فارس الفرسان
13-03-2009, 11:49 AM
العاصفة الرملية تعود إلى جدة في طريقها إلى المنطقة الجنوبية
توقف الحركة البحرية.. والأجهزة الحكومية تستنفر
جانب من آثار العاصفة الرملية التي ضربت الرياض أول من أمس وأدت إلى تدني مستوى الرؤية
إلى مستويات متدنية جداً
الرياض: يوسف الحمادي جدة: علي شراية
عادت العواصف الرملية التي تجتاح السعودية مرة أخرى لتضرب مدينة جدة (غرب البلاد) مع منتصف يوم أمس، بعد أن داهمت تلك العواصف وبشكل مفاجئ مناطق وسط وشرق وغرب البلاد، كان سببها الرئيسي منخفض جوي قادم من حوض البحر الأبيض المتوسط.
وخلفت العواصف خلال الثلاثة الأيام الماضية، إيقافا للحركة الملاحية الجوية والبحرية، وانخفاضا كبيرا في معدلات الحركة المرورية، خاصة على الطرق السريعة خارج المدن، فيما طالت الأجهزة الأمنية والصحية في مناطق متفرقة من البلاد حالة من الاستنفار. وبعد يومين عصيبين فاجأت تلك الأجهزة، بحيث أوجدت شرخاً وتملصا من المسؤولية، إذ تم تحميل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة انتقادات من أكثر من جهاز كان أبرزها وزارة التربية والتعليم وهيئة الهلال الأحمر السعودي. فيما انتقدت الرئاسة عمل بعض الجهات الحكومية التي يتم التنسيق معها وتزويدها بالتقارير المناخية لتعممها على المواطنين والمقيمين، واستندت في ذلك إلى أن تلك المعلومات التي تصدرها الرئاسة لم يُر لها صدى. من جهته انتقد الدكتور ناصر سرحان، أستاذ الأرصاد الجوية المساعد بكلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية، أسلوب رئاسة الأرصاد وحماية البيئة في التبرير عن موقفها، حيث أوضح أن جميع نشرات التوقعات الجوية والخاصة بأغراض الطيران التي قامت بها الرئاسة، لم يرد بها أن مستوى الرؤية الأفقية ستتدنى إلى الصفر، وهو ما حدث أول من أمس في الرياض.
وأضاف سرحان أن نشرات الرئاسة تضمنت توقعات بأن مدى الرؤية الأفقية ليوم الثلاثاء سينخفض إلى 3 كيلو مترات، إضافة إلى توقعات بهبوب رياح محملة بأتربة وعوالق رملية، لكنها لم تبين أنه بالحجم الذي ضرب العاصمة السعودية، حيث إن الرؤية وصلت للصفر وفاجأت الجميع. لافتاً إلى أن اتهام المواطن بضعف ثقافة التعامل مع أحوال الطقس، أتى في غير محلة للتبرير عن خطئهم في التعامل مع مراقبة الأجواء المفاجئة، التي قال بأنها تحتاج إلى متابعة دقيقة ومستمرة لخرائط الطقس وصور الأقمار الصناعية التي على ضوئها تصدر الإنذارات.
من جانبها عاتبت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية على لسان حسن ميرة نائب مدير الإدارة العامة للتوقعات في «الأرصاد السعودية» بعض الجهات الحكومية الرسمية ووسائل الإعلام على عدم إظهار تحذيراتها قبل وقوع الحدث في العاصمة الرياض. وبعثت رئاسة الأرصاد وحماية البيئة السعودية تحذيرا، أمس إلى الجهات الحكومية في المناطق الغربية من السعودية من آثار غبار وأتربة عالقة من العاصفة الترابية التي أثرت على أجواء المنطقة الوسطى والتي ستمتد بحسب الرئاسة إلى المنطقتين الغربية والجنوبية. وقالت في تحذيرها «ندعو الجميع عموما ومرتادي البحر والمتنزهين أخذ الحيطة والحذر في مثل هذه التقلبات الجوية، كما تقوم إدارة التحليل والتوقعات بمراقبة وتحليل الظواهر الجوية على مدار الساعة لإصدار التحذيرات اللازمة في حينها».
