| 
				  
 
			 الفصل الثاني من كتاب #وعاظ_السلاطين عن "الوعظ و ازدواج الشخصية " . يواصل الكاتب في هذا الفصل الحديث عن الأمويين و النزعة البدوية المتأصلة في ذواتهم ، بحيث أن الأموي كان لا يأبه ﻷقوال الوعاظ و الفقهاء و كان يصب جل اهتمامه على المبادئ البدوية التي نشأ عليها .
 
 الأمر الذي خلق هوة بين الدين و الدولة ، و أخذ الوعاظ ينشرون الدين بين الفقراء و الطبقات الدنيا في المجتمع .
 جاء العباسيون و حاولوا ترقيع هذه الهوة بين الدين و الدولة كيفما اتفق ، فأخذوا يجزلون العطاء على الوعاظ و يتزلفون إليهم ، و مع كل هذا يؤكد الكاتب أن هذا الأمر لا يمكن له أن يحدث و أن التلاؤم بين الدين و الدولة هو ضرب من ضروب المستحيل .
 .
 .
 الخلفاء العباسيون أظهروا ازدواجا ملحوظا في الحكم ، ففي الأوقات التي يحكمون بها ينهبون و يستبدون و إذا حلت أوقات الموعظة يبكون و يخشعون حتى ليكاد الرائي يحسبهم أتقى الناس و أخشاهم .
 تذكر بعض الروايات أن هارون الرشيد كان يملك ألفين من الجواري و في المقابل يصلي 100 ركعة في اليوم الواحد و لا يجد ما يردعه عن سفك الدماء بغير وجه حق و لا عن نهب بيت المال .
 أخذت أعداد الوعاظ تتنامى في العصر العباسي و كان كل وزير يخص نفسه بواعظ متحذلق أو أكثر .
 .
 .
 وجد الشعب حلا وسطيا لهذا الأمر فاتبعوا منهج الإزدواجية و أراحوا . و قلوبهم فكانوا يغضون الطرف عن نهب الخليفة لبيت المال ما دام هذا الخليفة نفسه يغمى عليه من خشية الله في مجالس الذكر .
 ظهرت الحيل الشرعية لتبرير الظلم و اتبعوا منهج القياس الأرسطوطاليسي الذي عن طريقه يمكنهم تأييد الرأي أو تأييد نقيضه وفقا لهوى الطغاة .
 .
 .
 البيت الشعري :
 ما شئت لا ما شاءت الأقدار ** فاحكم فأنت الواحد القهار .
 قيل في المعز الفاطمي من قبل أحد الشعراء المتزلفين .
 
 #علي_الوردي ، #قراءة ، #اقرأ ، #أصدقاء_الكتاب ، #كتب .
   |