" الــــــــــراجي " لا تفسر كلماتي فهي مجرد حروف مركبه فقط *_ * (اخر مشاركة : الراجي - عددالردود : 827 - عددالزوار : 188885 )           »          ســجـل حـضــورك بالصـلاة علـى النبي (اخر مشاركة : الراجي - عددالردود : 73 - عددالزوار : 50710 )           »          تبليغ عن مشاركة بواسطة alaa_eg (اخر مشاركة : alaa_eg - عددالردود : 1 - عددالزوار : 2 )           »          تبليغ عن مشاركة بواسطة alaa_eg (اخر مشاركة : alaa_eg - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          تبليغ عن مشاركة بواسطة alaa_eg (اخر مشاركة : alaa_eg - عددالردود : 0 - عددالزوار : 1 )           »          [ رَسَائِل ..إلَى مَا لانِهَايَة..] ! (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 705 - عددالزوار : 143826 )           »          دعونا نـ ـلون جدراننـ ـا بضجيج أقـ ـلامنــا (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 2080 - عددالزوار : 236943 )           »          سجل دخولك للقسم العام بـحـكـمـتـك لهذا اليوم (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 618 - عددالزوار : 129850 )           »          سجل دخولك وخروجك بالاستغفار (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 81 - عددالزوار : 60718 )           »          همسات قبل حلول شهر رمضآن المبارك .. (اخر مشاركة : البريء - عددالردود : 9 - عددالزوار : 43385 )           »         
 

 

منتديات حصن عمان

الرئيسية مركز التحميل المتواجدون الآن مشاركات اليوم
العودة   منتديات حصن عمان > الأبراج الأدبية > برج المقال والقصة
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

 
قديم 20-12-2006   #1
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

بعد دقائق قليلة سنكون على موعد جديد إنه موعد انتهاء الساعة الثامنة ، القلوب وجلة والنفوس مضطربة ، والدعاء الهامس نبضا ودمعا إلى الله أن يلطف بلطفه وينعم بالحياة للطفل الصغير حسام ، يونس لا يزال الطفل الذي لا ينفك يدون ملاحظاته في مذكرته الصغيرة ، والجارة أمل تحتضن أم حسام وتطلب منها ذكر الله وتهليله وتسبيحه ، الطبيب سالم في الغرفة الكهربائية يعاين حالة حسام ويتأكد من دقات قلبه ، والطبيب سامر يقضي وقته مع زميله سالم حينا ومع الطابور المصطف لمعرفة الخبر حينا آخر ، الكل يؤمل نفسه بالبشارة ، وقلب الأم يخفق ويضطرب اضطراب المبعوث من القبر خجلا .
الرقابة المشددة على والد حسام تضبطه وهو يكرر الدخول إلى ذلك البيت ويمكث فيه وقتا طويلا ، والغريب أنه لم يأتي ليطمئن على صحة حسام ، وكأنه على يقينٍ تام بأن حسام لن يعود للحياة من جديد ، والذي أثار شكوك الشرطة هو ذلك الكيس الذي يحمله باستمرار إلى ذلك البيت ، وما سر مكوثه وقتا طويلا هنالك ؟ وما علاقة أهل البيت بأبي حسام ؟ بالأمس خرج بصحبة إحدى بنات البيت إلى السيتي سنتر للتسوق ، وبعدها خرج مباشرة وقد غيّر ملابسه إلى المؤسسة الفنية للإنتاج والتصوير ، بالرغم أنه لا ناقة له ولا جمل في الفن ، والزيارة توحي بأنها رسمية من خلال طريقة لبسه وهندامه .
نجم الدين في حديث متواصل مع المجنون وكأنه يفتعل الجنون ، فأحيانا تصرفاته توحي بالعقلانية ، فهو يعلم متى سيأتي وفي أي وقت ، ومتى يرحل ، نظراته فيها سرٌ خطير ، وابتسامته تحمل الخبث والدهاء ، ولكن يبقى وبشهادة المستشفى الطبي بأنه من أصحاب الإعاقات العقلية التامة ، والجنون مسيطر على شخصيته بنسبة 100 % ، وقبل أن يخرج حسام يظهر مبارك الجار القريب لجدة حسام حاملا الكفن الذي منحه إياه حسام ، وقد عطره حسام بدموعه ، الطبيب سالم يخرج ورجلاه يكاد لا تقلانه ، دموعه تسبق كلماته ، وقد أنهى التقرير ومعه شهادة الوفاة ، نعم لقد تأكد موت حسام وبشكل نهائي ، والذي لفت انتباه الطبيب أن حسام لم يمت خنقا ، وإنما مات بصعقهِ بتيار كهربائي في أسفل قدميه ، وربما هذا الأمر سيزيد التحقيق تعقيدا .
أبلغ الجميع بموت حسام ، فتعال الصراخ والعويل ، أم حسام تبكي بكاءً مرا ، وأمل وصديقاتها يهدأن من روعها ، ويذكرنها بأن هذا هو من عند الله ، ولا يستطيع أي بشر أن يرد قدر الله وقضائه الغالب ، وأن موت حسام أفضل له من حياته ، وسيكون عصفورا من عصافير الجنة بإذن الله ، فهو لم يبلغ الحلم ولم يُجرّ عليه القلم ، وسيكون من الغلمان الذين سيسقون أهلهم ماءً يوم العطش الشديد في ذلك اليوم الذي يذهل كل مرضعةٍ عمّا أرضعت وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ، نعم سيسقيها ماءً عذبا رقرقا إن احتسبت موت حسام واسترجعت الله وصبرت ، ولا تزال المسكينة تبكي وتبكي ، حتى لو جمعت دموعها لصارت لجة زاخرة من سيل الدموع الجارفة ، أما يونس فهو الآخر لم يعد له أثرا ، ونجم الدين يبحث عنه بكل جنون وبصحبته مدرس المطالعة والأحداث تتوالى تترى