وهنا عاد أستاذ الأرصاد الجوية المساعد بكلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية ليبين أن سُحب الغبار التي هاجمت البلاد نشأت بسبب التدرج السريع في درجات الحرارة بين وسط السعودية وشمالها وشمال غربها، حيث أدى ذلك التدرج بقيم الضغط الجوي بين المنخفضات الحرارية التي تؤثر على السعودية والمنخفضات الحركية العابرة من البحر المتوسط. وزاد أن قيم درجات الحرارة كانت تسجل فارقا كبيرا وصل إلى 10 درجات مئوية في ساعتين على مسافة 100 كيلو متر بين مدينة حائل وشمالها وكذلك بين الرياض ومناطق الشمال، وتكونت سحب الغبار بسبب الهواء الهابط الناتج عن التبريد السريع على طبقة 5000 قدم 850 ضغط جوي، وميكانيكية حركة وتراجع امتداد المنخفض الجوي وتقدم مرتفع جوي على هذه الطبقة من جهة الجنوب الشرقي. وأشار إلى أنه نتج عن ذلك زيادة في سرعة الرياح السطحية وملاحظة انخفاض درجات الحرارة مع هبوب موجات الغبار التي خفضت مدى الرؤية إلى أقل من 10 أمتار ونتج عنها ما نتج من حوادث سير وحالات مرضية وأثر نفسي على المتعرضين لها. وبعد هدوء نسبي أول من أمس في جدة عادت موجات الغبار والأتربة على أجواء المنطقة الغربية أمس وتسببت في إيقاف الحركة الملاحية البحرية في ميناء جدة الإسلامي، منذ الصباح الباكر، إضافة لحدوث بعض الازدحامات المرورية في الطرق الرئيسية للمدينة وثقل في حركة المرور.
وأوضح ساهر طحلاوي مدير عام ميناء جدة الإسلامي لـ «الشرق الأوسط» أن حركة الملاحة البحرية توقفت منذ السابعة والنصف صباحا، بسبب تدني الرؤية الأفقية، مضيفاً أن انخفاض الرؤية كان سببا مهما لإيقاف الحركة، وعده إجراء عاديا تحقيقا لسلامة السفن القادمة والمغادرة. واستمر استنفار الجهات الأمنية في جدة ترقبا لحدوث أي طارئ، خصوصا بعد عواصف الرياض الترابية، والتي علقت على إثرها الكثير من رحلات الطيران، تحسبا للطوارئ بعد أن ضربت عواصف ترابية المنطقة متسببة في توقف الحركة الملاحية وسقوط بعض الأعمدة وإشارات المرور. ووصف أيمن نصيف مشرف الإدارة المركزية للعلاقات العامة بهيئة الطيران المدني أن حركة الطيران في مطار الملك عبد العزيز طبيعية، مضيفاً أنه لا يوجد أي تأخير أو تأجيل في الرحلات الجوية. من جهته أكد العقيد محمد القحطاني مدير مرور جدة، استمرار مراقبة الطرق والشوارع ونشر الدوريات في جميع الطرق، محذراً قائدي المركبات على الطرق الطويلة خارج المدن بتوخي الحيطة والحذر بسبب الأتربة وتدني الرؤية
الصـور :
http://up.qatarw.com/get-3-2009-veea5avp.jpg
http://up.qatarw.com/get-3-2009-yvodlqmu.jpg
http://up.qatarw.com/get-3-2009-ojm46s0u.jpg
http://up.qatarw.com/get-3-2009-8l1k2wtw.jpg
http://up.qatarw.com/get-3-2009-q2sw4ht6.jpg
المصدر / الشرق الأوسط
توقف الحركة البحرية.. والأجهزة الحكومية تستنفر
جانب من آثار العاصفة الرملية التي ضربت الرياض أول من أمس وأدت إلى تدني مستوى الرؤية
إلى مستويات متدنية جداً
الرياض: يوسف الحمادي جدة: علي شراية
عادت العواصف الرملية التي تجتاح السعودية مرة أخرى لتضرب مدينة جدة (غرب البلاد) مع منتصف يوم أمس، بعد أن داهمت تلك العواصف وبشكل مفاجئ مناطق وسط وشرق وغرب البلاد، كان سببها الرئيسي منخفض جوي قادم من حوض البحر الأبيض المتوسط.
