قصه ممتعه للحجاج بن يوسف والولد الصغير
			 
			 
			
		
		
		 
			  
		قصدة الحجاج بن يوسف والولد الصغير 
اتمنى ان تعجبكم.........!!!!!!!!! 
 
 
 
ﮔﺎن الحجاج بن يوسف ذات يوم في الصيد فرأى تسعة  
>كلاب إلى جانب صبي صغير السن عمره نحو عشر سنوات وله ذوائب 
> 
>فقال له الحجاج : ماذا تفعل هنا أيها الغلام ؟ 
> 
>فرفع الصبي طرفه إليه وقال له : يا حامل الأخبار لقد نظرت إلىّ بعين  
>الاحتقار وكلمتني بالافتخار وكلامك كلام جبار وعقلك عقل حمار. 
> 
>فقال الحجاج له : أما عرفتني ؟ 
> 
>فقال الغلام : عرفتك بسواد وجهك لأنك أتيت بالكلام قبل السلام. 
> 
>فقال الحجاج ׃ ويلك أنا الحجاج بن يوسف. 
> 
>فقال الغلام : لا قرب الله سدارك ولا مزارك فما أكثر كلامك وأقل إكرامك  
>. 
> 
>فما أتم كلامه إلا والجيوش حلّقت عليه من كل جانب وكل واحد يقول السلام  
>عليك يا أمير المؤمنين ، 
> 
>فقال الحجاج: احفظوا هذا الغلام فقد أوجعني بالكلام فأخذوا الغلام فرجع  
>الحجاج إلى قصره فجلس في مجلسه والناس حوله جالسون ومن هيبته مطرقون  
>وهو بينهم كالأسد ثم طلب إحضار الغلام فلما مثل بين يديه ،ورأى الوزراء  
>و أهل الدولة لم يخشى منهم 
> 
>بل قال : السلام عليكم فلم يرد الحجاج السلام فرفع الغلام رأسه وأدار  
>نظره فرأى بناء القصر عالياً ومزين بالنقوش والفسيفساء وهو في غاية  
>الإبداع والإتقان. 
> 
>فقال الغلام : أتبنون بكل ريع آية تعبثون وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون  
>وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاستوى الحجاج جالساً وكان متكئاً 
> 
>فقالوا للغلام : يا قليل الأدب لماذا لم تسلم على أمير المؤمنين السلام  
>اللائق ولماذا لم تتأدب في حضرته ؟ 
> 
>فقال الغلام : يا براغيث الحمير منعني عن ذلك التعب في الطريق وطلوع  
>الدرج أما السلام فعلى أمير المؤمنين وأصحابه ، يعني السلام على علىّ  
>بن أبى طالب وأصحابه 
> 
>فقال الحجاج : يا غلام لقد حضرت في يوم تم فيه أجلك وخاب فيه أملك. 
> 
>فقال الغلام : والله يا حجاج أن كان في أجلي تأخير لم يضرني من كلامك  
>لا قليل ولا كثير. 
> 
>فقال بعض الغلمان : لقد بلغت من جهلك يا خبيث أن تخاطب أمير المؤمنين  
>كما تخاطب غلاماً مثلك يا قليل الآداب انظر من تخاطب وأجبه بأدب  
>واحترام فهو أمير العراق والشام. 
> 
>فقال الغلام : أما سمعتم قوله تعالى " كل نفس تجادل عن نفسها" 
> 
>فقال الحجاج : فمن عنيت بكلامك أيها الغلام ؟ 
> 
>قال : عنيت به على بن أبى طالب وأصحابه وأنت يا حجاج على من تسلم ؟ 
> 
>فقال الحجاج : على عبدالملك بن مروان. 
> 
>فقال الغلام : عبدالملك الفاجر عليه لعنة الله والملائكة والناس  
>أجمعين. 
> 
>فقال الحجاج : ولم ذلك يا غلام ؟ 
> 
>فقال : لأنه أخطأ خطيئة عظيمة مات بسببها خلق كثير فقال بعض الجلساء  
