وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علَّمْتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علِّمنا ما ينْفعنا ، وانْفعنا بِما علَّمتنا ، وزِدْنا عِلما ، وأَرِنا الحق حقاً وارْزقنا اتِّباعه ، وأرِنا الباطل باطِلاً وارزُقنا اجْتنابه ، واجْعلنا ممن يسْتمعون القول فَيَتَّبِعون أحْسنه ، وأدْخِلنا برحْمتك في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة المؤمنون والأخوات المؤمنات
قال تعالى :
وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ
إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ
(
سورة هود)
معنى إقامةِ الصلاةِ :
الوقْفَة عند قوله أقِمِ الصّلاة ، كيفَ يُقام البِناء ؟ لا بدّ من أساس ، ولا بدّ مِن عِلْمٍ ، ولا بدّ مِن مواد أوَّليَّة ، ولا بدّ من خبرة ، ولا بدّ من بِناء ولا بدَّ مِن تخطيط ، فإقامة الصَّلاة ، ليس معناها أن تُصلِّي ، معناها أن تسْتَعدَّ لهذه الصَّلاة ثمّ تُصَلِّي ، أيُّ إنسانٍ يدخل إلى الامتِحان ، ولكنّ دخول الامتِحان لا يعْني أن تدخلَهُ ، ولكن أن تسْتَعِدَّ لهذا الدُّخول ، وفَرْقٌ كبير بين أن تتوضَّأ وتقف للصَّلاة ، وهناك مخالفات ، وهناك تقصيرات وهناك حُبٌّ للدنيا ، وهناك انْغِماسٌ فيها ، وتَعَلّق بها ، إنّ هذه الحالة لا تسْمحُ لِصَاحِبِها أنْ يُصَلِّي ، فالله سبحانه وتعالى لم يأمرْنا بالصَّلاة ، ولكن أمرنا بإقامة الصَّلاة ؛ أيْ أن تسْتقيم على أمْر الله حتى تستطيع أن تُصَلِّي ، لأنَّ المعاصي حُجُب ، وأن تعملَ صالحًا حتى تستطيع أن تُصلِّي ، وأن تلتزمَ الشَّرْع في كلّ حركاتك وسكناتك ، حتى تستطيع أن تُصَلي ، أن تكون وقَافًا عند كتاب الله حتى تستطيع أن تصلِّي ، أن تكون منضبِطًا بِشَرْع الله حتى تستطيع أن تصلِّي ، فليس الصلاة أن تقف في مسْجد ، أو في زاوية في بيتك ، وترفعُ يديك ، وتقرأ الفاتحة تركع ، وتسْجد ، ونفْسك ساهِيَة لاهِيَة غارقة في مشاكل الدنيا ، ليسَتْ هذه هي الصَّلاة ! فلا بدّ من أن تُقيم الصَّلاة ، ولا بدّ من أن تستعِدَّ لها قبل دُخول وقتها ، والاستعداد لها ؛ حِفاظك على استقامتك ، وعلى طهارتك ونقاوتِك ، وحِفاظك على عملك الطَّيِّب ، إذا كنت كلّك فقد أقمْت الصلاة .
لا تستطيع أن تزور فلانًا إلا إذا كانت لك سابقة إحْسانٍ إليه ، إن كانت لك سابقة إحسانٍ إليه تستطيع أن تطرق بابه ، وأن تدخل عليه في أيّ وقت ، كذلك إن كان لك عمل طيِّب ، واستقامة تامَّة ، وإن كان لك قَول حسَن ، وإن كان الناس يُحِبُّونك فقد اقْتربْتَ من إقامة الصَّلاة ، إيَّاك أن ترْكَنَ إلى الذين ظلموا ، فأهل الدنيا يتَّصلون مع أهل الدنيا وكبرائِها وأهل الآخرة يتَّصِلون بِرَبِّهم .
النَّفْس كما أردْتُ أن أبدأ الدَرس فيها حركة ، وبِمُصطلح آخر هي ديناميكِيَّة ، هناك حركة انْدِفاع نحو تَحقيق تِلْك المُيول التي زرعها الله فينا ، فإمَّا أن تتَّصِلَ بأهل الدنيا ، وتتملَّق لهم ، وتُقَدّم لهم خدماتٍ جُلَّة ، كي يقبلوها ويرفعوها ، ويمْنحونها مِمَّن عندهم ، وإما أنْ تتَّصِلَ بالله ربّ العالمين فيَمْنحُها سعادةً في الدنيا ، وسعادةً لا تنقضي في الآخرة
اللهم إجعلنا من المُحافظين على كُل صلاه والصلاه الوسطى
وأجعلنا من الخاشعين القانتين التوابين المتطهرين


هو قلمي.. يكتب مايريد..يعبر عن رأيي..وضعت له خطوطا حمـــــــراء لا يتجاوزها..
ليس لأي كان سلطة عليه
ليس المهم أن يرضي الناس
المهم أن يرضي ضميري.. |
|