عــــجوز بــكــوخي
بين جدران الدهاليز المظلمة
وتلك الأحرف بالدماء ملونة
وتلك الفراشات السوداء
تلوح يمنة ويسرة
وذاك الطريق الأزرق الغامض
ذاك كان طريق الوحيد االذي عرفته
وقفت على ناصية كوخي عجوز شمطاء
تبتسم ساخرة تلوح عصاها نحوي
لا أدرك ما تريد سلبه مني
كمثل تلك الصرخات التي تطلقها في السماء
حين يعلو الليل على الكوخ ولا يسمع الا ضجيج صمتنا
ولعل الجنون كان مرتعي
فأي حرف بقى لم ينتشي من خمرتي
وقد دق الكأس على الطاولة
لم أسمع في كوخي القديم عن تلك العجوز
الواقفة على الباب وكأن العصا أفعى بين يديها
مازلت تمزقني بنظرة أجهلها
وأنا متسمرة في مكاني أتأمل خيوط العنكبوت
وأقرأ الحروف الحمراء
والدخان الأبيض يعلو المكان
تريد شيئا مني ... ولكن ليس معي ما تريده
فما زلت في بحرها رضيعا
يرتشف اللبن ويتجرعه بصمت
أما آن لكِ ان ترحلي
خذي ما شئتِ من أشلائي
وازرعيني بأوراقي
وانثري علي فتات دفاتري
فانا رسمت سكرة بداخلي
خذي ما شئت ولا تدفعي
فلا افقه في قانون البيع خاصتك
فأطرقت بصرها على مكتبي
فيه أوراقي ودفاتري وأشعاري
مهلا أيتها العجوز
هزتني نظرتها أتريد أن تأخذ أنفاسي
لملمت شتاتي
وبقيت مع أوراقي وكلماتي
فلن أبيعها قبل ذاتي
فان كانت عصاكِ أقوى فاقبلي
مزقيني ان شئتِ
نظرت الى وجهي ثم ابتسمت بحنان
ورحلت وتركتني بحيرتي
من هي ولما قصدت كوخي !!!
ومن يتقي الله يجعل له مخرجا
×الليل الدفين سابقا× |
التعديل الأخير تم بواسطة همس القلم ; 20-05-2007 الساعة 08:16 AM.
|