،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
 
 

 
قديم 21-12-2006   #2
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

مريم أصبحت تعشق الوحدة والانطواء ، تقطع وقتها بين بكاءٍ ونومٍ وقراءة بعض الروايات الكئيبة ، واليوم انضمت الأغاني الحزينة إلى قائمة اهتمامات مريم ، طيف أمها يعشش في أحلامها ومخيلتها ، وخناجر الخيانة تضرب أوتار قلبها وتمزق أحشائها ، والمحاولات اليائسة منها في تغيير منحنى حياتها لم يبلغ الجد والاتزان ، وجهها يزداد شحوبا كل يوم ، وشهية الأكل انعدمت ، فالماء وبعض التمرات والخس هو كل مأكلها .

في خلال مناوبة سمير وقع شجار بين سيدة تبلغ الأربعين من عمرها ، وبين أحد الشباب المراهقين ، وكان يتعقبها ويلقي كلمات الغزل على مسامعها ، مما يثير اشمئزازها ، فصرخت في وجهه تشتمه ، وكاد المراهق أن يلطمها بيده ، لولا أن تدخل سمير وفضّ الاشتباك ، فشكرته السيدة الفاضلة ممتنةً له على صنيعه النبيل ، ولكن الأمر الذي بدأ يثير اهتمام سمير أكثر هو ذلك الصبي الصغير الذي يعشق الوحدة ويمشي بمفرده دائما ، وتظهر عليه ملامح البؤس والعناء ، وكأنه فرعٌ قد قطعت كل جذوره وأصوله .
اليوم نطق الحكم النهائي ، وكان المحامي ذكيا جدا وفطنا ، عمل كل جهده وطاقته في تبرئة سعيد ، ولكن أدلة المحامي الآخر لوالد الطفل كانت هي الأكثر وضوحا وإقناعا ، ومع هذا كله تمكن المحامي اللبيب من تخفيض العقوبة بأقصى الدرجات الممكنة ، والقاضي يلوح بيده للجميع بالهدوء ، ومطرقته تجبر الكل على الإنصات ، ويأتي الخبر الصاعق لسعيد ، القاضي يحكم بسجنه خمس سنوات ، وتهمة الشروع في القتل تقتضي السجن من 5 إلى 15 سنة ، والفضل يرجع للمحامي الأنيق الفطن .
وقبل أن ينقل سعيد للسجن المركزي طلب مقابلة المحامي ، وسأله على الفور عن الشخص الذي قام بتوكيل المحامي له ، فأخبره أن مريم هي من دفعت تكاليف القضية الباهظة ، حيث أنها باعت ذهبها وأرضها الصغيرة بجوار بيتهم ، استغرب سعيد من كرم تلك السيدة وتضحيتها ، والاهتمام به رغم أنه لا صلة بينهما أبدا ، هي الشخص الوحيد الذي تذكره في هذه المحنة ، والعجيب أن أهله لم يأتوا حتى لزيارته أو الاطمئنان عليه .



،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
 
 

 
قديم 21-12-2006   #3
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

تنتهي مناوبة سمير في الصباح الباكر ، ولكنه انتظر إلى أن تشرق الشمس ليتمكن من رؤية ذلك الصبي ، اشترى بعض السندوتشات ووضعها في كيس ، ثم انتظر أمام بوابة العمارة ، وكالعادة أتى الصبي يمشي ببطيء كبير ، لا يكاد يرفع رأسه من الأرض من كثرة التفكير والانزعاج ، استوقفه سمير يسأله عن صحته ، فلم يجب الصبي ، هز رأسه ومشى ، فلحق به يكلمه ، صغيري خذ هذا الكيس فهو هدية لك ، أنا عمك سمير أشتغل ناطور على هذه البناية ، نظر إليه الصبي بعيونٍ شاردة ونظراتٍ مكلومة ، ابتسم له سمير وغمزه بعينه أن يأخذ الكيس ، وهذه بداية صداقةٍ بينهما ، مع اختلاف أعمارهما وثقافتهما .


