لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله
			 
			 
			
		
		
		 
			  
		بسم الله الرحمن الرحيم , والحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم المرسلين سيدنا محمد , وعلى آله الطيبيبن الطاهرين , وصحابته أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . 
  
ثم أمَّا بعد : فأحسن الكلام كلام الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وأشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله . 
لقد فطر الله عزَّ وجل الإنسان على فطرة التوحيد , فالله قريب من العباد يلجأوون إليه ويسألونه من فضله , فهو الرزاق وهو التواب الرحيم . 
قال الله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [1] 
  
ولذلك فقد علَّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ندعوا الله عزَّ وجل بحاجة أو بغير حاجة ونتقرب إليه بذكره وشكره وحسن عبادته . 
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تعرَّف إليه في الرخاء يعرفك في الشدة .  [2] 
  
وعن عبد الله بن بسر أن رجلاً قال : يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به . قال : لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله تعالى .[3] 
  
وقال الله تعالى: { الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ } . [4] 
  
وممَّا يلزم الدعاءُ حتى تقبل الإجابة شروطا علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم , ومنها : 
  
الكسب الحلال : 
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيها الناس , إن الله طيبٌ لا يقبل إلا طيباً , وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين , فقال : { يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ }وقال : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ} , ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر , يمد يديه إلى السماء يا ربِّ يا ربَّ ومطعمه حرام , ومشربه حرام , وملبسه حرام , وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك ؟ . [7] 
  
الصبر والمثابرة على الدعاء : 
أي أن الدعاء يحتاج إلى صبر ومثابرة , وعلى العبد ألا يظن أن الله لن يستجيب له إذا تأخرت الإجابة وألاَّ ينقطع عن الدعاء . 
فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل قيل يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء . [8] 
فيستحسر : أي أنه ينقطع عن الدعاء . 
  
التيقن من الإجابة : 
ولذلك فعلى الداعي أن يحسن الظن بالله , وبأن دعوته ستجاب بإذن الله عاجلاً وآجلاً ولو تأخرت . 
فعن أبي هريرة رضي الله عنه : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن الله عزَّ و جلَّ قال : أنا عند ظن عبدي بي إن ظن بي خيراً فله وان ظن شرَّاً فله . [9] 
  
* في فضل الذكر : 
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه : عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر مثل الحي والميت. [10] 
  
---------------------------------- 
[1][البقرة:186] . 
[2] رواه أحمد في مسنده مطولاً من طريق ابن عباس رقم (2803) ج5 , وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط . 
[3] رواه الترمذي في سننه حديث رقم (3372) في الدعوات , باب فضل الذكر , وصحح الشيخ عبد القادر الأرناؤوط إسناده في جامع الأصول , انظر حديث رقم (2561) . 
[4] [آل عمران:190-191] . 
[5] [المؤمنون:51] . 
[6] [البقرة:172] . 
[7] رواه مسلم رقم (10115) في الزكاة , باب قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها . 
[8] رواه مسلم في صحيحه حديث رقم ( 2735 ) في الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار, باب بيان أنه يستجاب للداعي ما لم يعجل فيقول : دعوت فلم يستجب لي . 
[9] رواه أحمد في مسنده رقم (9076) ج15 , وصححه الشيخ شعيب الأرنؤوط . 
[10] رواه البخاري في صحيحه حديث رقم (6044) الدعوات , باب فضل ذكر الله عز وجل . 
  
		  
	
		
		
		
				
		
		
            
		
		
		
		
		
		
	
	 |