أمتك مكاسب ليست ببعيدة عنك، فها هي ذي الصحوة انتشرت في كل مكان ، فجموع الشباب الوافدة والمتقاطرة على سلوك طريق الخير، وظاهر الإسلام تملأ الآفاق ، والصوت الإسلامي أصبح يخاطب الجميع ، وكل ذلك إن هو إلا ثمرة من ثمرات جهود الأمة ويقظتها ، كان وراءه بعد توفيق الله رجال وشباب مخلصون صدقوا وماعاهدوا الله عليه، فكم من زائغ ضال قد هدوه؟ وجائع اطعموه، او عار كسوه؟ وكم خير في بلاد المسلمين نشروه؟ ألم تفكر في أن تسهم مع هؤلاء؟ وليس الأمر ببعيد، أليس خيرًا لك من العبث واللهو؟ وماذا حققت الانتصارات الرياضية والانجازات الفنية لآمتنا؟
إن القطار سائر بحمد الله ، ولايزال هناك مقاعد شاغرة تنتظر الطاقات الفعالة أمثالك، فبالله عليك ألا ترى أن لحوقك بالركب ومشاركتك المسيرة خير وأجدى من التمادي في اللهو والعبث الفارغ؟ إنك تملكُ- أخي الشاب- طاقات وقُدرات، والعجلة قد درات فتحتاج إلى من يزيد دفعها، وانت بحمد الله – أخاطبك بجدية- من القادرين على المشاركة والإنجاز حين تسلك الطريق مع إخوانك.