سعيد يُنقل إلى السجن المركزي ، وهو يحمل استفسارات كثيرة بداخلة ، يتخيل وضع مريم المحرج ، وصحتها التي بدأت تتدهور رويدا رويدا ، ما سر موقفها الرائع ؟ ولماذا تفعل ذلك مع سعيد ؟ يسرح بخياله بعيدا إلى عالم النجوم ودنيا الأفلاك ، فيرتد إليه البصر ليرثى حاله المرير ، وقسوة الظلم ، يناجي نفسه ويعاتب المآل الذي صار إليه ، كلما أغمض جفنا تذكر قول الشاعر :
أوما ترون الليل يغمر أمتي *** لا نجمهُ غنَّى ولا رقص القمر
أوما ترون الأقربين استخدموا *** فينا سلاحا ليس يبقي أو يذر
يسأل عن القرابة والأهل ، فيجدهم في منأى عنه ، يخاطب الخلان والأحباب ، فيجدهم قد رحلوا من دنياه ، يعتصر الألم ويبكي ندما ، إلى أن قطع حبل أفكاره ذلك الشاب الملتحي ، قائلا له ، هوّن على نفسك أخي :
فظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على المرء من وقع الحسامِ المهندِ
كن متماسكا أخي ، فالخير يبرق من عينيك ، فأنتِ رجلٌ خَيِّر ، ولا أزكي على الله أحدا ، ذلك ما أوحته لي ملامحك وما استدل به قلبي ، فقلب المؤمن دليله ، يرشده إلى الخير ، وفي الوجه ملامح الشخصية فهي انعكاس الداخل ومرآة القلب ، ألم تقرأ قول شاعر العرب :
بعض الوجوه يسرُّ العين منظرها تقىً *** وفي بعضها قبحُ الغرابيبِ
سعيد ينصت لكلام هذا الشاب الحكيم ، فلقد تغلغلت كلماته إلى الأعماق ولامست شغاف القلوب ، ووجدت مكانا خاليا فتمكنت فيه ، فدنا منه ، مسلما عليه ، سائلا عن حاله وصحته ، ويقول في قرارة نفسه ، هذا رجلٌ أرسله الله ليخفف آلامي ويشحذ عزيمتي .
خلود تقترب من مريم أكثر فأكثر ، تسهر على راحتها ، وتوفر لها كل مطالبها ، أما الأخيرة فبدأت تفكر في بيع كل ورثها من أمها ، فهي تنوي فتح مدرسةٍ خيرية ، تكون مدرسةً صباحية للأطفال الصغار ، ومدرسة مسائية لتعليم محو الأمية ، وتهب كل الخير والأجر في صحائف أمها إن كان الله يتقبل منها ، فهي لا تنفك تدعو بالخير وحسن الثواب لأمها الراحلة ، بل وصل بها الأمر أنها تصلي في اليوم عشر مرات ، خمسا فرضا عليها ، والخمس الأخريات تهب أجرها وثوابها لأمها ، ولا تزال الحسرة في القلب على فقدانها ، والوجع يقتل كل ذرةٍ فرحٍ لديها .



،،،، يتبع ،،،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
 
 

 
قديم 05-01-2007   #4
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

قررت وزارة الإسكان منحُ بدر بيتا شعبيا ، مكونا من ثلاث غرف ومجلس وصالة ، بالإضافة إلى راتب شهري من الشؤون ، يعينه على تسيير حياته، والفضل يرجع بعد الله إلى الشيخ محمود ، الذي بذل المستحيل لكي يحصل بدر على بيتٍ يؤويه ، فرح بدر بذلك ، وقرر الدراسة في أرض الوطن ، فهو الآن يقدم أوراقه في الجامعة ، ويختار كلية الهندسة ، فهو يسعى أن يكون مهندس نفط ، وترك حلمه القديم ،فهو الآن لا يعشق الطيران ، بعد أن تحطم جناحاه بوفاة أهله .

سمية حكت قصتها لأختها سامية ، قلبها يتقطع ، ودمعها لا يرقأ ، ولسانها لا يتلفظ إلا بذكر بدر ، أما سامية ، تعيش مأساة أختها ، تحاول أن تأخذها من العبوس إلى الأمل والإشراق ، تطلب من سمية أن تكون عونا لبدر في هذه المرحلة ، فهو يحتاج لدعمها وسندها ، وهي ستقف بكل تأكيد إلى جانب سمية وتوفر لها المناخ المناسب للقيا بدر .
عائشة تقع في يد أحد الشباب ، فلقد تبادلا النظرات طويلا في سوق الملابس ، وقد تمكن من اصطيادها عن طريق البلوتوث ، وها هي المكالمات تتكرر بينهما ، والحب والغزل سمة بارزة ، خصوصا عائشة التي تتأقلم مع كل شاب ، فقلبها يرفرف في صدرها ، لا يثبت في مكانٍ واحد ، ولا يستقر لشخص واحد ، فهي ترى نفسها ملكة الحب ، تهب حبها لكل الشباب .
بدر أنهى صلاة العصر ، أمسك بالمصحف يقرأ ويراجع محفوظاته ، وهو الآن يحفظ سورة النور ، ويقف عند الآية الخامسة والثلاثين كثيرا ، يتأملها وقلبه يتلذذ بحلاوة الإيمان ، ما أروع هذه الآية وأعظمها، فالقرآن كله عظيما ، ولكنها تصف نور الله :
" الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ".
ختم الآية وخرج من المسجد يمشي ، مستمتعا بنور الإيمان ، الطريق مزدحم بحركة الناس ، رجلاه تسوقانه نحو محل البوظة " الآيسكريم " ليسترجع أيام الصبا والطفولة ، طلب آيسكريم فراولة ، ومضى يكمل طريقه وهو يلعق الآيسكريم مثل الصبيان تماما ، تلمحه سمية من بعيد ، وتصرخ ذاك بدر ، إنه البدر يا سامية ، توقفت بجانبه ، تكاد لا تصدق عينيها ، أيعقل أن يكون هذا بدرا؟
سلمت عليه وعرفته على أختها ، سَعُد كثيرا برؤيتها ، وشعر بالأمان والدفء والحنان ، وعدها أن يأتي قريبا لخطبتها ، فهو لا يقوَ البعد عنها ، فرحت بذلك فرحا عظيما ، يكاد يغمى عليها ، لم تستطع الكلام ، فتكلمت سامية بدلا عنها ، نحن في انتظارك ، ولن نجد أفضل منك يا بدر الدجى ، ابتسموا ، ثم انصرفوا .



