منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - بين جِبْرِيل عليه السلام وَفِرعَون
الموضوع
:
بين جِبْرِيل عليه السلام وَفِرعَون
عرض مشاركة واحدة
بين جِبْرِيل عليه السلام وَفِرعَون
07-02-2012
#
1
♥Jeddah in my heart
مؤهلاتك بالحصن
عدد نقاط تميزك بالحصن
:
37654
المستوى :
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
الحالة :
!..
رسائلي ..!
إذآ صعبـﮧ أحڷآمڪ ,, ڷآ ٺقۉڷ مڛٺحيڷ ..!
من مواضيعي
******>
0
H2 Hummer
0
اعرف قيمة جوالك قبل ماتشتريه
0
قردهـ تبكي على موت ولدها
0
مواطن عادي يصنع جهــاز ايباد بسبب الغلاء !
0
لا تنام حتى تأتي بخمسة اشياء
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 3
بين جِبْرِيل عليه السلام وَفِرعَون
(
بين جِبْرِيل
عليه السلام
وَفِرعَون
)
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
لَمَّا أَغْرَقَ اللَّهُ فِرْعَوْنَ
قَالَ
{
آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ
}
فَقَالَ جِبْرِيلُ: "
يَا مُحَمَّدُ فَلَوْ رَأَيْتَنِي وَأَنَا آخُذُ مِنْ حَالِ الْبَحْرِ فَأَدُسُّهُ فِي فِيهِ مَخَافَةَ أَنْ تُدْرِكَهُ الرَّحْمَةُ
"
رواه
الترمذي
3032 وقَالَ
حَدِيثٌ حَسَنٌ
وأحمد
2093 والحاكم 7743 والطبراني 12759
وصححه الألباني في السلسلة
2015
(
معاني المفرادت
)
حال البحر :
الطين الأسود كالحمأ
في فيه :
في فمه
(
تفاصيل القصة
)
على مدار التاريخ القديم لم تشهد البشريّة طاغية متجبّراً ولا باغيةً متسلّطاً كمثل فرعون حاكم مصر ، فسيرته قد سُطّرت بدماء الآلاف من الأبرياء الذين وقعوا تحت سطوته ، ذلك الفرعون الذي نُزعت الرحمة من قلبه فلم يعد لها مكانٌ للضعفاء ولا المساكين ، ولا الأبرياء والمضطهدين ، لم يرحم أمّاً ولا طفلاً ، بل أصدر أوامره بقتل الأولاد واسترقاق النساء ، فكان حقّاً كما قال الله :
{ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ }
الدخان : 31
ومن إسرافه على نفسه وظلمه لها ادّعاؤه بكل عنتٍ واستخفاف الألوهيّة من دون الله ، ثم هو يسوق الدلائل الساذجة التي لا تُقنع غِرّاً ساذجاً ، كما جاء في قوله تعالى :
{ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ }
( الزخرف : 51 )
، وقوله تعالى :
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }
( القصص : 38 )
.
وتمرّ الأيام حتى تأتي نهاية هذا الظالم ، في مشهدٍ ذكر القرآن لنا طرفاً منه ، وجاءت القصّة النبويّة التي بين أيدينا لتضيف تفاصيل أخرى لتلك اللحظات ، فبعد أن ضرب
موسى
عليه السلام
بعصاه البحر فانفلق فكان كل فرقٍ كالطود العظيم ، سار بقومه وجاوز بهم البحر ، فأتبعه فرعون بجنوده، حتى إذا تعمّقوا في الدخول أمر الله البحر فانطبق عليهم ، ليغرق فرعون ومن معه ، قال الله تعالى :
{ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ }
(طه : 78 )
.
