سؤال :
ورد في الحديث أن لله تعالى تسعاً وتسعين اسماً من أحصاها دخل الجنة ما حقيقة هذا الإحصاء ؟
الجواب :
الإحصاء ليس هو أن يحفظ الإنسان هذه الأسماء أو أن يعدها عدا ، وإنما الإحصاء أن يعرف حقائق هذه الأسماء وما تقتضيه هذه الأسماء ، فإن كل اسم من هذه الأسماء يقتضي الطاعة المطلقة لله سبحانه وتعالى ، عندما يتلو الإنسان اسم الله ( الله ) ، فإن الله إنما هو دليل على واجب الوجود لذاته ، وواجب الوجود لذاته وجود كل شيء إنما هو مستمد من وجوده ، وجود كل كائن إنما هو بسبب وجوده ، الكائنات كلها إنما هي مخلوقة لله ، لو لم يكن الله سبحانه وتعالى موجوداً ، ولو لم يكن خلقها لما كانت شيئاً مذكورا أبداً ، ولكن إنما وُجدت وذُكرت وظهرت بوجود الله سبحانه وتعالى وبخلقه إياها ، فإذن هذا يقتضي الطاعة لله سبحانه ، عندما يذكر الإنسان اسم (الله ) ، هذا الاسم نفسه إيجاد الهيبة في قلبه ، والخوف من عقابه ، والرجاء لثوابه ، كذلك بالنسبة إلى بقية الأسماء ، عندما يذكر اسم (الرحمن) ، اسم ( الرحيم) ، اسم (الملك) ، اسم (المالك) ، اسم (القدوس) ، اسم (العزيز) ، اسم (الجبار) ، اسم (المتكبر) ، أي اسم من هذه الأسماء إنما ذكره يورث خشية الله سبحانه وتعالى يورث التعلق بالله لأنه إما يذكر بنعمة الله ورحمته ، وإما يذكر ببطشه وعقوبته ، وإما يذكر بخلقه للخلائق ، وإما يذكر بإنعامه على الكائنات ، وإما يذكر بالانقلاب إليه ، فإذن كل من ذلك يقتضي طاعة الله ، فمن أحصى أسماء الله على هذا النحو ، وحافظ على ما تقتضيه أسماء الله من الطاعة لله والانقياد له والإذعان له كان ذلك من أسباب الفوز برحمة الله تعالى والفوز بجنة عرضها السموات والأرض .
سؤال :
لماذا الأسماء الحسنى تسعة وتسعين فقط لماذا هذا الرقم بالذات ؟
الجواب :
أسماء الله تعالى توقيفية ، ولما كانت توقيفية نحن نقف عند موادر النص ولا نتجاوز ذلك إلى ما ورائه .
سؤال :
هل يؤجر الإنسان على ذكر الله تعالى مع عدم حضور القلب ؟
الجواب :
لا ريب أن الذكر باللسان وسيلة لغرس هذا الذكر بالقلب ، وإحياء الإحساس بعظمة الله تعالى وبجلاله وبكبريائه حتى يكون الإنسان كأنما يرى يد الله سبحانه وتعالى تصرف هذا الوجود تصريفاً ، ويرى أن كل شيء واقع تحت قهر الله سبحانه وقبضته وسلطانه ، ويرى نعم الله سبحانه تترى ، ويراها في كل ذرة من ذرات هذا الوجود ، في كل جزء من أجزاء هذا الكون ، في كل ما يمكن أن يقع عليه بصره ، أو أن يقع إحساسه به ، يرى نعم الله سبحانه وتعالى محيطة به من كل جانب ، فالذكر بالقلب هو الأصل ، وإنما الذكر باللسان سبيل لغرس هذا الذكر في النفس ، حتى تكون النفس حية بذكر الله سبحانه ، أما أن يأخذ الإنسان بترداد أسماء الله بطريقة هي ما أشبه ما تكون بالطريقة الآلية ليس من وراء ذلك فائدة حتى يستحضر هذا الذكر ، فإن ذلك هو الذي يورث خشية الله سبحانه وتعالى ورجائه ، ويورث التعلق بالله ، ويورث حب الله سبحانه وتعالى ، والرغبة فيما لديه .
