سؤال:
كيف نطبق حديث النبي صلى الله عليه وسلّم (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ)، والحديث الآخر (اغتنم خمسا قبل خمس منها فراغك قبل شغلك)؟
الجواب:
الفراغ نعمة كبيرة يُسئل عنها العبد يوم القيامة، وكما قلنا الحياة كلها يُسئل عنها الإنسان لأنها هي وعاء النعم جميعاً، وهذا الفراغ يجب أن يسخره الإنسان في المصلحة، وكم من أمور تتطلب هذا الفراغ، هناك إصلاح للمجتمع، هناك دعوة إلى الخير وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر، هناك تعليم للعلوم النافعة، هناك دعوة للبشرية إلى الإسلام وتعريفهم بحقيقة الإسلام، هذه الدعوة يمكن أن تستغل لها الآن الوسائل الحديثة وسائل الإعلام المختلفة، ومن بينها الآن شبكة المعلومات التي يمكن أن تقرب البعيد وأن يتوصل الإنسان من خلالها إلى بث الأفكار في أنحاء مختلفة من العالم وعلى صنوف مختلفة من الناس، هكذا يجب على الإنسان لا يفوت هذه الفرصة، فالفراغ إذن تتنازعه نوازع مختلفة، وعلى الإنسان أن يحرص على تسخيره في الخير.
سؤال:
في الصيف تكثر حفلات الأعراس ويجد الناس فيه فرصة للزواج وغيره، ولكن في بعض الأحيان يساء التصرف مع هذه الفرصة فيحدث الكثير من الإزعاج للآخرين والمخالفات الشرعية، متى تنتهي حرية الإنسان في هذا، وماذا ينبغي عليه أن يصنع؟
الجواب:
الإنسان مهما كانت حريته يجب أن تضبط بضوابط، وأن تقيد بقيود، ولو أطلقت للإنسان الحرية كما يشاء كم من أحد يختار ويشاء الفساد والانحراف والإيذاء للناس، بل لعل كثيراً من الناس يرون أن الحرية في ترك أيديهم تبطش بالناس وتعيث في الأرض فسادا، وهذا مما لا يسوغ أبدا، لا بد من تضبط حياة الإنسان بضوابط ( أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى* أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى* ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى* فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثَى* أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى) (القيامة: 36-40 )، فلا ريب أنه سبحانه وتعالى قادر وسوف يحي الموت ويحاسبهم على ما قدموا وما أخروا، وبما أن الإنسان محاسب على ما قدم وما أخر فعليه أن يضبط حركته وفق ضوابط شرعية حتى لا يتجاوز الحدود الشرعية والمساحات المباحة إلى مساحات غير مباحة، والناس مأمورون بأن يهتموا بإصلاح مجتمعهم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
أما النسبة إلى الأعراس والقيام بالأمور المخالفة للشرع فيها علينا أن ندرك أن هذه الأعراس نعمة من الله، كم امتن الله على عباده بهذه النعمة العظيمة في كتابه (وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ) (النحل: 72 )، (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً) (الروم: 21)، فإذن لما كانت هذه الأعراس نعماً من الله فالله تعالى يجب أن تشكر نعمته، وشكر النعمة إنما يكون في تسخيرها لطاعته المنعم بها، لا تكون فيما يُعصى به المنعم، فإن معصية المنعم بنعمته كفران للنعمة، والله تعالى يقول (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ) (إبراهيم:7).
سؤال:
في الصيف يجد الإنسان نفسه محتاجة إلى التجوال والسفر، فما يسلكه بعض الناس أنهم ربما يقعون في أخطاء أثناء الموازنة بين حاجة الأسرة والأبناء وبين حاجتهم إلى السفر، فالبعض يسافر بمفرده ويهمل أسرته دون رعاية، والبعض يلح عليه أسرته وأبنائه أن تكون هذه الفرصة فرصة بقاء له معهم خاصة وأنه في أثناء العمل لا يراهم إلا في المساء، كيف يوازن الإنسان بين هذا وذاك؟
الجواب:
لا يمنع الإنسان أن يسير في الأرض من أجل الإصلاح لا من أجل الإفساد، من أجل النظر في آيات الله سبحانه وتعالى التي تتمثل في اختلاف الناس في سلوكهم ومعائشهم وأحوالهم وأفكارهم ونزعاتهم ونزغاتهم إلى غير ذلك مما يأخذ منه الإنسان العبرة، ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن يهمل الأولاد والأسرة فإن حق الأسرة عليه حق عظيم، وعليه أن يراعي هذا الحق ، فإما أن يحملهم معه وأن يستغل فرصة وجوده معهم في السفر لتعليمهم وتبصيرهم وفتح آفاق معرفتهم من خلال اطلاعهم على ما يجري في هذا العالم وتبصيرهم بنعمة الله تعالى على عباده المؤمنين بما آتاهم من نور الإيمان والفرق بينهم وبين الذين حرموا من هذا النور وكانت حياتهم أشبه بحياة البهائم العجم بل السباع المفترسة حتى يستبصروا بالحق وبنور الحق ويقفوا عند حدود الحق ولا يتجاوزه إلى ما لم يأذن به الله تعالى.
سؤال:
البعض يتفق هو وزوجته على السفر ولكنهم يتركون أبنائهم عند الآباء الكبار فيزيدونهم معاناة، قد يجد الأب الكبير متعة في ذلك لكنها في الحقيقة معاناة لأنهم سيتولون دور الحضانة مرة أخرى بعد أن تقدموا في العمر، هل هذا العمل لائق؟
الجواب:
أي شيء فيه إضرار بالآباء والأمهات يجب على البنين والبنات تفادي ذلك، وعليهم أن يراعوا حق آبائهم وأمهاتهم الذين ربوهم صغارا، وأن يريحوهم كبارا حتى يتمكنوا من استرداد شيء من حقهم ويشكروا نعمة الله تعالى عليهم بما آتاهم من بر أولادهم بهم.
سؤال:
البعض يدخر ماله طوال السنة من أجل أن يتمتع به وحده السفر إلى الدول في إجازته السنوية دون مراعاة لإخوانه الفقراء والمحتاجين ودون مساهمة منه في الأنشطة الاجتماعية النافعة في البلد؟
الجواب:
الإنسان مسئول عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، لأن المال إنما هو مال الله، والإنسان مؤتمن عليه ومستخلف فيه، فعليه أن يسخر هذا المال في المنفعة العامة وفي ما يعود بالمصلحة على الأمة والمجتمع وفي ما يتعود بالمصلحة الدين وعلى الدعوة إليه ونشره بين الناس، بهذا يكون الإنسان مؤدياً لشكر هذه النعمة التي أنعمها عليه.
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|