يومكم ورد،
أساتذتي الكرام، وضعتم الأصابع على الجرح وحددتم بدقة الهواجس والمخاطر التي تحوم حول مجتمعاتنا وتنخر نسيجها وقيمها وأصالتها..
ميزان القوة غير متكافئ، بين من يملك المال والتكنولوجيا ويتحكم في مصادر المعلومات ويستحوذ على مؤسسات الإنتاج الإعلامي الضخمة وبين من يكتفي فقط بالرضا واستهلاك ما يقدمه له الآخرون حتى ولو كانت براميل بارود توضع في بنية مجتمعاته وهي مرشحة للانفجار في أية لحظة !
إنه منطق الكبار في زمن "النظام الدولي الجديد" و"العولمة" التي تريد أن تكسر كل الحواجز الاقتصادية والثقافية ويصبح للعالم هوية واحدة يحددونها هو وفق استراتيجياتهم وأهدافهم ..
وللأسف الشديد فإن دولنا التي تصنف في خانة العالم الثالث (رغم أن الكثير منا يملك المال الوفير ويستطيع أن يشتري العالم)، قلت أن هذه الدول تساهم في تمويل الاقتصاد الغربي المتجسد في أمريكا – ومنها الاقتصاد الإعلامي- والأكثر من ذلك فهي تجد متعة من خلال المساهمة في ذلك التمويل، تماما كذلك الرجل فاحش الثراء (غني جدا) والذي يقيم حفلا كبيرا ويعزم عليه الفقراء، وغالبا نجد الفقراء هم الذين يأتون معهم بالهدايا الثمينة والكبيرة !!!
هذا هو الحاصل بالضبط من خلال شراء كل الإنتاج السنيمائي الأمريكي دون تمييز ودون حساب حجم المخاطر والعواقب التي تدفع ثمنها قيمنا الأخلاقية..
يروّجون في هذه الأفلام لمنتجاتهم الاستهلاكية في شكل إعلانات غير رسمية داخل أفلامهم –حتى يتجنبوا دفع الضرائب المباشرة كما هو الحال في الإشهار الرسمي المباشر ! - فنجد المخرج يركز مثلا على مشروب غازي معين أو حذاء رياضي معين .. الخ.
يروّجون للإباحية والحرية الجنسية من خلال توظيف لقطات ساخنة تلهب غرائز المقهورين جنسيا والذين في قلوبهم مرض -من المحصنين- تؤدي إلى تشجيع جرائم الاغتصاب والمهالك النفسية الجسدية من خلال الممارسات الشاذة الذاتية والتي نجد أصاحبها ينشرون شكواهم باحثين عن حلول تقودهم إلى التخلص منها على صفحات الجرائد !!! هذه الأخيرة تكشف أيضا أن بعض الأزواج في مجتماعاتنا الاسلامية أصبحوا يطالبون زوجاتهم خلال ممارستهم لحقهم الزوجي بأشياء غريبة عنا، نترفع عن ذكرها هنا ونجدهم يطلبون الفتاوى بخصوصها على النت وفي الفضائيات !!!
يروّجون لما يسمى بـ "التحرر" وبمصطلح أدق "العري" ويريدون أن ينزعوا عن فتياتنا حشمتهم وحجابهم ويدعونهن إلى ارتداء "اللباس من غير هدوم" حتى يعجب بهن الرجال و يتخلصن من شبح العنوسة !!!
جرعات تدريجية في حقن تخديرية ذات تأثير ساحر، تبدأ بتوظيف لقطات مشبوهة نتعود عليها شيئا فشيئا حتى تجعل الأخ وأخته يشاهدونها معا دون حرج !!
ثم تأتي بعد ذلك "الصدمة الإعلامية" بلقطات أكثر جرأة، وما نلبث أن نمتصها وتصبح الأمور عادية جدا !!!
قتلوا فينا الحس الأخلاقي وأصبنا بالتبلد وصرنا لا نختلف عنهم في شيء سوى في شهادة الميلاد "مسلمين".
قنواتها العربية لا تستطيع المواجهة، رجل عليل أنهكته الفيروسات والقائمين عليه صورة نسخة غير أصلية للآخرين، همهم المال وتحقيق الأرباح ما دامت السينما وكل ما يرتبط بها "صناعة" وتجارة !!
حتى القنوات الإسلامية تزعم أنها تقوم بدور تربوي ولست أدري هل التربية الإسلامية تغرس في أطفالنا بأغاني راقصة متمايلة رغم أن محتواها إسلامي ؟؟؟ !!!
لماذا تكتفي بإنتاج أفلام ومسلسلات دينية تستهلك محليا فقط وفي مناسبات معينة ؟؟؟
أين الإنتاج الإعلامي الذي يوّجه إلى الطرف والفكر الآخر لتصحيح صورتنا القاتمة عندهم ؟؟
أين الأفلام والمسلسلات الهادفة التي تدافع عن معتقداتنا وتساهم بفاعلية في إعطاء الصور الإيجابية عن الإسلام والمسلمين وتشارك في "العولمة الثقافية" بإيجابية ؟؟؟
و من المسئول عن هذا الانحطاط الأخلاقي الذي وصل إليه محتوى برامج قنواتنا ؟؟؟
رسائل ندق بها ناقوص الخطر في شكل أسئلة نطرحها آملين أن نلقى الإجابة عنها !!!
صبـــر.. و إيمـــان.. إرادة.. و أمـــــــل.. |
|