تقرير ـ عاصم الشيدي
لم يجد سيف بن ناصر آل عبد السلام ما يصف به حالته بعد أن رأى شهادة ابنه إلا أنه مصاب «بخيبة أمل كبيرة» فعلى مدار العام كان يمني نفسه بأن ينجح ابنه لينتقل إلى الصف التالي.
إلا أن سيف لا يحمل أحدا المسؤولية بقدر ما يحملها بنفسه، فهو حسب قوله لم يكلف نفسه بزيارة ابنه في المدرسة ولو لمرة واحدة منذ بداية العام الدراسي «كنت أستمع لطمأنات ابني عن مستواه الدراسي» وكان يردد دائما «الأمور جيدة يا أبي».
وموقف سيف مشابه لمواقف المئات غيره ممن يندهشون لمستوى أبنائهم مع نهاية العام الدراسي رغم أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء متابعتهم في المدارس على مدار العام ، وبينما يحمل البعض إدارات المدارس مسؤولية فشل أبنائهم الدراسي فإن الأغلب الأعم يعترفون بتقصيرهم في حق أبنائهم.
ويعتبر البعض أن «خيبة الأمل» التي خرج بها أبناؤهم وعمت الأسرة هي حافز لتغيير الوضع في السنوات القادمة كما أكد ذلك راشد المزيني الذي أشار إلى أهمية المتابعة المستمرة للأبناء من خلال التواصل مع المدرسة لايجاد جسر يفضي إلى النجاح.
ورغم أن أبناء المزيني الثلاثة لم يرسبوا رسوبا كاملا إلا أنه اعتبر تحقيق علامات مقبولة هو إخفاق ورسوب خاصة وأنه مقيم ويعمل بالقرب من البيت وكان باستطاعته متابعة أبنائه بشكل مستمر.
والوضع مشابه مع آمنة بنت محمد التي تفاجأت عند حضورها للمدرسة لاستلام شهادة ابنتها فتقول انها استبدلت الفرحة التي دخلت بها إلى المدرسة «بحزن كبير» وكادت »الدموع أن تتساقط» خاصة وأن الفرحة كانت تعم جميع الأمهات مع بناتهن كما تقول والحسرة تتلبسها.
ويرى محمد بن علي البادي أن المسافة الكبيرة بين المدرسة ومقر عمله هي وراء عدم متابعة الأبناء و«الصدمة» بالنتيجة في آخر العام مشيرا إلى ضرورة استخدام التقنية الحديثة في هذا الجانب حتى يستطيع ولي الأمر التواصل مع ابنه في المدرسة.
وتطبق وزارة التربية والتعليم في بعض مناطق السلطنة مشروع البوابة التعليمية الذي عن طريقه يستطيع ولي الأمر معرفة كل ما يتعلق بابنه دراسيا وسلوكيا.
وتسعى الوزارة للتغلب على صعوبة الاتصالات في بعض المناطق لتعميم الفكرة مع بداية العام الدراسي القادم على جميع المناطق التعليمية في السلطنة.
وبدوره عبر سيف القطيطي عن «أسفه» للنتيجة التي حصل عليها ابنه في الصف التاسع ملقيا اللوم على المدرسة التي لم تخاطبه بتدني مستوى ابنه الدراسي خلال العام الدراسي الأمر الذي جعل منه «يتفاجأ» بضعف درجات ابنه. وتسعى وزارة التربية والتعليم على توثيق عرى الترابط بين المدرسة والبيت من خلال مجال الأباء في المدارس والولايات وتجديدها وفق الرؤية الحديثة. وحسب تصريحات سابقة فإن وزارة التربية والتعليم تدرس حاليا أساليب جديدة لتفعيل دور مجالس الأباء في الولايات لتكون شركا حقيقيا في العملية التربوية.
ورغم ذلك فإن الكثيرين يشتكون من عدم فاعلية تلك المجالس، وينظرون إلى اجتماعاتها (في حالة حضورهم لها) بأنها «مضيعة للوقت » فهي لا تحقق طموحاتهم كأولياء أمور كما يعبر عن ذلك راشد بن سيف الوهيبي حيث يرى أن مجالس الآباء ينقص قراراتها التطبيق، فحسب رأيه أن القرارات لا تأخذ طريقها إلى التنفيذ بسبب هيمنة إدارات المدارس وتفردها بالقرارات.
وبدرجة كبيرة جدا يخالف خميس الشيدي الرأي السابق مشيرا إلى أن أولياء الأمور هم وراء عدم تفعيل مجالس الآباء في المدارس والسبب يعود كما يذكر إلى «مقاطعة تلك الاجتماعات».