انهيار جبل على شارع «يتي»
رعب وخوف من وقوع الصخور على المارة والمركبات
انقطاع الطريق الوحيد المؤدي إلى مناطق ساحل شرق مدينة مسقط
شق طرق بديلة وفتح شارع بديل آخر في زمن قياسي

وقع انهيار مفاجئ ليلة امس الاول بجبل بمنطقة يتي التابعة لولاية مسقط محدثا رعبا وخوفا شديدين للقاطنين في هذه المنطقة الآمنة وقاطعا الطريق الوحيد المؤهل الى مناطق سواحل شرق مدينة مسقط ولم يحدث هذا الانهيار أية اصابات.
وتبدأ قصة انهيار الجبل على الشارع العام عندما كان سالكو الطريق متوجهين الى منازلهم الساعة الثامنة مساء وبدون سابق انذار انهار الجبل على الشارع متسببا في قطع الشارع العام وبقاء الاهالي يتفرجون من بعيد بخوف شديد من الاقتراب وتخطي الشارع والوصول الى منازلهم مما اضطرهم البقاء حتى ساعات الفجر الاولى مترددين في عبورالشارع حتى المساحة غير المسفلتة بمواجهة الشارع خوفا من وقوع كتل صخرية عليهم.
وتجمهر عند موقع الحدث عدد كبير من سكان المنطقة والتي تربط مناطق يتي وينكت والخيران وسيفة الشيخ والسيفة وعزا بعضهم اسباب الانهيار الى اعمال التفجيرات التي كانت الشركة المكلفة بتنفيذ الشارع العام البديل عن الشارع القديم ومحاولتهم قطع الجبل وشق طريق مستوٍ يخدم هذه المناطق مما ادى الى حدوث تصدع وبقاء بعض الصخور المعلقة على حافة الجبل وبسبب عوامل الجو والطقس حصل الانهيار المفاجئ.
عمان تواجدت في موقع الحدث فور تلقيها الخبر وكانت موجودة حتى ساعة متأخرة من مساء امس الاول وعاودت زيارة الموقع مرة اخرى صباح امس والتقت بعدد من المسؤولين والمواطنين وكانت المشاهدات تسر الخاطر حيث ان الجهات المختصة قامت بجهود كبيرة لاحتواء الموضوع واصلاح ما يمكن اصلاحه وشق طرق بديلة بمحاذاة الشارع المغلق وهي بصدد فتح شارع بديل آخر من الجهة الاخرى المحاذية للمشروع السياحي على ان يفتح هذا الشارع اعتبارا من اليوم.
المواطنون المستفيدون من هذا الشارع والذي يعتبر الوحيد المؤهل والذي يوصلهم الى منازلهم ابدوا سعادتهم لما لمسوه من تفهم من الجهات المختصة واعادة الحياة الى مجاريها في وقت قياسي قصير وجميع من التقت بهم «عمان» اثنوا على ما تقدمه الحكومة للشعب ومن خدمات جليلة وتوفير سبل الراحة لهم.
في البداية اجرت «عمان» اتصالا مع المهندس عبدالله بن محمد السعدي مدير عام المديرية العامة للطرق ببلدية مسقط والذي كان بطبيعة الحال موجودا في المنطقة وينتقل من مكان الى آخر لمتابعة فتح الطرق حيث قال: الانهيار وقع في وقت المساء وفور تلقي البلدية النبأ قمنا بتجهيز طريق بديل آمن قريب من مكان الانهيار لتسيير حركة السير.
واضاف: نقوم حاليا بتجهيز شارع بديل آخر بجانب المشروع السياحي وسوف يفتح في اقرب فرصة ممكنة, كما نقوم في نفس الوقت باعداد الخرائط والتصاميم التفصيلية لمعرفة اسباب الانهيار واصلاح الشارع العام بشكل يتوافق مع المقاييس الدولية على ان يبدأ العمل في ازالة الجزء المنهار اليوم.
اما عن اسباب الانهيار فقال: الاسباب غير معروفة ولا نريد ان نستبق الاحداث كما اننا لا نعتقد ان السبب وراء الانهيار هو التفجيرات لشق الطريق التي يتحدث عنها البعض.
اما الشيخ طالب بن خلفان الحسني رشيد منطقة يتي فشكر الجهود التي قامت بها الجهات المسؤولة وسرعتها في اعادة الطريق واقامة الطرق البديلة.
وقال: كان الانهيار مفاجئا ولم يعطنا المجال لتنبيه سالكي الطريق بخطورة الموقف ووضع اللافتات المناسبة لذلك وحصل الانهيار بشكل سريع مما عطل حركة السير ولم يستطع احد المرور وفضل العديد من المواطنين ابقاء مركباتهم بعيدا عن منطقة الانهيار وركنها على محاذاة الشارع لعدم وجود شارع بديل وذهبوا الى منازلهم مشيا على الاقدام, الا انهم تفاجأوا في صباح اليوم التالي بوجود شارع بديل حيث استطاعوا ان يدخلوا مركباتهم الى المنطقة وايقافها امام منازلهم.
وتمنى الحسني ان تقوم الجهات المختصة باقامة شوارع اخرى تؤدي الى هذه المنطقة وعدم الاعتماد على شارع واحد فقط كما هو حاصل الآن.
اما خالصة الحسنية ممثلة لجنة التنمية بولاية مسقط وعضوة بجمعية المرأة العمانية فقالت: فور تلقي الخبر قامت الجهات المختصة بعمل تشكر عليه واستطاعت في فترة بسيطة اعادة الحياة الى مجاريها وطمأنة الناس ان الجهات الحكومية تقف مع المواطن قلبا وقالبا وهمها الوحيد هو اراحتها واسعادها وتوفير كل السبل لخدمتهم.
وعماذا يعني هذا الشارع لمرتاديه قالت: هذا الشارع من الشوارع الحيوية والتي تؤدي الى مناطق سياحية وحيوية مهمة في السلطنة اضافة الى ان مناطق ساحل شرق مدينة مسقط بها كثافة سكانية كبيرة ولا يوجد بها شوارع اخرى تؤدي اليها.
وقال داود بن سليمان الجابري من سكان منطقة يتي ان هذا الشارع هو الشارع الوحيد الذي يوصلنا الى منازلنا والذي نستطيع ان نجلب منه الامدادات الضرورية وفي حالة تضرره كما حدث امس الاول تقف الحياة ولا نستطيع ان نتحرك بسهولة, واضاف: لم نستطع ان نسلك هذا الطريق فور وقوع الانهيار وتحولنا الى الطريق الاخر الذي يربطنا من جهة الغرب وهو وادي الميح الا ان هذا الطريق وعر للغاية والسير به يعرض مركباتنا الى العطل لكن في الاوقات العصيبة لا مفر من سلك هذا الطريق.
اما ناصر بن سعيد الهادي من سكان منطقة يتي فقال: عشنا ساعات من الرعب والخوف فور وقوع الجبل على الشارع العام ولم نستطع ان نتخطى الشارع او المرور بمحاذاته خوفا من وقوع المزيد من الصخور على رؤسنا حتى هدأ الموقف وفتح الشارع البديل الاخر, واضاف هذا الموقف يضع علامة استفهام كبيرة حول عدم صلاحية بعض الشوارع والاخطار المترتبة عليها وضرورة اقامة شوارع بديلة اخرى تحسبا لظروف من هذا النوع.