مسرحية "" إلى معلمي العزيز ""
			 
			 
			
		
		
		 
			  
		بسم الله الرحمن الرحيم 
 
إلى معلمي العزيز مع التحية 
 
[ يفتح الستار على المرشد الطلابي وهو جالس على طاولة وأمامه بعض السجلات . ثم يطرق الباب ] 
المرشد : تفضل ادخل  . 
محمد : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 
المرشد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . خير ما بك يا محمد . 
محمد : أرسلني إليك معلم الرياضيات . 
المرشد : خير . ماذا فعلت ؟ . 
محمد : بصراحة يا استاذ : المعلم كان يشرح الدرس . وأنا كنت مسرح . 
المرشد : ليش مسرح . وش اللي شاغل بالك ؟ 
محمد : والله يا استاذ شوية أُمور خاصة . 
المرشد : قول يا محمد . تراني أنا هنا مثل أخوك الكبير . ومهمتي هي حل مشاكل الطلاب . 
محمد : أقول لك أُمور خاصة . تعرف يعني إيش خاصة . 
المرشد : شوف يا محمد . اعتبرني مثل أخوك الأكبر . وتأكد أن كل الأُمور اللي راح تقولها سوف تكون سر بيني وبينك ولن يطلع عليها أحد أبدا. 
محمد : أكيد . 
المرشد : أكيد . وأنا اوعدك . 
محمد : ولا حتى المدير يدري عنها . 
المرشد : لا مدير ولا غيره يطلع عليها . 
محمد : بصراحة معلم الرياضيات هذا أنا ماني مرتاح له . 
المرشد : وليه يا محمد . 
محمد : من غير ليه . 
المرشد : لا . لا لابد أن يكون هناك سبب . تكلم يا محمد وتأكد إنه كما قلت لك الأمر سوف يكون سري للغاية . 
محمد : بصراحة … معلم الرياضيات إنسان متكبر شايف نفسه . ما يتكلم إلا مع رأس خشمه . 
المرشد : طيب .. قد غلط عليك . وإلا تشوف إنه يعاملك معاملة خاطئة . 
محمد : لا . أبداً لا غلط علي ولا شيء . بس  
المرشد : بس إيش قول . 
محمد : دائماً يقول لي أنت طالب كسول . ما تفهم شيء . 
المرشد : وش بعد . 
محمد : يقول لي روح دور لك على شغل في الحلقة وإلا في ما قفة الغنم . أنت ما أنت حق دراسة أنت كارثة على التعليم . ومن هذا الكلام الجارح . حتى حطمني وصرت أكره التعليم . 
المرشد : طيب . هذا الكلام يقوله للجميع وإلا لك أنت وحدك . 
محمد : يقوله لي وحدي من بين الطلاب كلهم . 
المرشد : طيب لكل شيء سبب . ويش السبب اللي خلى معلم الرياضيات يقول هذا الكلام . 
محمد : بصراحة . مدري ويش السبب . 
المرشد : شوف معلم الرياضيات أو غيره لا يمكن يغلط عليك أو على غيرك من دون سبب . 
محمد : أقول لك ما فيه سبب . 
المرشد : إذاً ما دام ما بتقول لي السبب . لازم أقابل معلم الرياضيات وأعرف إيش السبب . 
محمد : " يقوم ويقول بخوف " لا . لا الله يرحم والديك يا استاذ . لا تقول له . 
المرشد : لا زم أقول له عشان أعرف سبب المشكلة وأحلها . 
محمد : تبغى الصراحة يا استاذ . بس ما تزعل . 
المرشد : قول . وأنا ما راح أزعل منك . 
محمد : بصراحة . كل الكلام اللي قلت لك عن معلم الرياضيات كذب في كذب . 
المرشد : يعني معلم الرياضيات ما كان يتكلم عليك . 
 