وفي هذه اللحظات الحاسمة التي أوشكت فيها الروح على الخروج ، اعترف فرعون بالألوهيّة علّه ينجو من الموت ، قال الله تعالى :
{ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ }
( يونس : 90 )
وفاح من فمه رائحة الكِبر فلم يقل
آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الله
وإنما قال قول الكِبر : أي آمنت بهذا الإله الذي تزعمه بنو إسرائيل
ويراقب
جبريل
عليه السلام
المشهد ، ويخشى أن تدركه رحمة الله الواسعة فتُقبل منه أوبته ، فيدفعه غيظه وحنقه أن يأخذ من طينة البحر ويدسّها في فمه ، حتى يمنعه من نطق الشهادة الصحيحة في الوقت المناسب ، ولكن هيهات أن تُقبل منه هذه التوبة وقد جاءت متأخّرةً للغاية ، قال الله تعالى :
{ آَلْآَنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (*) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ }
يونس: 91 – 92
وهكذا منّ الله على أمّة بني إسرائيل ، فبموت فرعون انتهت فصول معاناتهم ، وتنسّموا هواء الحرّية والأمن والاستقرار بعيداً عن حياة الخوف والاستضعاف والإذلال.
(
وقفات مع القصّة
)
قصة فرعون مليئة بالعظات والعبر التي يجدر الوقوف عندها والاستفادة من أحداثها ، ولعلّ أهم ما نستفيده منها بيان ملامح سنّة الله تعالى في إهلاك الظالمين
فنقول أولا :
قد يتمادى الطاغية في ظلمه
،
ويعيث في الأرض فساداً
،
فلا ينزل عليه العذاب ولا يستحق العقاب مباشرة
،
بل نرى الله سبحانه وتعالة يُمهله ويعطيه الفرصة الكاملة للتوبة والإنابة
، وهذا هو عين ما حدث لفرعون فقد ظلّ على عتوّه وجبروته وادعائه للألوهيّة سنين عدداً ، ثم جاءه العذاب في نهاية المطاف ،
{
وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ
}
إبراهيم 42
.
وما إهلاك الله للظالمين إلا بسبب ذنوبهم التي اقترفوها ، ويشير ربّنا عز وجل إلى ذلك في قوله :
{ كَدَأْبِ آَلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آَلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ
}
( الأنفال : 54 ) .
والعجب هنا يتملّكنا من فرعون ، فقد رأى بعينيه البحر ينفلق فلقتين ، وهو يعلم يقيناً صدق
موسى
عليه السلام
، وكان بإمكانه الهروب أو التراجع وفق منطق العقل ، لكن ذلك لم يكن ليُرضي غروره وغطرسته ، حتى لاقى مصيره المحتوم .
وفي عدم قبول توبة فرعون في هذه القصّة إشارةٌ إلى أن من شروط التوبة أن تكون في زمن الإمكان والمهلة ، أما وقد بلغت الروح الحلقوم ، ووصل الإنسان إلى حال الغرغرة ، فهناك لا تنفع التوبة ، فعن
ابن عمر
رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
(
إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ
)
رواه الترمذي3460 و ابن ماجه4243 وأحمد 5885 وحسنه الألباني
.
وهذا إيمان المضطر المكره على الإيمان
{فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ}
( غافر : 85 )
قال المباركفوري :
قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ : لَمْ يَقْبَلْ اللَّهُ إِيمَانَهُ عِنْدَ نُزُولِ الْعَذَابِ بِهِ ، وَقَدْ كَانَ فِي مَهَلٍ . قَالَ الْعُلَمَاءُ : إِيمَانُهُ غَيْرُ مَقْبُولٍ . وَذَلِكَ أَنَّ الْإِيمَانَ وَالتَّوْبَةَ عِنْدَ مُعَايَنَةِ الْمَلَائِكَةِ وَالْعَذَابِ غَيْرُ مَقْبُولِينَ
(تحفة الأحوذي شرح الترمذي7/431 )
ووقفة أخيرة مع درس من أعظم الدروس ، وهو أن النصر والعزّة والتمكين للأنبياء والمرسلين والأولياء والصالحين أمرٌ لابد منه ولو طال الزمن ، أو تأخّر النصر .
منقول للفائدة
ميشو الإتحادية
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ميشو الإتحادية
البحث عن المشاركات التي كتبها ميشو الإتحادية