هديتي لعشاق حصن عمان
			 
			 
			
		
		
		 
			  
		سادتي ،،، 
البسوا عليكم مسوحا من الأحزان ، فإني أنوي الحديث عن فاجعةٍ جديدة ، وحكايةٍ فريدة من حكايا العصر الغريبة ، نسمع عن قصص الخيال كثيرا ، ولكنّا نرى الواقع أغرب من الخيال ، وكالعادة سأروي هذه الرواية على أجزاء ، علّني أخفف من وهجها ، فسياط العذاب تحرق المهج ، ولهيب اللظى يقتل كل ذرة إحساس ، ومن شدة الإغراق في المأساة نفقد الشعور بها ، وربما ذلك نتيجة شدة العذاب ، أصبحنا في زمنٍ نسكرُ من جرعات آلامه ، الصراخ غير مجدي ، والنحيب غير مسموع ، والآذان لا تعبأ بالأنّات ، والمآقي لا تحرك المشاعر ، ماتت الضمائر ، وعمّت القسوة ، وصار الجبروت والقهر عقيدةً وديدناً . 
في هذه المرة سأحاول جاهدا أن لا أضفي على الموضوع لهجة الوجع ولكنة التأوه ، سأبتعد بكلماتي عن الحزن قدر الإمكان ، وسأعدكم بأن أنقل لكم الحقيقة كما هي بعينها ، لن ألهث وراء التشويق ، ولن أحبك الحبكة ، بل سأسرد الوقائع بكل دقةٍ وأمانة ، فالحال لوحده مأساوي مظلم ، فالدموع تتساير مع كل مشهد ، والحرقة تسكن كل شخصيات الرواية ، والإحساس بالظلم والحسرة والنشيج سيكون الموقف الأعظم ، ستحلق الطيور ولكنها ستغرد أنغاما شاجية ، وسنعزف بالوتر مقطوعاتٍ موسيقية كئيبة ، وأرجو أن لا تكون قلوبكم ضعيفة ، وأن تتحملوا المشاهد بكل صبرٍ وجلد . 
فهل أنتم مستعدون للإقلاع ، فالطائرة أعلنتِ الاستعداد ، وطاقم الضيافة يحييكم ، فهيا أربطوا أحزمة الأمان .  
  
		  
	
		
		
		
				
		
		
            
	
		
		  | 
	 
	 
		
		
		
		
		
		
		
						  
				
				التعديل الأخير تم بواسطة رقيق المشاعر ; 15-12-2006 الساعة 11:29 PM.
				
				
			
		
		
	
	 |