02-03-2008
|
#5
|
الطير المغرد
|
|
من مواضيعي |
|
|
أوافقك الرأي أخي القائد أن مالكي تلك القنوات الفضائية التي لا رسالة لها سوى تدمير الشباب والتحريض والترويج للفسق والانحلال الخلقي، يصرفون أموالا لا حصر لها على المفاسد، لكن حينما يتعلق الأمر بالقضايا الجوهرية والمصيرية لبلدانهم وشعوبهم فهم لا يأبهون وكأن الأمر لا يعنيهم. حتى ولو أنفقوا –في سبل الخير كما يدعون- فهم يقومون بذلك نفاقا وذرا للرماد في العيون، بل يطبقون إحدى مبادئ التسويق والاتصال الخارجي والمتمثلة في "المسينا"، فإذا كان "السبونسوريغ" (حقوق الرعاية المالية) هدفه بيع المنتوج، فإن "المسينا" تهدف إلى الترغيب في المؤسسة (القناة الفضائية) وتلميع صورتها من خلال إيهام الرأي العام أن جزءا من عائداتها المالية توّجه إلى مساعدة المجتمع المدني وتمويل الأعمال الخيرية ؟؟؟ وهي في الحقيقية تقدم منتوجها إلى المتلقي كالسم في العسل، مفعوله بطيء ولكنه أكيد. طبعا تستعمل هذه القنوات برامج في شكل ألعاب ومسابقات مختلفة مشبوهة توهم المشتركين فيها بحصولهم على جوائز وتوصلهم إلى الشهرة وتخرجهم من "الغرقة" (الوحل) وفي الواقع هي تدنسهم بالوحل وتغرقهم فيه. إنه احتيال رسمي غير مصرح به. في بحر الأسبوع الفارط، انعقدت ندوة حول الإعلام العربي تم التطرق فيه إلى بعض القضايا والمشاكل التي تواجه الإعلام العربي في ظل تحديات العولمة. هذه الأخيرة تفرض على قطاع الإعلام بصفة عامة التعامل وفق اقتصاد السوق وفق بنود الاتفاقية العامة للتجارة والتعريفة الجمركية والتي تحولت إلى المنظمة العالمية للتجارة وتحتم تجسيد وتحقيق مبدأين أساسين من مبادئ حقوق الإنسان وهما، الحق في الإعلام والحق في الاتصال وبالتالي لا يمكن بشكل من الأشكال تطبيق أي نوع من الرقابة على وسائل الإعلام خاصة المرئي منه ويبقى الأمر يتعلق بمدى حصانة الفرد والمجتمع وعلى كل واحد منا –كل في مستواه- التحسيس بخطورة تأثير منتوج هذه القنوات على سلوكياتنا وثقافتنا المستمدة من قيم ديننا الحنيف. ورغم أننا في زمن العولمة وأحادية القطب، إلاّ أن الحرب الباردة لا تزال قائمة في مجال الإنتاج السمعي-بصري بين الثلاثي (دول جنوب شرق آسيا، أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية) ولا يتسع المجال للخوض فيها بالتفصيل وسنخصص لها بحول الله موضوعا كاملا في وقت لاحق.
|
|
|