وردة أنت يا زهرة اليقين بجمال فطرتك فاحفظي شذاك من العابثين . جوهرة أنت يا درة ثمينة فاسلكي درب الطائعين, بل أنت *لؤلؤة* غالية متحررة من قيد التقليد المشين فعيشي حرة بدينك سيدة بايمانك يا أم الصالحين. وإنه مما يؤسفني أن أراك قد مشيت وراء فكرة لا تليق بمقامك يا زهرة الإسلام , وأراك قد تخصصت فيها أكثر من غيرك ,فتفننت فيها حتى أصبح يشار إليك بالبنان! نعم إنها ظاهرة لبس مشابك الشعرالكبيرة أو ما تسمى ب "الشباصات" وهذا المشبك يحتوي وردة كبيرة ضخمة مهمتها تضخيم الرأس وتكبيره, فتقوم الفتاة بلف شعر رأسها بذلك المشبك فتظهر الواحدة منهن وكأنها تحملجبلا على رأسها !!
ولأنك غالية في الإسلام أقف هنا معك وقفات مصارحة فأرجو أن تعطيني جزءا من وقتك وتركزي معي قليلا .
الوقفة الأولى :
يسميه البعض "بالقنفذ" أو "برج إيفل" أو "القفير" فلماذا يا ترى؟!! أكيد ليس إلا سخرية من صاحبة السنام, وكم سمعت بنفسي التعليقات الساخرة من بعض الشباب, ورأيت النظرات المحتقرة , فهل يليق بك أيتها المرأة المسلمة أن تنزلي بنفسك إلى وضع السخرية و الإستهزاء؟! حتى أذكر أنني رأيت ما يسمى بالكاريكاتير وفيه صورة "أبو نفيخة" كما يسميه البعض وكان سنامها عاليا, وقد اصطدم بجسر الشارع, وجاء الشرطي ليخالفها لأنه أكثر عن الإرتفاع المسموح به!! ومن المواقف الطريفة أن أحد الدكاترة الغربيين في إحدى جامعاتنا لما رأى انتشار هذه الظاهرة قال: "مسكينات! الظاهر أن مرض الإعاقة في الرأس منتشر عندكم كثيرا!!" ظنا منه أن كثير من فتياتنا مصابات بعوق في رؤوسهن ولذلك رؤوسهن كبيرة، فانظري إلى هذه المهانة , وذلكم الذل , وتلكم التعليقات الساخرة , التي ما صورت أو قيلت إلابسبب المشبك الكبير , فهل يرضيك هذا الحال ؟! مسكينة!! لبسته لتكون أقرب من قلوب الناس, و أبعدت نفسها عن رب الناس , فما ربحت من الناس غير السخرية , و النظرات المزدرية ,و كانت عن ربها في غفلة قاتلة, فخسرت الدنيا و الآخرة . نعم تلك هي عين الحقيقة التي هربت صانعة السنام عنها.
الوقفة الثانية :
يقول الله : (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) فهل تؤمني بأن الله خلقك وزينك في أحسن صورة وأكمل هيأة وتقويم؟! إذن لماذا تعترضين على خلقة ربك, وكأن لسان حالك يقول :"يا رب أنا لم يعجبني شكل رأسي كما أنت خلقتني, بل أنا أعلم بأن هنالك صورة اجمل وأحسن وذلك بارتدائي السنام". أستغفر الله, هل يرضيك أن تقولي لربك ذلك الكلام ؟! ستقولين: " لا, لم أقل ذلك" , أقول لك: " قد قلت بفعلك ولم تقولي بلسانك" "لأنه لو كنت تؤمني بأنك على أحسن هيأة لرضيت بها ومشيت في حياتك بدون سنام. وقد بلغني بأن امرأة من صاحبات السنام قد رزقها الله توأم وابتلاها بأن كان شكل رأسي الطفلين مرتفعا كأنه سنام, وأعجب أنها تضايقت من ابتلاء أو عقوبة ربها, بينما لم تتضايق من نفسها عندما خرجت ورأسها مرتفع عالي!!! مسكينة !! لبسته ووضعت السنام فوق رأسها, وما علمت أنها وضعت نفسها في دائرة المغضوب عليهم. لبسته لتصبح أجمل, ونست أنها أصبحت في ذنب أثقل.
الوقفة الثالثة :
( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها )
هل جلست مع نفسك يوما وتفكرت كم هي غالية نعمة الشعر؟؟ نعم هي نعمة عظيمة وإليك ما أبرهن به على عظمتها:
أولا:هل ترغبين أن تكوني بدون نعمة الشعر؟
أكيد ستصرخين من أعماق قلبك بأعلى صوت: "لا, لا أريد" ,نعم أنا واثق أن ذلك سيكون جوابك, لأن الشعر سبب من أسباب الجمال والزينة, وبفقده ستكون المرأة شاذة قد فقدت جزءا من جمالها .