،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
 
 

 
قديم 05-01-2007   #5
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

ما أجمل البيت الجديد ، فهو قريبٌ جدا من مسجد النور ، وفي الجهة المقابلة تقع حضانة الأطفال ، وبدر يملك عشقا خاصا للأطفال فهم البراءة وزينة الحياة وبسمة الدنيا وبهجتها ، لكنه موحشٌ جدا ، فلا أنيس يشاطره الحديث والحياة ، ولا حبيب يركن إليه عند الدعة والهم ، يتأمل الغرف الثلاث ، ينتقل بينهن ولا يرى شيئا يفتح النفس ويسعد الخاطر ، فتجيش به الذكريات نحو الأحبة ، يخاطب نفسه : أواه كم اشتقت لنصائحك أبي ، وكم عيني تود رؤيتك يا أماه ، فداك نفسي يا أختي الصغيرة " ربى " ، يجفف دموعه ، وينتقل للمجلس عل تباريح الجوى يخف وطؤها ، وعلّ النفس تسجد لخفتات الأمل القادم ، فلا بد أن نقبل الواقع بكل صروفه .
سامية تبدو أكثر سعادةً من أختها ، تنظر بنظرات خبثٍ لسمية ، وتحدثها بجمال بدر وخفته وظرفه الشديد ، مما بدأ الأمر يتطور للغيرة ، وأصبحت سُمية تفسر كل كلمة إعجابٍ من سامية لشخص بدر على أنها بذرات حبٍ قد تتأصل في أعماقها ، فالحب لا يقيد بقيود ولا يحده رسمٌ أو حدود ، إلا أن سامية ترسم الأمل الجميل في قلب سُمية حينما تحدثها باستمرار عن يوم زفافهما ، وكيف ستحيى حياة السعداء مع بدر ، وأنها ستكون خالةً عما قريب ، فتبدأ المغرمة سُمية في الغوص في أعماق الخيال ، عيناها لا تتوقفان عن النظر لأعلى ، وأصابع اليدين في حركة استشعارية ، والابتسامة تواكب التأمل العميق .
عائشة تحدد موعدا لعشيقها الجديد ، فاللقيا حياة الحب وماء القلوب ، والحبيب الجديد ، يبكى الصبابة والألم ، فالشوق يضرب أوتار جسده ، وقلبه يخفق بتراتيل وجده ، فالأنفاس حرّى دفينة ، والحنين يسكره ويصرعه ، ويدّعي أيضا ، بأنه بات حاله كسيرا ، ولقيا الحبيبة يجبره ويشعبه ، وكذلك عائشة المتيمة لا يغمض لها جفن ، فهي دائمة التفكير بالحبيب المخلص ، هذا الأنيق الذي شغل كل فكرها ، واستوطن كل مشاعرها ، فصار الهوية وملح الحياة ، والموعد يوم الأحد ، يوم نصرهم برؤية بعضهم .



،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
 
 

 
قديم 05-01-2007   #6
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

يونس الولد الوديع ، يتحول إلى أسدٍ مفترس ، فلقد لطم أمه لطمةً أطارت بعقلها يوم أن منعته من الخروج مع صديقه الجديد موسى ، أصابها الذهول وبلغت بها الدهشة مبلغها ، ويحك يا يونس ، أتصفعني وأنا أمك ؟ أو نسيتَ سهر الليالي وبكاء الأسحار لأي مرضٍ يلم بك ، ألا تعلم بأن الحمى التي تؤلم جسدك هي تقتلني ، والآن وبعد كل هذه السنين تأتي لترفع يدك على من حملتك في بطنها تسعة أشهر وفطمتك في عامين ، أو يكون الشكر بالضرب ، شُلَّت يدك وقبّح الله صنيعك ، اغرب عني فأنت لستَ ابني .
لم تحرك تلك الكلمات والدموع شيئا من نفسية يونس ، فهو تمرد على كل شي ، ولا يعرف سوى القسوة ولغة الثأر ، إلا أنه حينما يخلو بنفسه ، يعود به الحنين إلى إخوته حسام وسوسن ، خصوصا حسام الذي كان سنده وعونه في كل شي ، فهو لا ينسى أبدا يوم أن باع كتبه التي يحتفظ بها ويغرم بقراءتها لأجل أن يشتري يونس دراجةً يلهو ويلعب بها ، قلبه لم يتعود على الصبر ، ونفسه لا تريد غير إخوته ، فقد تقطعت أوصاله ، وارتعشت أضلعه ، وبدأ يصرخ بصوت حسام ، الصريخ يرتفع ليصل إلى الأم المفجوعة والمكلومة ، فتأتي مسرعةً نحوه تحتضنه ، سقته الماء وأحضرت له عصير الليمون ، وأطعمته المعكرونة التي يحبها كثيرا ، وكأنه لم يفعل فعلته التي فعلها صباح اليوم وهو من الآثمين ، قلب الأم لا يحمل أي حقد لأبنائه ، فكأن شيئا لم يكن رغم مرارته وقسوته .
الرجل المجنون يظهر من جديد أمام جريمةٍ أخرى ، وكأنه لا يظهر إلا لهدفٍ وغرض ، فلقد كان شاهدا على سرقة سيدة كبيرة وهي تحمل نقودا كثيرة بمحفظتها الكبيرة ، وهو الشخص الوحيد الذي رأى يونس وموسى يضربانها ومن ثم يسحبان منها المحفظة بكل عنف ، ولا يزال لا يكشف عن شخصيته ، وأخبر الشرطة بأنه رأى عرضا مسرحيا مثيرا ، فلقد شاهد طفلين يقومان بالتمثيل وسرقة المال من هذه العجوز الشقراء ، وحينما سُئل عن الطفلين أجاب بضحكةٍ وبكاء وقال هما " توم وجيري " .
اتصلت الشرطة بأم حسام لتخبرها بأن زوجها معتقلٌ في الشرطة بتهم الأعمال المخلة بالآداب في بيت دعارة ، لتزداد المصائب على أم حسام ، والأمر الآن تجاوز الحزن والصدمة إلى الفضيحة والعار وسخرية الآخرين ، فالتورط في قضية آداب جَرمٌ يمقته المجتمع وتعفه العادات والتقاليد ، لم تجد من تلجأ إليه سوى نجم الدين ، فهو الرجل المخلص وقت الشدة والمحن ، حضر إلى الفور واصطحبها إلى مركز الشرطة ، ليتم استخراج أبو حسام وهو منُكس الرأس بكفالة نجم الدين ، لم يتفوه بأي كلمة ، ولم يكلمه أحد ، ويبدو أن هول المعصية أخرس لسانه ، والشعور بالذنب يقتل أحشائه.


