تقرير ـ عاصم الشيدي
بعد أكثر من شهرين ونيف من الانتظار فقدت فايزة الوعي لأكثر من خمس ساعات إثر تلقيها خبر عدم قبولها في وظيفة معلمة لغة إنجليزية» وفيما حاول والدها تنشيقها نوعية منبهة من العطور كانت والدتها تبكي بحرقة لحالة ابنتها بعد أن فقدت الأمل في التعيين لسنة أخرى.
وفايزة خريجة جامعة عجمان تخصص اللغة الانجليزية درست على حساب والدها الحاج حميد الذي استدان معظم المبلغ من البنك ومن أصدقائه من أجل تدريس ابنته.
ويعبر الحاج حميد عن خيبة أمل كبيرة مؤكدا أنه درس ابنته في تخصص اللغة الانجليزية بعد أن استشار الكثيرين الذين أكدوا له أن شواغر وزارة التربية والتعليم في هذا المجال كبيرة وستستمر إلى سنوات عدة .
ويعبر والد فايزة عن استغرابه من وجود ابنته وزميلاتها في المنازل في الوقت الذي ما زال فيه تخصص اللغة الانجليزية غير معمن.
وتفاجأ العشرات من حملة البكالوريوس تخصص اللغة الانجليزية وبعض التخصصات العلمية من عدم قبولهم في تعيينات التربية والتعليم الأخيرة رغم عدم تعمين التخصص في الوزارة ووجود أعداد كبيرة من مدرسين اللغة الانجليزية في مختلف مدارس السلطنة.
وقالت فايزة بصوت خافت بينما كانت دموعها تنهمر لم نخبر منذ البداية بشرط اجتياز اختبار التوفل وتضيف بعد أن حاولت استجماع قواها درست على حساب أبي بهدف أن أساعده على تحمل أعباء الحياة واخترت هذه الجامعة لأنها معترف بها من قبل وزارة التعليم العالي.
وتضيف فايزة أنها حصلت على تقدير جيد جدا من الجامعة ولم يكن في حسبانها بعد أن تخرجت أن تدخل اختبار التوفل مشيرة إلى أن الوقت بين الإعلان عن طلب شهادة التوفل وبين وقت تسليمها كان قصيرا رغم التمديد من قبل الوزارة.
ويرى والد فايزة أن على وزارة التربية والتعليم اعتماد سياسة ثابته يكون الجميع على علم بها بعيدا عن التغييرات التي تطرأ على نظام التعيين بشكل سنوي الأمر الذي يكلف الخريجين الكثير والكثير.
وسادت المنازل التي لم يقبل فيها خريج أو خريجة من الذين تقدموا لشغل الوظائف التي أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم حالة حزن شديدة زادت مع الذين أكملوا أربع سنوات أو أكثر من انتظار التوظيف.
ويقول سلطان الشكيلي (خريج تخصص الرياضيات) أن وزارة التربية أبقت الكثير من المعلمين الوافدين في أعمالهم في الوقت الذي لم تقبل المعلمين العمانيين من مختلف التخصصات وخاصة التخصصات العلمية التي ما زالت غير معمنة بنسبة 100٪ الأمر الذي يثير الكثير من التساؤلات .
ويشير سلطان إلى أن إعتماد نسبة 60٪ لاختبار التحريري في مسألة قبول المعلمين ونسبة 40٪ للمعدل التراكمي الذي عمل عليه الطالب لمدة أربع أو خمس سنوات يتنافى مع توجهات وزارة التربية والتعليم نفسها حيث تسعى إلى تقليل تحكيم الاختبارات التحريرية لتحديد مستوى الطالب ، خاصة وأن الاختبار لا يراعي ظروف الطالب المتنوعة التي قد تصادفه يوم الامتحان .
وفايرة وسلطان نموذجان للعشرات غيرهما من الذين صدموا بالنتيجة في الوقت الذي كشف فيه القرار عن هوة كبيرة في التعليم العالي في السلطنة وفي بعض الجامعات المعترف بها لدى وزارة التعليم العالي حيث أن الكثير من الطلاب الغير مقبولين هم من خريجي كلية التربية بجامعة السلطان قابوس.