>اقتله يا أمير المؤمنين فقد خالف الطاعة وفارق الجماعة وشتم عبدالملك  
>بن مروان. 
> 
>فقال الغلام : يا حجاج أصلح جلسائك فإنهم جاهلون فأشار الحجاج لجلسائه  
>بالصمت. 
> 
>ثم سأله الحجاج : هل تعرف أخي؟ 
> 
>فقال الغلام : أخوك فرعون حين جاءه موسى وهارون ليخلعوه عن عرشه  
>فاستشار جلسائه. 
> 
>فقال الحجاج : اضربوا عنقه. 
> 
>فقال له الرقاشي : هبني إياه يا أمير المؤمنين أصلح الله شأنك. 
> 
>فقال الحجاج : هو لك لا بارك الله فيه. 
> 
>فقال الغلام : لا شكر للواهب ولا للمستوهب. 
> 
>فقال الرقاشي :أنا أريد خلاصك من الموت فتخاطبني بهذا الكلام ثم التفت  
>الرقاشي إلى الحجاج وقال له: افعل ما تريد يا أمير المؤمنين. 
> 
>فقال الحجاج للغلام : من أي بلد أنت ؟ 
> 
>فقال للغلام: من مصر. 
> 
>فقال له الحجاج : من مدينة الفاسقين . 
> 
>فقال الغلام : ولماذا أسميتها مدينة الفاسقين ؟ 
> 
>قال الحجاج : لأن شرابها من ذهب ونسائها لعب ونيلها عجب وأهلها لا عجم  
>ولا عرب. 
> 
>فقال الغلام : لستُ منهم. 
> 
>فقال الحجاج : من أي بلد إذن ؟ 
> 
>قال الغلام : أنا من أهل خرسان. 
> 
>فقال الحجاج : من شر مكان وأقل الأديان. 
> 
>فقال الغلام : ولم ذلك يا حجاج ؟ 
> 
>فقال : لأنهم عجم أعجام مثل البهائم والأغنام كلامهم ثقيل و غنيهم  
>بخيل. 
> 
>فقال الغلام : لستُ منهم. 
> 
>فقال الحجاج : من أين أنت ؟ 
> 
>قال : أنا من مدينة الشام. 
> 
>قال الحجاج : أنت من أحسن البلدان وأغضب مكان وأغلظ أبدان . 
> 
>قال الغلام : لستُ منهم. 
> 
>قال الحجاج : فمن أين إذن؟ 
> 
>قال الغلام : من اليمن. 
> 
>فقال الحجاج : أنت من بلد غير مشكور. 
> 
>قال الغلام: ولم ذلك؟ 
> 
>قال الحجاج : لأن صوتهم مليح و عاقلهم يستعمل الزمر و جاهلهم يشرب  
>الخمر. 
> 
>قال الغلام : أنا لستُ منهم. 
> 
>قال الحجاج : فمن أين إذن؟ 
> 
>قال الغلام : أنا من أهل مكة. 
> 
>فقال الحجاج : أنت إذن من أهل اللؤم والجهل وقلة العقل. 
> 
>فقال الغلام : ولم ذلك ؟ 
> 
>قال : لأنهم قوم بعث فيهم نبي كريم فكذبوه وطردوه وخرج من بينهم إلى  
>قوم أحبوه وأكرموه. 
> 
>فقال الغلام : أنا لستُ منهم. 
> 
>فقال الحجاج : لقد كثرت جواباتك علي وقلبي يحدثني بقتلك. 
> 
>فقال الغلام : لو كان أجلي بيدك لما عبدت سواك ولكن اعلم يا حجاج أني  
>أنا من أهل طيبة مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم. 
> 
>فقال الحجاج : نعمت المدينة أهلها أهل الإيمان والإحسان فمن أي قبيلة  
>أنت ؟ 
> 
>فقال الغلام : من ثلى بنى غالب من سلالة علي بن أبى طالب عليه السلام  
>وكل نسب وحسب ينقطع إلا حسبنا و نسبنا فإنه لا ينقطع إلى يوم القيامة  
>فاغتاظ الحجاج غيظاً شديداً وأمر بقتله 
>فقال له كل من حضر من الوزراء : ولكنه لا يستحق القتل وهو دون سن  
>البلوغ أيها الأمير. 
> 
>فقال الحجاج : لا بد من قتله ولو يناد منادى من السماء. 