،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
 
 

 
قديم 05-01-2007   #7
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

الساعة تشيرُ إلى الخامسة فجرا ، والرجل المجنون يمارس رياضة الجري بكل نشاطٍ وحيوية ، والعجيب في الأمر أنه يحمل مخزونا هائلا من اللياقة فهو لا يشعر بالتعب إلا بعد طول جري ، فلقد قطع الخمسين كيلو مترا وهو لم يتوقف عن جريه أبدا ، انحرف في مساره إلى الحديقة ليلتقي بذلك الطفل الأبكم ، فيحتضنه طويلا ويبكي بكاءً مرا ، والرائد محمد يراقبه منذ فترةٍ طويلة ، حتى قبل واقعة حسام المسكين ، عقارب الساعة تتحرك والوقت الآن يدنو من الظهيرة ، والمجنون والطفل يتجولان في حديقة الحيوان بكل متعةٍ وسعادة .
موسى ويونس يخططان لسرقة محل الذهب ، فلقد تمكن موسى بحركةٍ خفيفة من سرقة المفتاح من البائع ، ليقوم بنسخه ، ويعيده إليه من جديد ، بدون أن يشعر البائع بشيء ، يونس يشعر بخوفٍ ورعب ، فهي المرة الأولى التي سيقوم فيها بسرقة محل تجاري ، ويبدون أنه بدأ يتضجر من الطريق المنحرف الذي يسلكه ، ولكنه محتاجٌ للمال لكي يبني بيتا مستقلا له ولأمه ، كي لا تقع عيناه على وجه أبيه ، فهو لا يود رؤيته إلا يوم دفنه بسكين الغدر التي سيغتاله بها على حين غرة .
أما أبوه ، فحاله لا يسر صديقا ولا عدوا ، لا يغادر غرفته أبدا ، حتى الصلاة المفروضة لا يهتم بها ، لا يحدث إلا الجدران والجمادات ، ولا يأكل إلا الدجاج المقلي ، وكأنه يود أن ينتحر بطريقةٍ بطيئة ، يتسلل اليأس إلى قلبه ، ويبرق الأمل في عيناه حيناً ، وهو بين بين ، تماما كقول الشاعر :
فلا أنت من أهل الحجون ولا الصفا *** ولا لك حظُّ الشربِ من ماء زمزمِ
أم حسام حائرة ولا تدري ما تفعله ، هل ستقف مع نفسها لتتذكر أيام الأنس بصحبة سوسن وحسام والجدة رقية ؟ أم أنها ستحاول القيام بدور الزوجة المكلومة حيال زوجها الغامض والملطخ بدم العار والفضيحة والمتهم بقتل فلذة الكبد وحشاشة الجوف ، ترددت في أمرها كثيرا ، وفي الأخير طلبت من نجم الدين أن يلتقي بها في حضانة المروج الباسمة مساء الغد ، فهي تود البوح له بكل مكنوناتها .
الجارة أمل أعدت العشاء لأهل بيت أم حسام ، غلفته في أكياس ألمونيوم ، خرجت في الطريق إلى بيت أم حسام ، فاستوقفها موسى صديق يونس ، يحاول العبث بكرامتها ، فنهرته ، إلا أنه لم يتوقف ، قام بلمسها من جسدها ، فألقت بالطعام واعتركت معه ، فاستمر في الاشتباك معها ، ومن سوء حظها أن يمر أصدقائه من نفس الطريق ويرون الموقف ، فيهبوا مسرعين إلى صديقهم لنجدته ، أوسعوها ضربا ، واركلوها بالأقدام ، وأردوها طريحة على الأرض لا حراك لها .