وخلفت العواصف خلال الثلاثة الأيام الماضية، إيقافا للحركة الملاحية الجوية والبحرية، وانخفاضا كبيرا في معدلات الحركة المرورية، خاصة على الطرق السريعة خارج المدن، فيما طالت الأجهزة الأمنية والصحية في مناطق متفرقة من البلاد حالة من الاستنفار. وبعد يومين عصيبين فاجأت تلك الأجهزة، بحيث أوجدت شرخاً وتملصا من المسؤولية، إذ تم تحميل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة انتقادات من أكثر من جهاز كان أبرزها وزارة التربية والتعليم وهيئة الهلال الأحمر السعودي. فيما انتقدت الرئاسة عمل بعض الجهات الحكومية التي يتم التنسيق معها وتزويدها بالتقارير المناخية لتعممها على المواطنين والمقيمين، واستندت في ذلك إلى أن تلك المعلومات التي تصدرها الرئاسة لم يُر لها صدى. من جهته انتقد الدكتور ناصر سرحان، أستاذ الأرصاد الجوية المساعد بكلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية، أسلوب رئاسة الأرصاد وحماية البيئة في التبرير عن موقفها، حيث أوضح أن جميع نشرات التوقعات الجوية والخاصة بأغراض الطيران التي قامت بها الرئاسة، لم يرد بها أن مستوى الرؤية الأفقية ستتدنى إلى الصفر، وهو ما حدث أول من أمس في الرياض.
وأضاف سرحان أن نشرات الرئاسة تضمنت توقعات بأن مدى الرؤية الأفقية ليوم الثلاثاء سينخفض إلى 3 كيلو مترات، إضافة إلى توقعات بهبوب رياح محملة بأتربة وعوالق رملية، لكنها لم تبين أنه بالحجم الذي ضرب العاصمة السعودية، حيث إن الرؤية وصلت للصفر وفاجأت الجميع. لافتاً إلى أن اتهام المواطن بضعف ثقافة التعامل مع أحوال الطقس، أتى في غير محلة للتبرير عن خطئهم في التعامل مع مراقبة الأجواء المفاجئة، التي قال بأنها تحتاج إلى متابعة دقيقة ومستمرة لخرائط الطقس وصور الأقمار الصناعية التي على ضوئها تصدر الإنذارات.
من جانبها عاتبت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة السعودية على لسان حسن ميرة نائب مدير الإدارة العامة للتوقعات في «الأرصاد السعودية» بعض الجهات الحكومية الرسمية ووسائل الإعلام على عدم إظهار تحذيراتها قبل وقوع الحدث في العاصمة الرياض. وبعثت رئاسة الأرصاد وحماية البيئة السعودية تحذيرا، أمس إلى الجهات الحكومية في المناطق الغربية من السعودية من آثار غبار وأتربة عالقة من العاصفة الترابية التي أثرت على أجواء المنطقة الوسطى والتي ستمتد بحسب الرئاسة إلى المنطقتين الغربية والجنوبية. وقالت في تحذيرها «ندعو الجميع عموما ومرتادي البحر والمتنزهين أخذ الحيطة والحذر في مثل هذه التقلبات الجوية، كما تقوم إدارة التحليل والتوقعات بمراقبة وتحليل الظواهر الجوية على مدار الساعة لإصدار التحذيرات اللازمة في حينها».
