بحضور صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، حافظ الغرافة على تألقه واختتم موسم كرة القدم القطرية الحالي بأفضل صورة ممكنة، بعد فوزه بلقب النسخة السابعة والثلاثين من كأس الأمير بتغلبه على الريان بهدفين مقابل هدف واحد ليحقق بذلك الثنائية التي كان قد استهلها بفوزه ببطولة دوري نجوم قطر منتصف الشهر الماضي.
واللقب هو السادس في تاريخ مشوار فريق الغرافة، الملقب بـ" الفهود"، مع مسابقة كأس الأمير، حيث كان قد توّج به أعوام (2002، 1998، 1997، 1996، 1995).
افتتح التسجيل البرازيلي كليمرسون للغرافة في الدقيقة السادسة من بداية اللقاء وتمكن الإيفواري أمارا ديانيه من إحراز هدف التعادل للريان في الدقيقة 77، وفي الدقيقة الأخيرة عاد كليمرسون وأحرز هدف الفوز والتتويج للغرافة.




الشوط الأول








بدأت المباراة بضغط هجومي مكثف من لاعبي الغرافة بغية إحراز هدف مبكر لإرباك حسابات الريان، وبالفعل كاد البرازيلي كليمرسون أن يفتتح التسجيل في الدقيقة الرابعة، إلا أنه أضاع الكرة بغرابة.
وسرعان ما عوض كليمرسون الفرصة التي أضاعها، عندما استغل سوء التغطية من قبل دفاع الريان وانفرد بمرمى الحارس سعود الهاجري إثر تمريرة بينية متقنة من حامد شامي ووضع الكرة داخل المرمى بهدوء على يسار الحارس محرزاً الهدف الأول للغرافة في الدقيقة السادسة.
وحاول لاعبو الريان العودة سريعاً إلى اللقاء، ونشط الإيفواري أمارا ديانيه الذي انطلق أكثر من مرة من الناحية اليمنى والبرازيلي إيلتون من الجانب الأيسر، إلا أن دفاع الغرافة بقيادة بلال محمد استطاع استخلاص الكرة بسهولة.
وفي الدقيقة 18 حصل مدافع الغرافة جورج كوسيه على البطاقة الصفراء نتيجة عرقلته لمهاجم الريان العُماني عماد الحوسني.
وكاد الريان أن يتمكن من إحراز هدف التعادل في الدقيقة 22 من ضربة حرة مباشرة ذهبت إلى رأس الحوسني ولكن حارس الغرافة قاسم برهان خرج من مرماه في الوقت المناسب وتمكن من إبعاد الكرة.

وفي الدقيقة 26، رد الغرافة سريعاً بحصوله على ضربة حرة مباشرة على حدود منطقة جزاء الريان من الناحية اليمني نفذها سعد الشمري إلا أنها لم تستغل لاحتساب الحكم الإيطالي روزيتي خطأ على مهاجم الغرافة العراقي يونس محمود.
ووضح اعتماد الريان تماماً على مهارة لاعبي الوسط الإيفواري ديانيه والبرازيلي إيلتون، غير أن انقضاض دفاع الغرافة القوي، وإغلاقه المستمر للعمق حرم اللاعبين من تمرير الكرات البينية الخطرة.
وهدأ اللعب تماماً بعد ذلك حتى أطلق حكم اللقاء الإيطالي روزيتي صافرته معلناً نهاية الشوط الأول بتقدم الغرافة بهدف دون رد.



الشوط الثاني



ودخل الريان الشوط الثاني مهاجماً بحثاً عن هدف التعادل، وكاد البديل عادل لامي أن يعيد الريان إلى اللقاء في الدقيقة 50 عندما أطلق تسديدة قوية إلا أن دفاع الغرافة المتكتل تمكن من إبعادها.
وتوالت هجمات الريان على مرمى الغرافة تارة عن طريق ديانيه الذي مال ناحية الجانب الأيمن أملاً في أن يجد مساحة مناسبة يستطيع من خلالها صناعة الفرص الخطرة لزملائه، وتارة أخرى عن طريق إرسال الكرات العالية داخل منطقة جزاء الغرافة، ولكن جميع محاولات "الرهيب" فشلت أمام تألق دفاع الغرافة وحارس مرماه قاسم برهان.
وشهد اللقاء نقطة تحول كبيرة في الدقيقة 65 عندما قام حكم اللقاء بطرد لاعب الغرافة جورج كوسيه لحصوله على الإنذار الثاني نتيجة الخشونة الزائدة، لتشتعل مدرجات جماهير الريان حماساً أملاً في أن يستغل فريقها النقص العددي.
وحاول لاعبو الغرافة استغلال التقدم المستمر من فريق الريان الباحث عن التعادل، وتوالت الانطلاقات السريعة من جانب يونس محمود وكليمرسون إلا أن لاعب وسط الريان المتألق يونس على نجح في إفساد انطلاقات ثنائي الغرافة.
على الجانب الآخر واصل لاعبو الريان محاولاتهم المكثفة بغية إدراك التعادل، وبالفعل في الدقيقة 77 رفع لاعب الوسط حسن مظفر كرة عرضية متقنة على رأس ديانيه الخالي من الرقابة فأودعها الأخير بمهارة داخل الشباك محرزاً هدف التعادل.
ولم تمر أكثر من دقيقتين حتى تسبب حسن مظفر صانع هدف التعادل للريان في ضربة جزاء على فريقه إثر لمسه للكرة داخل منطقة الجزاء، فاحتسب الحكم الإيطالي ضربة جزاء انبرى لها يونس محمود، ولكنه سددها بغرابة شديدة فوق العراضة، ليُضيع على الغرافة فرصة ذهبية للتقدم من جديد.
وازدادت سخونة المباراة وحاول مهاجمو الفريقين أن يحرزوا هدف الحسم مع اقتراب المباراة من نهايتها إلا أن الحماس الزائد والاندفاع أثّر على تركيز اللاعبين.
وفي الدقيقة 89 كرر العُماني مظفر لاعب الريان غزواته المثمرة من الجانب الأيسر ولعب كرة عرضية متقنة على رأس عماد الحوسني ولكن الأخير ارتقى لها متأخراً لتضيع فرصة إحراز هدف الحسم على الريان.
وكان رد الغرافة حاسماً في الدقيقة الأخيرة عندما انطلق عثمان العساس ومرر كرة بينية ماكرة للهداف كليمرسون الذي انفرد بمرمى الريان ووضع الكرة بمهارة على يسار حارس الريان محرزاً الهدف الثاني وهو هدف التتويج بلقب أغلى الكؤوس لينهي الغرافة واحداً من أفضل مواسمه، بإحرازه ثنائية الفوز بالدوري وكأس سمو أمير دولة قطر.




المصدر: الجزيرة الرياضية