| 
				 كيف نجد بالقلب رقه عند تلاوة القران؟؟ 
 
			 كيف نجد بالقلب رقه عند تلاوة القران؟؟ 
 
 عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 
 ( المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن
 
 مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو ، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ،
 
 ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن مثل الحنظلة لا ريح لها وطعمها مر ) متفق عليه
 
 وحسبي أن قارئ هذه الأسطر من النوع الأول قد حقق أصل الإيمان ، وما قصد بقراءته إلا وجه الرحيم الرحمن .
 
 ولكن كم من سائل قد سأل :
 
 إني أقرأ القرآن ولا أجد له حلاوة ، ولا زلت أجد في القلب قسوة وبداوة ، ويعلوه ظلمة وتحيطه غشاوة ..!!
 
 أقول : أخي ,اختي -رحمني الله وإياك- هذه شكوى كثير من الإخوان ، والعلاج يسير بتوفيق المنان ،
 
 ومعا نبدأ الخطوة الأولى نحو العلاج فأقول مستعينا بالله :
 
 إن أردت أن تجد في القلب -عند تلاوة القرآن- رقة فحاول أن تخيم عليه بالحزن والخوف من الله ،
 
 ولا يستخفنك حسن الصوت ، واستحضر معاني الآيات في قلبك وابك عند تلاوتها .
 
 فيا من تشكو قسوة : ابك عند قراءة كلام ربك ، فإن في كلماته رقة وتأثيرا عظيماً ، فكم من آية تتحدث عن العذاب ،
 
 وكم من آية تتوعد العصاة بشديد العقاب.
 
 
 كم من آية تتحدث عن جلال الله ، كم من آية سبحت بك في ملكوت السماوات والأرض ، وبينت أن ربك وسع كرسيُّه
 
 السماوات والأرض.
 
 
 استحضر بقلبك مصيرك ، وتدبر ما في الآيات من عبرة ؛ لتسيل من عينك العبرة ،فتحطم صخورا قد علت فوق قلبك ،
 
 فحجبت عنه نور ربك ، ولنا في سلفنا أسوة ، فانظر إليهم بعين الاقتداء ..
 
 هذا أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه صلى بالناس ذات ليلة فقرأ سورة (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى) (الليل:1)
 
 فلما بلغ (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى) (الليل:14) خنقته العبرة ، فلم يستطع أن ينفذها ، فرجع حتى إذا بلغها خنقته العبرة
 
 فلم يستطع أن ينفذها فقرأ سورة غيرها .
 
 وكن -يا صاحب الشكوى- مع الآيات متفاعلا ، فمع آيات العذاب خوفا ، ومع آيات الرحمة طلبا ورجاء
 
 فعن حذيفة بن اليمان : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا مر بآية رحمة سأل ، وإذا مر بآية فيها عذاب تعوذ )
 
 هذا نبيكم صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، فكيف بنا نحن .
 
 واعلم أن البكاء من شيم الأنبياء والصالحين ولا سيما عند تلاوة كلام رب العالمين قال تعالى:
 
 (قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّداً) (الاسراء:107)
 
 وقال تعالى : (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ
 
 وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً) (مريم:58)
 
 فعلاج قلبك أن تتدبر الآيات تدبرا حكيما حتى تبكي فيرق قلبك .
 
 ولقائل أن يقول :
 
 إنني أقرأ ولا أستطيع بكاءا ، وأجد من ذلك عناءا ..!!
 
 ، فأقول -رحمني الله وإياك- :
 
 إن كل طريق يحتاج إلى مجاهدة حتى تصل إلى ماتريد ولقد قال العزيز الحميد
 
 : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
 
 فإن كنت لاتستطيع بكاءا فتباكى ، أي حاول ولا تيأس ، بصدق نية وحسن توكل على الله ، ولا تفهم من قولي
 
 أن تتصنع ما ليس فيك فتقع في شر وخيم من رياء وحب محمدة ،
 
 فهذا قطعا غير مقصود ، وإنما أن تدرب نفسك في خلواتك على استحضار المعاني والبكاء عليها ،
 
 وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم :
 
 ( إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم)
 
 
 فهذه المحاولات الصادقة في خشوعك أثناء القراءة ستؤتي ثمارها ولو بعد حين .
 
 أما أدوات المحاولة الصادقة :
 
 أن تُشرك القلب والعقل مع اللسان عند التلاوة ، بعدها ستجد للقرآن حلاوة.
 
 قال الغزالي في الإحياء:
 
 ( وتلاوة القرآن حق تلاوته هو أن يشترك فيه العقل واللسان والقلب.
 
 فحظ اللسان : تصحيح الأخطاء بالترتيل.
 
 وحظ العقل : تفسير المعاني .
 
 وحظ القلب: الاتعاظ والتأثر بالانزجار والائتمار ،
 
 فاللسان يرتل ، والعقل يترجم ، والقلب يتعظ )
 
 
 هذه خطوة على طريق علاج قلبك بالقرآن ، وإنني أسأل الله الرحيم الرحمن أن يوجد في قلبي وقلوبكم رقة وخشية ،
 
 وأن يجعلنا من أهله وخاصته إنه ولي ذلك والقادر عليه
 
 
 وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم
 
 
 
 
 
 
 
 منــقــــول
 
 
 تحياتي مع خاالص احترامي
   |