وهنا عاد أستاذ الأرصاد الجوية المساعد بكلية الملك فيصل الجوية ومدير وحدة العلوم الجوية ليبين أن سُحب الغبار التي هاجمت البلاد نشأت بسبب التدرج السريع في درجات الحرارة بين وسط السعودية وشمالها وشمال غربها، حيث أدى ذلك التدرج بقيم الضغط الجوي بين المنخفضات الحرارية التي تؤثر على السعودية والمنخفضات الحركية العابرة من البحر المتوسط. وزاد أن قيم درجات الحرارة كانت تسجل فارقا كبيرا وصل إلى 10 درجات مئوية في ساعتين على مسافة 100 كيلو متر بين مدينة حائل وشمالها وكذلك بين الرياض ومناطق الشمال، وتكونت سحب الغبار بسبب الهواء الهابط الناتج عن التبريد السريع على طبقة 5000 قدم 850 ضغط جوي، وميكانيكية حركة وتراجع امتداد المنخفض الجوي وتقدم مرتفع جوي على هذه الطبقة من جهة الجنوب الشرقي. وأشار إلى أنه نتج عن ذلك زيادة في سرعة الرياح السطحية وملاحظة انخفاض درجات الحرارة مع هبوب موجات الغبار التي خفضت مدى الرؤية إلى أقل من 10 أمتار ونتج عنها ما نتج من حوادث سير وحالات مرضية وأثر نفسي على المتعرضين لها. وبعد هدوء نسبي أول من أمس في جدة عادت موجات الغبار والأتربة على أجواء المنطقة الغربية أمس وتسببت في إيقاف الحركة الملاحية البحرية في ميناء جدة الإسلامي، منذ الصباح الباكر، إضافة لحدوث بعض الازدحامات المرورية في الطرق الرئيسية للمدينة وثقل في حركة المرور.
وأوضح ساهر طحلاوي مدير عام ميناء جدة الإسلامي لـ «الشرق الأوسط» أن حركة الملاحة البحرية توقفت منذ السابعة والنصف صباحا، بسبب تدني الرؤية الأفقية، مضيفاً أن انخفاض الرؤية كان سببا مهما لإيقاف الحركة، وعده إجراء عاديا تحقيقا لسلامة السفن القادمة والمغادرة. واستمر استنفار الجهات الأمنية في جدة ترقبا لحدوث أي طارئ، خصوصا بعد عواصف الرياض الترابية، والتي علقت على إثرها الكثير من رحلات الطيران، تحسبا للطوارئ بعد أن ضربت عواصف ترابية المنطقة متسببة في توقف الحركة الملاحية وسقوط بعض الأعمدة وإشارات المرور. ووصف أيمن نصيف مشرف الإدارة المركزية للعلاقات العامة بهيئة الطيران المدني أن حركة الطيران في مطار الملك عبد العزيز طبيعية، مضيفاً أنه لا يوجد أي تأخير أو تأجيل في الرحلات الجوية. من جهته أكد العقيد محمد القحطاني مدير مرور جدة، استمرار مراقبة الطرق والشوارع ونشر الدوريات في جميع الطرق، محذراً قائدي المركبات على الطرق الطويلة خارج المدن بتوخي الحيطة والحذر بسبب الأتربة وتدني الرؤية
الصـور :
http://up.qatarw.com/get-3-2009-veea5avp.jpg
http://up.qatarw.com/get-3-2009-yvodlqmu.jpg
http://up.qatarw.com/get-3-2009-ojm46s0u.jpg
http://up.qatarw.com/get-3-2009-8l1k2wtw.jpg
http://up.qatarw.com/get-3-2009-q2sw4ht6.jpg
المصدر / الشرق الأوسط