| 
				 شرح قصيدة ( الخيل والليل ) للمتنبي 
 
			 1- واحر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي و حالي عنده سقم 
 واحر قلبي واحتراقه حبا و هياما بمن قلبه بارد لا يحفل بي ولا يقبل علي ، وأنا عنده عليل الجسم لفرط ما أعاني وأقاسي فيه،سقيم الحال لفساد اعتقاده فيّ..
 وقوله واحر قلباه أصله واحر قلبي فأبدل الياء بالألف طلبا للخفة والعرب تفعل ذلك في النداء..
 
 2- مالي أكتّم حباً قد برى جسدي وتدّعي حب سيف الدولة الأمم براه : أنحله وأضناه ،
 
 أكتّم (بالشده) : مبالغة بالكتمان..
 اذا كان الناس يدعون حبه ويظهرون خلاف ما يضمرون فلِم أخفي أنا حبه الذي برح بي و أسقمني وأتعب نفسي بهذا الكتمان ؟..
 
 3- يا أعدل الناس الا في معاملتي فيك الخصام وانت الخصم
 
 و الحكم يقول : انت اعدل الناس الا اذا عاملتني فان عدلك لا يشملني ، وفيك الخصام وانت الخصم والحكم لانك ملك لا أحاكمك الى غيرك وانما استدعي عليك حكمك والخصام وقع فيك واذن كيف ينتصف منك ؟ ..
 
 4 - أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
 
 الهاء في (أعيذها) يرجع الى نظرات و هي تفسير له..
 يقول : أعيذ نظراتك الصادقة -أي التي تصدقك حقائق المنظورات- أن تخدعك في التمييز بيني و بين غيري ممن يتظاهرون بمثل فضلي وهم برآء منه ، ولا تظن المتشاعر شاعرا كما يحسب الورم سمنا أي شحما ..
 
 5- وما انتفاع أخي الدنيا بناظره اذا استوت عنده الانوار و الظلم
 
 الناظر: العين ..
 يقول : أن الفرق بينه وبين غيره ظاهر مثل الفرق بين النور و الظلمة فينبغي ألا يستويان في عين البصير..
 
 6- سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بانني خير من تسعى به قدم
 
 7- انا الذي نظر الاعمى الى ادبي واسمعت كلماتي من به صمم
 
 يقول: قد شاع فضلي بين الناس ولم يبق فيهم الا من عرف مزيتي وبلغه ذكري حتى رأى أدبي من لا يميز الأدب ، سمع شعري من لا يعير الشعر اذنا ، وكان المعري اذا أنشد هذا البيت يقول : أنا الاعمى ..
 
 8- أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها و يختصم
 
 الضمير من شواردها : الكلمات و يريد بها الاشعار ، جراها : من اجلها او بسببها.. يقول : أنام ملء جفوني عن شوارد الشعر لا أحفل بها لاني أدركها متى شئت بسهوله ، أما غيري من الشعراء فانهم يسهرون لاجلها ويختصم ويتنازع بعضهم بعضا على ما يظفرون به منها..
 
 9- الخيل و الليل والبيداء تعرفني والسيف و الرمح و القرطاس و القلم
 
 يصف نفسه بالشجاعة والفصاحة وأن هذه الأشياء ليست تنكره لطول صحبته إياها ، ويقول الليل يعرفني لكثرة سراي فيه وطول إدراعي له ، والخيل تعرفني لتقدمي في فروسيتها، والبيداء تعرفني لمداومتي قطعها واستسهالي صعبها، والسيف والرمح يشهدان بحذقي بالضرب بهما، والقراطيس تشهد لإحاطتي بما فيها، والقلم عالم بإبداعي فيما أقيده ..
 
 10- صحبت في الفلوات الوحش منفردا حتى تعجب مني القور والأكم
 
 الفلوات : القفار، القور : جمع قارة وهي الأرض ذات الحجارة السوداء وتعني أيضاً أصاغر الجبال، الأكم : جمع أكمه و هو الجبل الصغير..
 ويقول : سافرت وحدي وصحبت الوحش في الفلوات بقطعها مستأنساً بصحبة حيوانها حتى تعجب مني نجدها وقورها لكثرة ما تلقاني وحدي ..
 
 11- يا من يعز علينا أن نفارقهم وجداننا كل شي بعدكم عدم
 
 يقول : يامن يشتد علينا فراقه بما أسلف إلينا من عوارفه كل شيء وجدناه بعدكم فإن وجدانه عدم ، يعني لا يغني غناءكم أحد ولا يخلفكم عندنا بدل ..
 
 12- ما كان أخلقنا منكم بتكرمة لو أن أمركم من أمرنا أمم
 
 أخلقنا : أحرانا ، أمم : قريب
 يقول : ماكان ببركم و تكرمتكم ولو كان أمركم في الاعتقاد لنا على نحو أمرنا في الاعتقاد لكم ، أي لو تقارب ما بيننا بالحب لكرمتمونا لأنا أهل للتكرمة ..
 
 13- إن كان سركم ما قال حاسدنا فما لجرح إذا أرضاكم ألم
 
 يقول : إن سررتم بقول حاسدنا وطعنه فينا فقد رضينا بذلك إن كان لكم به سرور، فإن جرحاً يرضيكم لا نجد له ألما..
 
 14- كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم ويكره الله ما تأتون والكرم
 
 يقول : كم تحاولون أن تجدوا لي عيبا تعيبوننا وتتعلقون عليه وتعتذرون به في معاملتي فيعجزكم وجوده، وهذا الذي تفعلونه يكرهه الله و يكرهه الكرم الذي يأبى عليكم إلا أن تنصفوني منكم و تكافئوني بالجميل ، وهذا تعنيف لسيف الدولة على إصغائه الى الطاعنين عليه والساعين بالوشاية..
 
 15- ما أبعد العيب و النقصان من شرفي أنا الثريا وذان الشيب و الهرم
 
 يقول : ما تلتمسونه فيّ من عيب و نقصان بعيد عني مثل بعد الشيب عن الثريا، فما دامت الثريا لا تشيب و لا تهرم فأنا لا يلحقني عيب ولا نقصان ..
 
 16- فبأي لفظ تقول الشعر زعنفه تجوز عندك لا عرب ولا عجم
 
 الزعنفه : اللئام السقاط من الناس و الأوباش ورذال الناس ..
 ويقول : هؤلاء السقاط من الشعراء بأي لفظ يقولون الشعر وهم ليسوا عرباً ؟ لانهم ليست لهم فصاحة العرب، ولا كلامهم أعجمي يفهمه الأعجام : أي أنهم ليسوا شيئا ..
 
 17- هذا عتابك إلا أنه مقة قد ضمن الدر إلا أنه كلم
 
 المقه : المحبة ..
 ويقول : هذا الذي أتاك من الشعر عتاب مني إليك الا انه محبه وود لانه العتاب يجري بين المحبين و يبقى الود ما بقى العتاب ، وهو در لحسنه في النظم و اللفظ ..
   
	
		| ملاك الشرق 
 
 &&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
 |  |