محمد : والله يا استاذ إن معلم الرياضيات أو غيره ما قد تكلم علي . لكن …. 
المرشد : لكن إيش . قول . 
محمد : أنا ما أبغى الدراسة . أنا بفصل وأروح أدور لي على شغل .  
المرشد : ليش . ليش  أنت باقي صغير في السن والمستقبل أمامك . 
محمد : أنا إنسان فاشل . ما أصلح للدراسة . 
[ في هذه الأثناء يدخل معلم الرياضيات ] 
المعلم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 
المرشد : وعليكم ورحمة الله وبركاته . 
المعلم : كيفك يا محمد . عساك تعوذت من إبليس وغيرت رأيك . 
محمد : والله يا استاذ ما أدري . 
[ يتوجه المعلم للمرشد ويقول له : إيش سويت مع محمد ] 
المرشد : أبد شوفني أحاول معه .  
المعلم : ممكن تسمح لي أن أجلس مع محمد خمس دقائق . عسى الله يهديه . 
المرشد : تفضل . خذوا راحتكم    " ثم يخرج " 
" يجلس المعلم على كرسي مقابل للطالب " 
المعلم : شوف يا محمد . أنت طالب جيد . بس يبغى لك شوية اهتمام  وشوية مذاكرة وبإذن الله راح تكون من أفضل الطلاب . 
محمد : بس أنا ما لي نية في الدراسة . 
المعلم : تأكد يا محمد إن الشهادة هي سلاح قوي يساعدك في معركة الحياة الحامية الوطيس . فإذا لم يكن لديك شهادة فإنك لن تسوى شيء  
محمد : يا استاذ أنا طفشت من المدرسة ومن الدراسة . ومليت الكتب والمذاكرة . 
المعلم : إيش اللي طفشك . 
محمد : يا شيخ بلا دراسة بلا هم . أنا بروح أدور لي على شغل . 
المعلم : شوف يا محمد : أنت لا تفكر في ولا في المدرسين . ترى كل مدرس راح يستلم راتبه آخر سواء نجحتوا أم لم تنجحوا . لكن فكر في أبوك . 
محمد : أبويـــــــــــه . إيش فيه أبويه . 
المعلم : ما فيه إلا كل خير إنشاء الله . 
محمد : طيب إيش اللي جاب سيرته . 
المعلم : فكر في أبوك اللي يكد ويتعب ويشقى عشان يوفر لك لقمة العيش عشان يوفر لك مصروف تتفسح به أبوك اللي ينام بعض الليالي لكي تشبع أنت وإخوتك . أبوك اللي يعمل ليل نهار لكي يوفر لك قيمة الحقيبة والدفاتر أبوك اللي يصرف عليك يبغاك تصير رجال يعتمد عليك بعد الله في مواجهة الحياة .  
تخيل الفرحة على وجه أبيك عندما تأتي إليه وأنت ناجح . تصدق إنه إذا جيته وقلت له إنك ناجح راح تشوف الفرحة في عينه تلاحظ إنه يشعر إنه ملك الدنيا وما فيها . وتلاقيه بعدين يفتخر بك أمام الناس أما أهل القرية كلهم ويمكن يروح وتسلف ويشتري ذبيحة ويتصدق بها لوجه الله عشانك نجحت .  
لكن تخيل لو إنك لا سمح الله رسبت . تجد إنه حزين وكأنه خسر الدنيا كلها . 
أيضاً فكر في هذا الوطن المعطاء الذي قدم لك كل شيء . سهل لك التعليم المجاني وفر لك الكتب والمدارس والمعلمين الأكفاء . ترى الوطن يا محمد بقدر ما أعطاك فإنه يجب عليك أن ترد له الجميل . 
عشان كذا يا محمد  لابد أن تكمل دراستك عشان مستقبلك . عشان والدك عشان الوطن .. لازم يا محمد لازم .    
           لازم .  
محمد : أولاً شكراً لك يا معلمي العزيز على هذه النصيحة . ثانياً أنا أعدك من الآن إني أذاكر وأجتهد . وتأكد يا معلمي العزيز أني لن أنسى لك هذا الجميل .  
المعلم :  وفقك الله يا محمد . 
[ يقفل الستار ] 
 