،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
 
 

 
قديم 05-01-2007   #8
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 


حياة السجن لم تكن مريرة مثلما تخيلها سعيد ، فصحبة الشيخ أنور تزيح الكدر وتمحو كل أدران الضيق والضياع ، هو رجلٌ فاضل ، محافظٌ على أداء الصلوات والسنن ، لا يترك الفضائل والمحاسن ، ويسمو بالنفس لتصل لدرجة النزاهة والطهر ، يصلي بهم إماما ، وهو محدثهم وفقيههم داخل السجن ، فبعد صلاة الفجر يحضهم على قراءة القرآن ، وبعد صلاة العصر يقرأ لهم في كتب التفسير وقد بدأ بتفسير المنار ، وبعد صلاة العشاء يتدارس معهم الفقه والأحكام الشرعية ، لا يترك فرصة إلا واستغلها في نشر الخير والصلاح ، ولله الحمد فسعيد الآن يجيد ترتيل القرآن وتجويده ، ويعلم الكثير من أمور الدين ، بل أنه بدأ يرتقي بفكره وطموحه ، إلا أن مريم بدأت تشعل الحنين في جوفه من الرغم أنه كان ولا يزال عاشقا لخلود .

اليوم يقوم سمير بدورٍ عظيم ، فلقد رافق الصبي البائس إلى مدرسته الابتدائية ، وأصرَّ على مقابلة الأخصائية الاجتماعية ، فأتته ترفلُ في ثوب الغنج والدلال ، قوامٌ فتّان وعودٌ نحيلٌ قصير ، خدودٌ مُكتَنِزة ، شفاهٌ ناعمةٌ رقيقة ، لا تبدو عليها الحشمة والحياء ، ملابسها مخلة بالأخلاق ، وجهها قد صرخ من كثرة الأصباغ والألوان ، العطر الفرنسي يضج من مسيرة يومين ، وسمير لا يقوَ على رفع رأسه من على الأرض ، بادرته بالتحية والسلام ، وقد أحضرت له كوبا من الشاي ، سألته عن سبب مجيئه وإلحاحه على مقابلتها ، فأخبرها أنه لم يأتِ إلا ليطمئن على حال ذلك الصبي المطرق في جلباب الشرود والهم ، البائع للبسمة بكل نزف مشاعره وحنين وجده ، فأخبرته بأنه طفلٌ يتيم الأم ، ماتت يوم ولادته مباشرةً ، ولم يكن له أخٌ من أمه ، وقد تزوج أبوه بفتاةٍ صبية ورحل لبلدٍ بعيد ، وترك طفله هنا يعيش مع جدته المقعدة .
بدأت علاقة الصفاء تعود من جديد بين خلود ومريم ، فلقد أحست مريم بصدق مشاعر خلود وأنها حقا نادمه على فعلتها ، وبدأت تكشف لها الكثير من خبايا الزواج الأخير بينها وبين خلود ، وكيف أن المصلحة اقتضت أن يقترنا ببعض ، وكيف يبيع الإنسان ضميره من أجل مادةٍ رخيصة لا تسمن ولا تغني من جوع ، هنا بدأ طيف الخيال يراود مريم ، وأخذت تسترجع ذكريات سمير وهو يحمل الزهور كل صباحٍ في يديه ، وهي تحمل الورود له ، وكيف كان يسهر الليالي في صنع هديةٍ فريدة ، فهو لا يجيد الخياطة ، إلا أنه صنع قماشا صغيرا ، وزخرفه بخيوط صفراء كلون الأصيل ، وكأنه يقول لها أنتِ شمسي التي لا تغيب ، زفرت زفرات الوله والشوق ، ونادت بخلود أن تصاحبها إلى بيت المعلمة سلمى من أجل متابعة موضوع المدرسة الخيرية ومعرفة أبعادها وتفاصيلها .

،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
 
 

 
قديم 05-01-2007   #9
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

تأسف سمير كثيرا لحال ذلك الصبي المسكين ، ومضى وقته كله يفكر فيه ، ويستغرب من شدة اهتمامه به ، ولماذا يشعر بعاطفة كبيرة نحوه ، إلا أنه يمني النفس بالوقوف معه والحنو عليه بيد الحنان والعطف ، لا بد من نشر البسمة والأمل في طيات قلب الصبي ، أطرق ببصره وجال بخياله ، وفي الأخير قرر أن يقتطع ثلث راتبه ويصرفه على احتياجات الصبي الصغير من مأكلٍ ومشربٍ ومستلزمات شخصية ومدرسية .