> 
>فقال الغلام: ما أنت بنبي حتى يناديك مناد من السماء. 
> 
>فقال الحجاج : ومن يحول بيني وبين قتلك. 
> 
>فقال الغلام : يحول بينك وبين قتلي ما يحول بين المرء وقلبه. 
> 
>فقال الحجاج : وهو الذي يعينني على قتلك. 
> 
>فقال الغلام : كلا إنما يعينك على قتلي شيطانك و أعوذ بالله منك ومنه. 
> 
>فقال الحجاج : أراك تجاوبني على كل سؤال فأخبرني ما يقرب العبد من ربه؟ 
> 
>فقال الغلام : الصوم والصلاة والزكاة والحج . 
> 
>فقال الحجاج: أنا أتقرب إلى الله بدمك لأنك قلت أنك من أولاد الحسن  
>والحسين. 
> 
>فقال الغلام : من غير خوف ولا جزع أنا من أولاد رسول الله صلى الله  
>عليهالة وسلم إن كان أجلي بيدك فقد حضر شيطانك يعينك على فساد آخرتك. 
> 
>فأجابه الحجاج : أتقول أنك من أولاد الرسول وتكره الموت؟ 
> 
>قال الغلام : قال الله تعالى " ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة" 
> 
>قال الحجاج : ابن من أنت ؟ 
> 
>قال الغلام : أنا ابن أبي و أمي. 
> 
>فسأله الحجاج : من أين جئت ؟ 
> 
>قال الغلام : على رحب الأرض. 
> 
>فقال الحجاج : أخبرني من أكرم العرب؟ 
> 
>فأجاب الغلام : بنو طي . 
> 
>فسأله الحجاج : ولم ذلك ؟ 
> 
>فقال الغلام: لأن حاتم الأصم منهم. 
> 
>فقال الحجاج : فمن أشرف العرب ؟ 
> 
>قال الغلام : بنو مضر. 
> 
>فقال الحجاج : ولم ذلك؟ 
> 
>فقال الغلام : لأن محمد صلى الله عليه وسلم منهم. 
> 
>فقال الحجاج : فمن أشجع العرب ؟ 
> 
>فقال الغلام : بنو هاشم لأن علي بن أبي طالب منهم . 
> 
>فقال الحجاج: فمن أنجس العرب و أبخلهم وأقلها خيراً ؟ 
> 
>فقال الغلام : بنو ثقيف لأنك أنت منهم وفي الحديث الشريف يظهر من بنو  
>ثقيف نمرود وكذاب فالكذاب مسيلمة والنمرود أنت فأغتاظ الحجاج غيظاً  
>شديداً وأمر بقتله فشفع به الحاضرون فشفعهم فيه وسكن غضبه قليلاً  
>؛؛ֵ 
> 
>وقال الحجاج : أين تركت الإبل ذات القرون ؟ 
> 
>فقال الغلام : تركتها ترعى أوراق الصوان. 
> 
>فصاح الحجاج به قائلاً : يا قليل العقل ويا بعيد الذهن هل للصوان ورق؟ 
> 
>فقال الغلام : وهل للإبل قرون ؟ 
> 
>فقال الحجاج : هل حفظت القرآن ؟ 
> 
>فقال الغلام : هل القرآن هارب منى حتى أحفظه. 
> 
>فسأله الحجاج : هل جمعت القرآن ؟ 
> 
>فقال الغلام : وهل هو متفرق حتى أجمعه ؟ 
> 
>فقال له الحجاج : أما فهمت سؤالي . 
> 
>فأجابه الغلام : ينبغي لك أن تقول هل قرأت القرآن وفهمت ما فيه. 
> 
>فقال الحجاج : فأخبرني عن آية في القرآن أعظم؟ وآية أحكم؟ 
>وآية أعدل ؟ وآية أخوف ؟ وآية أرجى ؟ وآية فيها عشر آيات بينات؟ وآية  
>كذب فيها أولاد الأنبياء؟ وآية صدق فيها اليهود والنصارى ؟ وآية قالها  
>الله تعالى لنفسه؟ وآية فيها قول الملائكة؟ و آية فيها قول أهل الجنة؟  
>وآية فيها قول أهل النار؟ وآية فيها قول إبليس ؟؟؟ 
> 
>فقال الغلام : أما أعظم آية فهي آية الكرسي 
