وعليكم السلام اخي جار القمر..
نشكرك في البداية على طرح مثل هذه المواضيع الجريئة..الذي تتناول كشف حقائق واقعية تعيشها مجتمعاتنا "المحافظة" وتخشى أحيانا تعريتها لأنها قد تثير بعض الحساسيات ولأنها تصنف أحيانا في خانة "الطابوهات" !!
إذن شكرا لك على الموضوع الجريء..
في الحقيقة ظاهرة "بيع الملابس النسائية" وعرضها على واجهة المحلات ليست مقتصرة على بلد عربي او إسلامي واحد، بل انتشرت في كل البلدان العربية والاسلامية دون استثناء !!
هناك فرق بسيط ان هذه "الحملة" اجتاحت تلك البلدان بالتدريج ..!!
هي إرهاصات تعبـّر عن قرب زوال مظاهر "الحشمة" والتمسك بالقيم السلوكية الأصيلة حتى ولو كانت في "بيع الملابس" !!
إنها تجليات العولمة في كل شيء !!
مظاهر سنعتاد عليها شيئا فشيئا حتى تصير الأمور عادية جدا ..
نثور في البداية ونقيم ضجة ونتبادل التهم في من المتسبب في ذلك..
لكن سرعان ما نلبث ان نبرد ويتبلد حسنا الحامي !!
تماما كالجمرة المتوهجة اللي توضع في إناء ماء بارد !!
وقد نستغرب عرض الملابس النسائية الداخلية على "مانكات" على واجهة المحلات ..
ولكننا نستغرب أكثر حينما نرى أن تلك الملابس يبيعها شبان !!؟؟
وتجد الشاب يطلب بكل جرأة - حتى لا أقول وقاحة - من الفتاة .. يطلب منها مقاسها !!
ويمكنها اخذها إلى البيت وتجريبها.. وإذا لم تكن على المقاس او لم تعجبها .. يمكنها إعادتها وتأخد غيرها !!
من المسئول عن تلك المظاهر ؟
لو قلنا إنها "السلطة" .. فيجب أن نعلم أنه في زمن العولمة واقتصاد السوق لا مجال هناك للمنع ولا للحجز ولا لنا "الخيرة في أمرنا" لأننا مكبلون بمواثيق وعقود تجارية مع متعاملين أجانب باسم "تشجيع الاستثمار" !!
وباسم تحرير التجارة الخارجية ..
ولا يمكننا فرض منطقنا على منطق البائع الخارجي !!
نحن نكتفي فقط بالاستهلاك !!
وإذا قلنا ان المتسبب هو "المواطن " المحلي الذي يقلد التاجر الأجنبي او المواطن (المستهلك)الذي يقبل على تلك المحلا ت ، فمن أراد ان لا يقع نظره على تلك الأمور فعليه أن يعود إلى الأسواق الشعبية والتي يجد فيها هي أيضا شبانا يبيعون ملابس نسائية داخلية !!
السبب هو انحطاط القيم ا وضعف الأعراف الاجتماعية التي لم تستطع مواكبة التغيرات الجذرية التي تصيب المجتمعات نتيجة عوامل كثيرة متداخلة و" التي خرجت عن نطاق السيطرة"!!