في الصباح الباكر ذهب للسوق ، واشترى معطفا جميلا ، وأهداه للطفل بعد عودته من المدرسة ، فرح الصبي محمود بتلك الهدية فرحا عظيما ، وذهب يجري ويرقص طربا ، يصرخ بصوته الطفولي البريء شكرا عمو سمير ، أنا أحبك ، سَعُد سمير بهذه النتيجة واطمئن قلبه وسكنت جوارحه وطابت نفسه ، فالشعور بفرحة طفلٍ بائس شيءٌ لا يوصف ، وها هي العلاقة تنمو بينهما بشكلٍ كبير ، وقد تعرف على جدة الطفل زكية ، وصار كل يومٍ يأتي للسلام عليها والاهتمام بها وإطعامها .
تمضي أيام سعيد وهو رهين الحبس لا يزوره أحد ، ولا يسأله عنه حتى أهله ، لكنه تعلم الكثير من السجن ، واكتسب مهنةً جديدة وهي الحلاقة ، ففي السجن أُجبِرَ على امتهان الحلاقة وتعلمها ، وهو الآن بارعٌ فيها ، ويفكر بإيجابية في أن يفتح محلا للحلاقة في بلدته ريث خروجه من السجن ، إلا أن أحد حراس السجن دائما ما يثير غضب سعيد ، فهو يتنبز عليه بكلماتٍ بذيئة ويرمقهُ بنظراتٍ حقيرة ، فلولا أن تداركه الشيخ أنور ليوشكنَّ سعيد على الاعتداء على ذلك الحارس الخبيث ، وعند ضحى اليوم أخبره ضابط المركز بأن أحدا جاء لزيارته ، تحيّر سعيد في أمر الزائر ومن يكون ؟ ومن الذي تذكَّره بعد طول غياب ؟ خرج لصالة الزيارات فوجد مريم تقف في ذبولٍ واصفرار تحمل بيدها مصحفا ، ابتسمت في وجهه وقالت : أعلمُ بأنك مظلوم ، ولكن ثق بأن تلك هي الأقدار تجري بما قدره لها خالقها ، وكن صبورا جلدا ، فقلبي نبأني بأنك طاهرٌ عفيف ، دمعت عينا سعيد ، توقف برهةً مدهوشا ، ولكنه تجمع قواه ، وشكر مريم على كل ما فعلته وتفعله معه ، أعطته المصحف وأخبرته أن ذلك المصحف هو مصحف والدتها وهو أغلى وأثمن ما تملكه ، وأمرته أن يحافظ على الهدية جيدا .
خلود والمعلمة سلمى ترسمان مخططا للمدرسة الخيرية المنتظرة ، وقد تكفلت سلمى باختيار مقاولٍ شريف ليمسك مشروع البناء ، وتم تحديد المبلغ وكان باهظا جدا ، فهو يتجاوز المائة ألف دولار ، ومريم لا تملك هذا المبلغ كاملا ، بل لا تملك نصفه ، تم عرض المشروع على أكثر من مقاول ، وللأسف كان المقاول السابق هو الأوحد في السعر المنخفض ، ولا بديل غيره لأمانته وصدقه ، والمفاجأة أن المقاول ذاته سيتبرع بعشرة آلاف دولار ، ومريم تملك أربعين ألفا ، ولكن من أين سيأتي بالنصف الآخر ؟

،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
 
 

 
قديم 05-01-2007   #10
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

لا مجال للصمت أكثر ، وليكن للجرأة توقيتٌ جيد ، والنظر من بعيد لا يأتي بفائدة ، وكان القرار بأن يسابق بدر الزمن ، ويطرق باب الحضانة زائرا ، ولمعالمها الداخلية متعرفا ، الأطفال في كل أرجائها ، والأنس والبهجة على وجوه ساكنيها ، والترتيب والجمال في كل نواحيها ، عالمٌ طفوليٌ جميل ، يرى أخته لبنى في كل وجوه الأطفال وخصوصا البنات ، سأله مدير الحضانة إن كان قد قدم لتسجيل أحد من أقاربه ، فارتبك بدر وارتسمت الحيرة والذهول على تقاسيم وجه ، ولكنه تخلص سريعا بقوله أنه أتى باحثا عن عملٍ مسائي بالحضانة ، وكان الجواب على الفور ، أن العمل هنا تطوعي وبدون أجر ، فرحب بدر بالفكرة وأعلن استعداده الكامل للعمل بالحضانة .

مازن يتصل بعائشة ، يعلمها بأنه سيمر عليها بسيارته بعد قليل ، ووعدته بتأخير الوقت قليلا ريثما يذهب والدها للمسجد لأداء صلاة الجماعة ، لتتمكن من الاطمئنان بأن أحدا من أهلها لن يراها وهي تركب سيارة حبيبها ، وتم لها ما أرادت ، والطريق مزدحمٌ بالمارة ، مما جعل مازن يقود بسرعة فائقة لكي لا يتمكن أحد من معرفته ، وصوت مسجل السيارة يبث موسيقى الحب والعاطفة ، عائشة لم تنطق بكلمة واحدة ، فالحياء يلجمها ، ولم تتعود على مازن بعد .

تفاجأت عائشة من ترتيب شقة مازن ، وروعة الأضواء الخافتة ، ورائحة العطر الفرنسي " انترنتي " تفوح في كل أركان الشقة ، أخذت جولة تفقديه سريعة لغرف الشقة الصغيرة ، فرحت كثيرا حينما رأت كعكة كبيرة على طاولة المطبخ ، وكانت الشموع الحمراء مزروعة في كل جوانبها ، أصر مازن على عائشة إصرارا قويا بأن تقوم هي بنفسها بتقطيعها وأن تأكل من يده ، فهو خادمها المطيع ، ومن سيهب نفسه لخدمتها طول الحياة .