>وأحكم آية إن الله يأمر بالعدل والإحسان 
> 
>وأعدل آية فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره 
> 
>وأخوف آية أيطمع كل امرىء منهم أن يدخل جنة نعيم 
>وأرجى آية قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله  
>إن الله يغفر الذنوب جميعها 
> 
>وآية فيها عشر آيات بينات هي إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل  
>والنهار لآيات لأولى الألباب 
> 
>وأما الآية التي كذب فيها أولاد الأنبياء فهي وجاءوا على قميصه بدم كذب  
>وهم إخوة يوسف كذبوا ودخلوا الجنة 
> 
>وأما الآية التي صدق فيها اليهود والنصارى فهي وقالت اليهود ليست  
>النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء فصدقوا ودخلوا  
>النار 
> 
>والآية التي قالها الله تعالى لنفسه هي وما خلقت الجن والإنس إلا  
>ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطمعون إن الله هو الرزاق ذو  
>القوة المتين 
> 
>وآية فيها قول الأنبياء وما كان لنا أن نأتيكم بسلطان إلا بإذن الله  
>وعلى الله فل يتوكل المؤمنون 
> 
>وآية فيها قول الملائكة سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت  
>العليم الحكيم 
> 
>و أية فيها قول أهل الجنة الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور  
>شكور 
> 
>وآية فيها قول أهل النار ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون 
> 
>وآية فيها قول إبليس أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين 
> 
>فقال الحجاج : أخبرني عمن خُلق من الهواء ؟ ومن حُفظ بالهواء ؟ ومن هلك  
>بالهواء ؟ 
> 
>فقال الغلام : الذي خلق من الهواء سيدنا عيسى عليه السلام؛؛ والذي حفظ  
>بالهواء سيدنا سليمان بن داود عليهما السلام ؛ وأما الذي هلك بالهواء  
>فهم قوم هود. 
> 
>فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من الخشب ؟ والذي حُفظ بالخشب ؟ والذي  
>هلك بالخشب ؟ 
> 
>فقال الغلام : الذي خلق من الخشب هي الحية خلقت من عصا موسى عليه  
>السلام؛؛ والذي حفظ بالخشب نوح عليه السلام؛؛ والذي هلك بالخشب زكريا  
>عليه السلام. 
> 
>فقال الحجاج: فأخبرني عمن خُلق من الماء ؟ ومن نجا من الماء ؟ ومن هلك  
>بالماء ؟ 
> 
>فقال الغلام: الذي خلق من الماء فهو أبونا آدم عليه السلام؛؛ والذي نجا  
>من الماء موسى عليه السلام؛؛ والذي هلك بالماء فرعون. 
> 
>فقال الحجاج : فأخبرني عمن خُلق من النار ؟ ومن حُفظ من النار ؟ 
> 
>فقال الغلام : الذي خُلق من النار إبليس؛؛ والذي نجا من النار إبراهيم  
>عليه السلام 
> 
>فقال الحجاج : فأخبرني عن أنهار الجنة وعددها ؟ 
> 
>فقال الغلام : أنهار الجنة كثيرة لا يعلم عددها إلا الله تعالى كما قال  
>في كتابه العزيز فيها انهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير  
>طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى... وكلها تجري في  
