أشكرك أخي COMANDER على طرحك لموضوع نعايشه يوميا، فالنفاق لم يعد مجرد "ظاهرة" كما أشرت أخي العزيز، تظهر في زمن وظروف معينة ثم تختفي ، ولكن أضحى واقعا معاشا يرتدي بذلة أنيقة ويسير معنا في الشوارع ويزاحمنا في مسار الحياة ويقول لنا "ما توسّع شوية" ؟؟؟
إنها آفة خطيرة تنخر بنية المجتمعات العربية الاسلامية - كما ذكرت ذلك أختي orient- وأصبحت حتمية تلقي بظلالها على حياتنا الإجتماعية.
وتتنوع الأسباب منها الروحية -كما تناول ذلك الأستاذ القلم الحزين وشقيقتي خدلان- لأن غياب الوازع الديني والركض وراء النزوات والمصالح الدنوية والغفلة عن السبل الشريفة للوصول إلى الغايات الحقيقية وتحقيق مقاصد الشريعة الاسلامية السمحة.
وللأسف أخي COMANDER أن النفاق أصبح خصلة حميدة تتركس في واقعنا وتترسخ في قيم وأذهان الأجيال اللاحقة من خلال إضفاء طابع الشرعية وما تقتضيه متطلبات الواقع.
فأصبح النفاق يلبس ثوب اللباقة والكلام المعسول وخفة الظل و"القفازة" بحجة أن المرء لا يستطيع أن يقضي مصالحة إلاّ إذا كان "رٍوش" و"فهلوي" و"يفهمها وهي طايرة" و"ادهن السير يسير" و"كون ذيب لا ياكلوك الذيابة" وغيرها من المصطلحات التي ما أنزل الله بها من سلطان.
لقد انقلبت المفاهيم وأصبحت الخصال الحميدة مرتبطة بالرجعية والتخلف والصفات الذميمة مرتبطة بالعصرنة ومسايرة الواقع و"أخذ الخبزة من عينين الهارب"، فأصبح الجميل قبيحا والذميم حميدا والعكس.
ولذا علينا أولا أن نبدأ بتغيير المفاهيم الخاطئة والرجوع إلى القيم السامية المستمدة من ديننا الحنيف وذلك من خلال تأدية كل طرف معني (وكلنا معنيون ) بدوره والتحسيس بمدى خطورة مثل هذه الآفات التي دخلت قواميس حياتنا من كل حدب وصوب ونحن نائمون في عسل الغفلة ونفق الاهمال والتسيب.
|