في هذه الأثناء يقوم والد عائشة بزيارة بدر في بيته الجديد ، ويتذاكر الاثنان حياة والد بدر وعلمه الغزير وتواضعه الجم ، فتسيل الدموع من العيون ، وتكثر الدعوات من بدر لوالده الراحل ، إلا أن أم بدر كان لها نصيب الأسد من الشوق والحنان لها ، فهي لا تغيب أبدا من مخيلة بدر ، كانت معبد الحب لكل من يعيش بقربها ، ورغم صلابة بدر وقوة شخصيته ، فلا يزال غير قادر على تحمل مرارة الموقف ومضاضة الرحيل المفاجئ المميت ، قاطع شروده اتصالٌ من سمية تطمئن على صحته وحاله ، وقد لاحظت حزنه من نبرة صوته ، فأتت كلماتها في همسٍ رقيق ، تجلد يا حبيبي ، وكن قويا في عيني ، فأنت أملي وقدوتي ، أم أن وجودي بقربك لا يمنحك الأمان والرضا أبدا ؟؟

أنهى بدر المكالمة ، ليتلقى سيلا من الاستفسارات من والد عائشة عن صاحبة الرقم ، فأجاب بدر بكل هدوء ، هذه من اخترتها شريكةً لي في حياتي ، وهي من ستشاطرني ما تبقى من عمري ، فأجاب الشيخ ، ولكني كنتُ أريد لك عائشة ، تنهد بدر وقال : ولكني منحتُ عهدا لهذه الفتاة ولن أخلفه ، تبسم الشيخ ودعا لهما بالبركة ، مشترطا أن يكون هو من يخطبها له ويعقد قرانهما ، فرح بدر فرحا شديدا ، وأصبح زواجه حديث الساعة كلما التقى بوالد عائشة ، ويبدو أن العرس سيكون قريبا .



،،، يتبع ،،،

 


التعديل الأخير تم بواسطة رقيق المشاعر ; 05-01-2007 الساعة 10:43 PM.
رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
 
 

 
قديم 07-01-2007   #11
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

أمل بين الحياة والموت ، والشرطة تحقق في الحادثة ، ذهب يونس وأمه إلى المستشفى للاطمئنان عليها ، فوجدوها في حالةٍ حرجة ، والدكتور يطلب من الحاضرين التبرع بالدم ، وللأسف الشديد جميع فصائل دم الموجودين لا تتوافق مع فصيلة دم أمل ، ولشدة تعلق أم حسام وحبها لجارتها أمل فقد اتصلت بوالد حسام تطلب منه الحضور والتبرع ، لم يتردد في ذلك فأتى مسرعا ، وفي طريقه للمستشفى وجد الرجل المجنون وأحضره معه لعل يكون منه نفعا ، وصل أبو حسام بنشوة الفرح والسعادة ، فهو يشعر بأن ثقة زوجته بدأ تعود مثلما كانت .

تم أخذ عينات من دمه ، وظهرت ملامح الدهشة على وجه الطبيب ، قام بتحليل دمه مرارا وتكرارا إلا أن النتيجة واحدة ، فالإيدز قد تحكم بالجسم ، وأبو حسام أسير الموت لا محالة ، طلب منه المكوث معه في المستشفى ، ولم يطلعه على النتيجة فهو ينتظر الفحص الأخير ، فالتعجل في هذا الأمر له عواقب وخيمة ، وأخبر الطبيب الحاضرين بأن دم والد حسام لا يتوافق البتة مع دم أمل ، فتقدم المجنون بابتسامة إلى الطبيب وهو يمد يده قائلا : " هاك دمي فانفثه في جسم أمل ، ففصيلتنا واحدة " ، يا للهول لقد صمت الكل مبهورين ، وحقا كان كلام المجنون في محله ، وتم نقل الدم منه إلى أمل ، ليتم إسعافها من وضعها الصحي الحرج .
لا زالت الشرطة تنتظر تحسن صحة أمل ليتم التحقيق معها ومعرفة تفاصيل الجريمة بكل حيثياتها ، الطبيب يشير إلى الشرطة بالانتظار أكثر ، ريثما تفيق أمل من غيبوبتها ويسري الدم إلى كامل أجزائها ، والد حسام يتقرب إلى زوجته بنظرات مودة وابتسامات رضى ، والزوجة تسند رأسها على كتف زوجها ، وهي سارحة تستعيد ذكريات سوسن وولدها الغالي حسام ، الحنين أخذ بها إلى متاهات بعيدة من التخيل والذكرى الحزينة ومحاولة فك خيوط العنكبوت المتشابكة في قتل حسام وسوسن وقضية بيت الدعارة ، أما يونس فهو يرمق أباه بنظرات الكره والحقد ، يخاطب أباه في ضميره ، ابتعد عن أمي أيها القاتل الجبان ، فقريبا ستلقى مصيرا أسودا ، وستموت على يدي ، سأتلذذ بقتلك ، مثلما تلذذت أنت بحرماننا من سوسن وحسام ، سأقتص لهما منك ، يا لك من وغدٍ حقير .
،،، يتبع ،،،

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس
 
 
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لعشاق فن الميدان شذر برج الشعر 22 23-04-2008 01:49 PM
فكرة لعشاق الفوتوشوب السكيتي برج التصميم 87 29-08-2007 10:01 PM
لعشاق القهوة ملكة الليل برج مطبخ حواء 6 14-01-2007 05:09 PM
هدية لعشاق رونالدينو دموع المحبة البرج الرياضي 8 14-12-2006 10:12 PM
لعشاق القهوة دفئ الكون برج مطبخ حواء 11 04-07-2006 03:39 PM


الساعة الآن 01:59 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. , Designed & TranZ By Almuhajir
لا تتحمل منتديات حصن عمان ولا إدارتها أية مسؤولية عن أي موضوع يطرح فيها

a.d - i.s.s.w