أشكرك مرة أخرى أخي كومندر على هذه المواضيع التي تصب في صميم واقعنا الاجتماعي،
موضوع "عمل المرأة " خارج البيت، آخذه من منظارين: تنموي واجتماعي،
في الإطار التنموي، أصبح عمل المرأة من الأمور المسلم بها لأنها استطاعت أن تخلق لنفسها حيزا كبيرا في في مجال التنمية الاقتصادية لوطنها والتي كانت في وقت مضى حكرا على الرجل فقط، واستطاعت أن تثبت مكانتها وكفاءتها في مجالات حيوية كالطب، التعليم، الإدارة وغيرها، وتمكنت أن تنافس زميلها الرجل حتى في ميادين توصف بالرجالية.
أما في الجانب الاجتماعي، ونقصد به السؤال: "هل تحبذ أن تكون المرأة (الزوجة) عاملة أم ربة بيت فقط ؟
أنا شخصيا لا أرى مانعا، بل بالعكس أحبذ المرأة العاملة، لعدة مبررات، منها حصولها على شهادات عليا في تخصصات مهنية بحتة، فلماذا درست تلك التخصصات ؟
صحيح ينبغي أن لا نربط بين وعي وثقافة والمستوى العلمي للمرأة وبين العمل، لأنه من المحبذ أن تكون الزوجة مثقفة وربة بيت حتى ولو لم تكن تعمل خارج البيت. ولكن الذي أقصده هو كان على المرأة التي لا تريد العمل وتكتفي بالواجبات المنزلية أن تدرس تخصصات لها علاقة مباشرة بالحياة الاجتماعية.
كذلك يعتبر عمل المرأة نوع من "البحث عن مصادر تنويع وتحسين الدخل " (يا كومندر)، نتيجة الواقع الاقتصادي المتردي وارتفاع تكاليف المعيشة.
طبعا عمل المرأة يجب أن يلاءم مع طبيعتها ويكون في ميادين يتوفر فيها عامل الاحترام وأن لا يتنافى مع القيم الأخلاقية والأكثر من ذلك يجب أن لا يكون على حساب عائلتها، لذا عليها أن تحاول التوفيق بين العمل خارج البيت (الذي يرهقها كثيرا) وبين متطلبات الأسرة، ويكون ذلك من خلال تنظيم حياتها. وأظن أن الزوج يلعب دورا أساسيا في هذه العملية من خلال التفهم والمساعدة حتى في الأشغال المنزلية ولا عيب في ذلك.
وبصفة عامة أرى أن قضية عمل المرأة خارج البيت، هو مسألة قناعات شخصية.