>محل واحد لا يختلط بعضها ببعض ويوجد نظيره في الدنيا وهو في رأس بنى  
>آدم طعم عينه مالح وطعم أذنه مر وطعم فمه عذب . 
> 
>فقال الحجاج : إن أهل الجنة يأكلون ويشربون ولا يتغوطون فهل يوجد مثلهم  
>في الدنيا ؟ 
> 
>فقال الغلام : الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يتغوط. 
> 
>فقال الحجاج : فما أول قطرة من دم؟ 
> 
>فقال الغلام : هي حيض حواء. 
> 
>فقال الحجاج : فأخبرني عن العقل ؟ والإيمان ؟ والحياء ؟ والسخاء ؟  
>والشجاعة ؟ والكرم؟ والشهوة ؟ 
> 
>فقال الغلام : إن الله قسم العقل عشرة أقسام جعل تسعة في الرجال  
>وواحداً في النساء ؛؛والإيمان عشرة تسعة في اليمن وواحداً في بقية  
>الدنيا؛؛ والحياء عشرة تسعة في النساء وواحداً في الرجال؛؛ والسخاء  
>عشرة تسعة في الرجال وواحداً في النساء؛؛ والشجاعة والكرم عشرة تسعة في  
>العرب وواحداً في بقية العالم؛؛ والشهوة عشرة أقسام تسعة في النساء  
>وواحداً في الرجال. 
> 
>فقال الحجاج : فأخبرني ما يجب على المسلم في السنة مرة ؟ 
> 
>فقال الغلام : صيام رمضان. 
> 
>فقال الحجاج : وما يجب في العمر مرة ؟ 
> 
>فقال الغلام : الحج إلى بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلا . 
> 
>فقال الحجاج : فأخبرني عن أقرب شيء إليك ؟ 
> 
>فقال الغلام : الآخرة . 
> 
>ثم قال الحجاج: سبحان الله يأتي الحكمة من يشاء من عباده ما رأيت صبياً  
>أتاه الله العلم والعقل والذكاء مثل هذا الغلام. 
> 
>فقال الغلام : أنا أهل لذلك. 
> 
>فقال الحجاج : فمن أحق الناس بالخلافة ؟ 
> 
>فقال الغلام : الذي يعفو ويصفح ويعدل بين الناس. 
> 
>فقال الحجاج : فأخبرني عن النساء ؟ 
> 
>فقال الغلام : أتسألني عن النساء وأنا صغير لم أطـّلع بعد على أحوالهن  
>و رغائبهن ومعاشرتهن ولكني سأذكر لك المشهور من أمورهن؛؛ فبنت العشر  
>سنين من الحور العين؛؛ وبنت العشرين نزهة للناظرين؛؛ وبنت الثلاثين جنة  
>نعيم ؛؛وبنت الأربعين شحم ولين؛؛ وبنت الخمسين بنات وبنين؛؛ وبنت  
>الستين ما بها فائدة للسائلين؛؛ وبنت السبعين عجوز في الغابرين؛؛ وبنت  
>التسعين شيطان رجيم؛؛ وبنت المائة من أصحاب الجحيم. 
> 
>فضحك الحجاج وقال:أي النساء أحسن؟ 
> 
>فقال الغلام : ذات الدلال الكامل والجمال الوافر والنطق الفصيح التي  
>يهتز نهدها ويرتاح ردفها. 
> 
>فقال له الحجاج : أخبرني عن أول من نطق في الشعر؟ 
> 
>فقال الغلام : آدم عليه السلام وذلك لما قتل قابيل أخاه هابيل. 
>أنشد آدم يقول : 
>بكــت عــينـي وحـق لـها بكاهـــا *** ودمــــع الـــعـــين منهمل يسيح 
>فـــمـا لـي لا أجــود بسـكـب دمع *** و هـابــيل تضمّنـه  
>الـضــريـــــح 
>رمــى قــابـيـل هـــابــيــلاً أخـــاه *** وألحد في الثرى الوجه  
>الـصبيح 
>تغـــيرت البـــلاد ومـــن عـــليها *** فــوجــــه الأرض مــغــبر  