سؤال :
بعض الطرائق تقول إن ذكر الله تعالى بأسمائه هو الذي يؤجر عليه الإنسان وتحصل منه الفائدة دون ذكره بصفاته ، هل هذا الكلام صحيح ؟
الجواب :
صفات الله سبحانه وتعالى إنما هي دالة عليه ، هي مظاهر قدسه سبحانه وتعالى ، ولا ريب أن أسماء الله سبحانه وتعالى إنما هي في الغالب مشتقة من أفعاله ، اسم (الرحمن) مشتق من صفة الرحمة ، اسم (الرحيم) ، كذلك اسم (المالك) أو (الملك) مشتق من صفة الملك ، اسم (العزيز) مشتق من صفة العزة ، اسم (الجبار) مشتق من صفة الجبروت ، جميع صفات الله سبحانه وتعالى هكذا ، وإنما اسم الجلالة عند كثير من المحققين قالوا بأنه غير مشتق ، ولذلك كانت الأسماء الباقية تُسند إليه ولا يُسند إليها ، تسند إليه ويقال الله رحيم ، الله غفور ، الله كريم ، ويقال رحم الله عباده ، ويقال غفر الله تعالى للتائبين من عباده ، إلى غير ذلك ، بقية الأسماء تُسند إلى اسم الجلالة ، بينما اسم الجلالة لا يُسند إليها .
سؤال :
هل هناك أسماء معينة تتلى في الخلوات وتتحقق معها بعض الأسرار ؟
الجواب :
نحن نرى أن ذكر الله سبحانه وتعالى سواءً كان في الخلوات أو كان في الحضور مع الناس أو كان في أي حال من الأحوال يتحقق بذكر الله الخير الكثير ، الله سبحانه وتعالى حكى عن الذين اضطروا من أنبيائه بماذا دعوه ؟ ماذا قالوا له ؟ حكى الله سبحانه قصة ذي النون عليه السلام الذي التقمه الحوت ، أنجاه الله سبحانه وتعالى من بطن الحوت بقوله ( لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ، (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) (الأنبياء : 87-88 ) ، أي كهذه التنجية التي نجاها الله سبحانه وتعالى يونس عليه السلام فأخرجه من بطن الحوت ينجي الله سبحانه عباده المؤمنين ، فما عليهم إلا أن يدعوه بإخلاص كما دعاه ذو النون .
كذلك الله سبحانه وتعالى حكى عن عبده أيوب عليه السلام أنه قال (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (الأنبياء : 83 ) ، فهذا الدعاء هو الذي ببركته كشف الله سبحانه وتعالى عنه الضراء .
كذلك حكى الله سبحانه عن يعقوب عليه السلام أنه قال (أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ )(يوسف : 86 )، والله سبحانه وتعالى أشكاه أزال شكايته بأن رد إليه ولده يوسف عليه السلام ، وهكذا .
كذلك عندما وقع آدم وحواء عليهما السلام في الخطيئة حكى الله سبحانه وتعالى أنهما قالا (رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف : 23 ) ، فاستجاب الله سبحانه وتعالى لهما ، وكفّر خطيئتهما ، وأحلهما المحل الذي كان يتطلعان إليه من الفوز بالقرب منه سبحانه وتعالى .
وهكذا كل الأنبياء إنما كانوا يتضرعون إلى الله ويدعونه ويضرعون إليه ، حكى الله سبحانه وتعالى عن موسى وهارون عليهما السلام كيف كان دعاهما ، حكى دعاء موسى عليه السلام واتبع ذلك قوله (قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا) (يونس : 89 ) .
فإذن كل واحد إنما مطالب بأن يذكر الله على كل حال (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ) (الأعراف : 180 ) ، (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى) (الإسراء : 110 ).
والله سبحانه وتعالى يبين لنا في محكم كتابه أنه قريب من كل ذاكر ، قريب كل من داع ، قريب من متضرع إليه (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة : 186 ).
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|