عدنا أستاذي "الحلم"،
قبل أن نكمل نقاشنا الحر في برج النقاش الحر، يجب أن نشير أن ما ذكرناه سالفا ليس انطباعا أننا "فئة حاقدة" تنفّس عقدها الاجتماعية أو فئة "تحسد" الناس على ما أتاهم الله من فضله أو أننا "رفاقا" من بقايا "اليسار" الذين يتخفون وراء شعار "العدالة الاجتماعية" البرّاق، وفي حقيقة الأمر هم يجسدون الديكتاتورية في قمة تجلياتها،
وبلغة الصحافة، علينا أن نمارس إعلاما هادفا، متوازنا، نزيها، يرضي جميع الأطراف بعيدا عن القذف والتجريح والتشهير بالآخرين.
إذن، نحن لسنا ضد الأغنياء "كأغنياء" ولسنا ضد المسؤولين "كمسؤولين"، نحن ضد الذين كوّنوا ثروات هائلة بطرق غير مشروعة على حساب الغلابى وضد الذين لا يدفعون زكاة أموالهم، ويتهربون من الدفع الضريبي الذي هو في الواقع حق للمواطن البسيط الذي يستفيد منه في شكل إعانات وخدمات اجتماعية متنوعة. ويقيمون علاقات مصاهرة وارتباطات عائلية تعزّز وتسند "قران المصالح"، مشكّلين "لوبيات" أو "جماعات ضاغطة" تمارس الاحتكار وتتحكم في أرزاق الناس -ولا رازق إلاّ الرزاّق-. تجد الواحد منهم يئن تحت وطأة الرشاوى التي يحملها في شكل هدايا يقدمها لـ"المسؤولين" كي يفوز بصفقة من الصفقات أو مشروع من المشاريع التي تدر عليه أموالا سخية، وفي الوقت نفسه يتلكؤن حتى عن دفع أجر زهيد لعامل من عمالهم، ثم يطلّون علينا من أبراجهم العالية مطالبين إيانا بضرورة "الادخار" ويشجعوننا على ذلك.
وفي الاتجاه المعاكس، نجد بعض المواطنين (خاصة الطبقة المتوسطة -إن وجدت أصلا-)، نجدهم يضّيعون مدخراتهم التي جمعوها بشق الأنفس (شقاء العمر)، يضيعونها في ما لا منفعة فيه (الكماليات وسبلها) نتيجة عدم "حسن التصرف" وعدم الأخذ بمبدأ الأولويات.
أخي "الحلم"،
إن بعض الإجراءت الرامية إلى تحسين الدخل المطبقة في بعض البلدان العربية في شكل مشاريع استثمارية مصغرة والممولة من قبل صنايق خاصة لهذا الغرض لم تؤتي في الواقع أكلها، لظروف لا مجال لذكرها الآن.
إخواني،
إن المواطن البسيط "أبو دخل محدود" يريد فقط تأمين "حياة كريمة" وهو ينادي هؤلاء المسؤولين قائلا:
"نريدكم أن تلقموننا طعاما، لا كلاما".
|