>كشيح 
>تـــبدل كـــل ذي طــعــم ولــــون *** لـــفـقـدك يا صــبــيـح يا  
>ملــــيح 
>أيا هـــــابــيل إن تــقــتـل فإنــــي *** عـــليك الــــدهر مكتـئـب  
>قريــح 
>فأنت حياة من في الأرض جميعاً *** وقــــد فــقـدوك يا روح وريـــح 
>وأنـــت رجــيــح قــدر يـا فصيح *** سلـــيم بـل ســـميح بــل صبيـــح 
>ولــــسـت مــيـت بـــــل أنت حي *** و قــابــيــل الشــقي هو الطريـح 
>علـــــيه السخــط من رب البرايا *** و أنت عـــليـــك تسليم صريـــح 
>فأجابه إبليس يقول : 
>تـنوح على البلاد ومن عليها *** وفي الفردوس قد ضاق بك الفسيح 
>وكـــنت بها وزوجك في نعيم *** مــن الــمــولـى وقـلـبك مسـتريـــح 
>خـدعتك في دهائي ثم مكري *** إلــــى أن فـــاتـك الــعيــش الرشيح 
> 
>فقال الحجاج : أخبرني يا غلام عن أجود بيت قالته العرب في الكرم ؟ 
> 
>فقال الغلام : هو بيت حاتم طي. 
>حيث يقول:ـــ 
>وأكرم الضيف حتما حين يطرقني *** قبل العيال على عسر و إيسار 
> 
>فقال الحجاج : أحسنت يا غلام وأجملت وقد غمرتنا ببحر علمك فوجب علينا  
>إكرامك ثم أمر له بألف دينار وكسوة حسنة 
>و جارية وسيف وفرس. 
> 
>وقال الحجاج في نفسه : إن أخذ الفرس نجا وإن أخذ غيرها قتلته فلما  
>قدمها له. 
> 
>ثم قال الحجاج : خذ ما تريد يا غلام فغمزته الجارية. 
> 
> 
> 
> 
> 
> 
> 
> 
>وقالت : خذني أنا خير من الجميع فضحك الغلام وقال ليس لي بك حاجة وأنشد  
>يقول :ـــ 
>و قــرقعــت اللجان بـــرأس حــمراً *** أحــــب إلىّ مــما  
>تــغــمـزني 
>أخـاف إذا وقعــت عــــلى فراشــي *** وطالت علتي لا تصحبينـــي 
>أخـــاف إذا وقــعــنا فــي مضـــيـق *** وجار الدهر بي لا تنصريني 
>أخـــاف إذا فـقــدت المــال عــندي *** تــمــيلي للخصام وتهجريني 
>فأجابته الجارية تقول :ــ 
>معاذ الله أفـــعــــل مـــا تــــقــول *** ولو قطعت شمالي مع يميني 
>وأكتم سر زوجــي فــي ضميري *** وأقـــنع باليسير وما يــجيني 
>إذا عاشـــرتني وعرفت طـــبعي *** ستــعــلم أنـــني خــير القرين 
> 
>فقال الحجاج : ويلك ألا تستحين تغمزينه وتجاوبينه بالشعر. 
> 
>فقال الغلام : إن كنت تخيرني فإنني أختار الفرس أما إن كنت ابن حلال  
>فتعطيني الجميع. 
> 
>فقال الحجاج : خذهم لا بارك الله لك فيهم. 
> 
>فقال الغلام : قبلتهم لا أخلف الله عليك غيرهم ولا جمعني بك مرة أخرى. 
> 
>ثم قال الغلام : من أين أخرج يا حجاج ؟ 
> 
>فأجابه الحجاج : أخرج من ذاك الباب فهو باب السلام. 
> 
>فقال الجلساء للحجاج : هذا جلف من أجلاف العرب أتى إليك وسبك وأخذ مالك  
>فتدله على باب السلام ولم تدله على باب النقمة والعذاب ؟ 
> 
>فقال الحجاج : إنه استشارني والمستشار مؤتمن... 
> 
>وخرج الغلام من بين يدي الحجاج سالماً غانماً بفضل ذكائه وفهمه ومعرفته  
>وحسن إطلاعه 
>
  
		  
	
		
		
		
				
		
		
		
		
		
		
	
	 |