 
 
 
المشهد الثاني 
 
[ يفتح الستار على المدير وهو جالس . ثم يطرق الباب ] 
المدير : تفضل . 
محمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . 
المدير : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . تفضل إجلس  
[ يجلس محمد  ويكون لابس بدلة عسكرية ] 
محمد : ممكن أقابل المعلم أبو عبد الله . 
المدير : خير إنشاء الله . عسى خير . 
محمد : لا بس أريده في موضوع . 
[ يخرج المدير ويدور حوار بينه وبين المعلم من خلف الستار ] 
[ المدير : كم مرة قلت لك يا بو عبد الله إذا كان عندك مشاكل حاول تبعدها عن المدرسة  
   المعلم : خير وش صار . 
   المدير : فيه ظابط في الإدارة يسأل عنك . 
   المعلم :    طيب إيش المشكلة . 
   المدير : إنت عارف إن المدرسة مؤسسة تربوية ودخول الشرطة فيها يعني إن هناك جريمة . 
     المعلم : المدرسة مؤسسة حكومية وترحب بكل زائر سواءً من الأمن أو غيره . وبعدين أنا ما أفتكر إني   
               سويت جريمة يا حضرة المدير. 
[ يدخل المعلم ويقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ] 
محمد : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . ثم يقوم ويسلم على رأس المعلم . يا هلا يا مرحبا كيفك وكيف حالك عساك بخير والله زمان يا بو عبد الله . 
[ في هذه الأثناء تبدوا على المعلم الدهشة من الموقف ، ويبدي استغرابه ] 
محمد : شكلك ما عرفتني . 
المعلم : بصراحة والله ما عرفتك . 
محمد: أنا واحد من طلابك . 
المعلم : يا هلا فيك .بس والله ما ني فاكرك . تعرف إحنا يا المعلمين في ها المدارس مثل سكان محطات القوافل يمر علينا في كل عام العديد من الطلبة . ومين نفتكر ومين ننسى وخليها على الله . 
محمد : تتذكر ذاك الطالب اللي بغى يترك المدرسة وإنت نصحته وجلست تنصح فيه لين بكى . وأوعدك عندها إنه يكمل دراسته . فا كر وإلا لا . 
المعلم : " بدهشة" اووووووووووووووووه محمد . يا هلا والله يا هلا . يا هلا . وما شاء الله صرت ظابط من حقك ما حد قدك يا بو حميد  
محمد : الحمد لله يا استاذي العزيز كلماتك ذيك ما زال صداها يتردد في أسماعي . وتأكد إنه لولا الله ثم انت ما وصلت إلى ما وصلت إليه . 
المعلم : أستغفر الله يا ولدي . ترى هذا واجبي تجاهك وتجاه كل طالب . واجبي إني أقف معاكم في السراء والضراء . واجبي إني أقدم لكم النصح كأبنائي بالضبط .  
محمد : أنت يا استاذي قدمت لي مفتاح النجاح وسر التفوق . أنت أنقذت مستقبلي بعد أن كاد أن ينتحر بسبب الطيش وعدم المبالاة . 
المعلم : الهدف يا ولدي يا محمد هو خدمة هذا الوطن المعطاء . أنا في مجال التعليم وأنت في مجال الأمن وكل حسب موقعه .فلو كل شاب فكر حسب تفكيرك في ذلك الوقت لحلت بهذا الوطن كارثة البطالة . ولكن البركة في شبابنا . 
محمد : بارك الله فيك يا معلمي الفاضل وكثر الله من أمثالك . وتأكد إني في خدمتك في أوقت وفي أي ظرف  
[ ثم يقوم ويسلم على رأس المعلم ويقول   " هذه قبلة مع التحية إلى معلمي العزيز "    ]
  
		  
	
		
		
		
				
		
		
            
	
		
		ملاك الشرق 
 
 
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& | 
	 
	 
		
		
		
		
		
		
	
	 |