ثانيا : ينفق الكثير من الناس الأموال لأجل إرجاع نعمة الشعر, وذلك عندما يفقدونها بسبب العديد من الأمراض والتي من بينها مرض الثعلبة وغيرها من الأمراض, وأذكر بأنني كنت في يوم ما ألقي محاضرة وكنت أتحدث عن هذه النعمة, فإذا بإحدى الحاضرات تبكي وتقول: أنا أعرف فضل هذه النعمة لأني فقدتها عدة أشهر !!
وكذلك تنفق الكثير من النساء الأموال الطائلة لتزيين شعرها والاهتمام به, فكم نرى الآن العجب العجاب من الصبغات التي انتشرت,فترى الواحدة كل شهر تغير لون شعرها؛بل قد تمزج الألوان فتراها وكأنها طيرا تمازجت ألوان الطيف بريشه, ثم بعد هذا كله ما تلبث إلا أن تمل ذلك وتعود إلى لون شعرها الأصلي...فلعمري ما كان هذا إلا تحقيقا لتوعد الشيطان ( ولأضلنهم ولأمنينهم ولا مرنهم ءاذان الأنعم ولامرنهم فليغيرن خلق الله) فلماذا يا ترى ينفقون هذه الأموال ؟!! أليس لأنهم أحبوا هذه النعمة وعرفوا أنها غالية, بينما أنت رزقت هذه النعمة بدون مال!! إذن بما أنك عرفت فضل هذه النعمة فإياك أن تكفريها باستخدامها في معصية الله, واتركي عنك هذه الشباصات شكرا لنعمة الله وقربة إليه.
الوقفة الرابعة :
أرجو يا أختي أنتعيشي معي اللحظات التالية :
انظري إلى أقرب بوابة قربك, وتخيلي أن نورا سيدخل عليك, ثم أغمضي عينيك قليلا لتستشعرين ما قلته لك, ثم افتحي عينيك وتخيلي أنك في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم, وذلك النور هو الحبيب المصطفى الذي نتمنى أن يجمعنا الله به في الفردوس, وأنه أتى الآن باتجاهك وقال لك:
( فلانة أنت في النار ) !!
موقف عظيم!! موقف رهيب!! فهل يرضيك أن تكوني من أهل النار بشهادة نبيك صلوات ربي وسلامه عليه ؟! إذن اسمعي قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس, ونساء كاسيات عاريات, مميلات ممائلات, رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ,لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها, وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا).
أليس هذا توضيح وتحذير صريح أن لبس تلك المشابك يحرم الفتاة دخول الجنة, بالله عليك أختي ماذا بقي إذن ؟!
أختاه : أتضحين بالنجاة لأجل لهو دقائق وثوان؟! فهل أنت مستعدة أن تخسرين الجنة وتدخلين النار بسبب مشبك كبير؟!! أختي ارفقي بنفسك ودعيها تتنسم عبير الجنة؟ ولا تقيديها بقيد الخسران في الدنيا قبل الآخرة... أتحرمين روحك من دخول الجنة بشئ تظنينه جمالا, أراق لك مصافحة المعصية وكأنك تعلنين ( ها أنا ذا أحمل دليل خسراني فوق رأسي أينما مشيت )؟!
هيا كوني كالتي سمعت هذا الحديث فاهتز قلبها شوقا لعفو الله فخلعت مشبكها في الحال وداسته تحت قدميها قائلة : أهذا يدخلني النار ؟! أفبهذا الرخيص ربي ساخط علي ؟!! ألا فأني أطلقه الآن وأحطمه وأهدم جبال ذنوبي بتوبة صادقة, وأركض في طريق النجاة نحو جنان الرحمن, فهل تسيري معها أختاه؟؟ ألا يا أخية انزعيها الآن وعاهدي ربك عدم الرجوع إليها ..
منقول للامانة
أسال الله العظيم الهدية لك من سلك هذا الطريق
أختي اليوم هنا وغدا عند الموالي عزا وجل
برايك هل هذا المشبك الكبير يستحق أن تخسري الجنة لاجله؟؟
أخي الكريم يمكنك الحد من هذه الظاهرة
من خلال نصح وأرشاد أخواتك ولك لاجر العظيم إن شاء لله
التعديل الأخير تم بواسطة هيبة أنثى ; 13-07-2012 الساعة 04:51 PM.