في الحقيقة، الموضوع المطروح للنقاش جد جريء وهام ويمتاز بنوع من "الحساسية"، لماذا ؟
لأن الأمر يتعلق بحرمة وقداسة الميت وأشكرك على أنك مهدت للموضوع بـ"تأسيس فقهي- قانوني" في الملحق الخاص بالموضوع.
إذن الأمر يتعلق بحرية أو عدم حرية تصرف الإنسان بأحد أعضائه، من باب هل جسم الانسان هو ملك لصاحبه أم هو ملك للخالق ؟
أحيانا تتغلب القيم والأعراف الاجتماعية على الاجتهاد الديني، بمعنى حتى وإن أفتى المشرّع بجواز التبرع باحد الأعضاء وترسّم ذلك في القانون الوضعي ، فلا يزال هناك حاجز جليدي بين الاقتناع النظري للفتوى وللقانون وتطبيق ذلك ميدانيا.
والاشكال المطروح هو الاختلاف بين النظرة الطبية لـ"الموت" سواء كان إكلينيكيا (عياديا) أو طبعييا ونظرة مجتعنا الاسلامي إلى الموت الذي يجب أن يتجسد في "خروج الروح نهائيا من البدن".
وتكمن المفارقة في أن الكثير في مجتمعاتنا المحافظة يتبرع وقد "يبيع" أحد أعضائه في حياته، وأحيانا أخرى يلجأ إلى شرائها من بنوك "قطع الغيار الآدمية" من الخارج، وقد يتم زرعها في بلدانهم الأصلية بتكاليف باهضة، مع العلم أن هذه البلدان لا تملك بنوكا خاصة بالأعضاء البشرية لأنه لا يوجد من يتبرع بها.
وأنا شخصيا لا أرى مانعا في أن أهب أعضائي (بعد مماتي) لمن يحتاجها وأعتبرها صدقة جارية، وأحسب على خالقي أن يجعلها في ميزان حسناتي.
|