* امرأة ولدت وبعد شهر رأت الطهر واغتسلت وصلت وبعد خمسة أيام جاءها الدم مرة أخرى واستمر حتى جاوز الأربعين، فماذا تصنع؟
لا تَخلو هذه المرأة إما أن تكون لها عادة مِن قبل في نفاسها ـ والعادة إنما تثبت بِثلاث مرات ـ أو لا تكون لها عادة، فإن لم تكن لها عادة فإن كل دم داخل الأربعين تَجعله نفاسا ولو فصَل بينه وبين ما قبله طهْر .. هي إن رأت الطهْر وجب عليها أن تغتسل ووجب عليها أن تصلي ووجب عليها أن تصوم وكان صيامها مُعتَدا به ولكن عندما ترى بعد ذلك الدم في خلال الأربعين وهي ليست لها عادة مِن قبل فإنها تعطي ذلك الدم لِلنفاس، أما الدم الذي يَزيد على أربعين يوما فلا تعتبِره نفاسا في القول الأرجح، عملا بِحديث إحدى الصحابيات- وأظنها أم عطية -قالت (كنا نقعد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعينا ) ، وقول الصحابي: ( نفعل كذا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ) يُعطى حكمَ الرفع .. معنى ذلك أن ذلك كان بِتوجيه مِن النبي-عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام- فلِذلك ما زاد على الأربعين لا يُعطى حكمَ النفاس بِناءً على هذا.
وإن كان هناك مَن يقول بِأن النفاس يزيد على الأربعين إلى ستين يوما.
ومنهم مَن قال: إلى تسعين يوما.
ومنهم مَن قال: إلى مائة وعشرين يوما.
لكن هذا القول دَلت عليه هذه الرواية، وما جاء عن الصحابة مِما يُعطى حكمَ الرفع هو الذي يَجب أن يُؤخَذ بِه عند تعارض الأقوال؛ والله تعالى أعلم.
* إذا أسقطت المرأة قبل أربعة أشهر فمتى تطهر؟
هذه المسألة وقع فيها خلاف كثير إذا كان ما أسقطته غير كامل الخلقة، والذي نأخذ به هو رأي قطب الأئمة رحمه الله التفرقة ما بين المراحل، فإن كان ما أسقطته علقة فحكمه سبعة أيام، وإن كان مضغة فحكمه أربعة عشر يومًا، وإن كان مضغة مخلقة فحكمه واحد وعشرون يومًا، وإن كان كامل الخلقة فالمدة كلها وهي أربعون يومًا، هذا إن استمر بها الدم، أما إن رأت الطهر قبل ذلك فعليها أن تغتسل وتصلي.
* ما حكم تصغير الأنف أو تكبيرها؟
** على أي حال كل خلق الله حسن كيفما كان، وليصبر الإنسان على ما ابتلي به، لأن التصغير والتكبير وغير ذلك من هذه الأمور قد تؤدي بالإنسان إلى الإقدام على شيء لا يحمد عاقبته، نفس العمليات هذه فيها مخاطرة.
نعم لو وصل الأمر إلى حد استقباح الإنسان بحيث كان الرجل مثلاً لا يجد زوجة أو كانت المرأة لا تجد زوجًا، ولم يكن في ذلك شيء من الخطورة عليهما فإن العلاج بقدر ما يمكن أن يعيش الإنسان في حياة طبيعية اجتماعية لا حرج عليه في ذلك، أما بدون هذا فإنه ينبغي للإنسان أن يكون حذرًا من الإقدام على مثل هذه الأمور.
* ما حكم إزالة مظاهر الشيخوخة بعمليات التجميل ؟
** وهل يُصلح العطار ما أفسد الدهر ؟!!!
الله تبارك وتعالى جعل في الجسم طبيعة معينة، وعلى الإنسان أن يُسلم لإرادة الله سبحانه وتعالى النافذة، ولو شاء الله لجعل هذه الحياة حياة لا تعقبها الوفاة ، ولو شاء لجعل الشباب لا يعقبه هرم ، ولو شاء لجعل الصحة لا يهددها سقم ، ولكن هذه الدار هكذا أرادها الله تعالى
جبلت على كدر وأنت تريدها *** صفوًا من الأقذار والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها *** متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما *** تبني الرجاء على شفير هار
فالإنسان وهو يعيش في هذه الحياة عليه أن يدرك بأن الحياة نفسها لا بد من أن يتبعها موت، وأن الصحة هي مهددة بالسقم ، وأن الشباب لا بد من أن يعقبه هرم إن أُمهل صاحبه، إن لم يتخطفه ريب المنون وهو في عنفوان شبابه، وفي هذا حكمة بالغة أرادها الله سبحانه وتعالى من أجل أن تكون حياة الإنسان حياة فيها الشعور وفيها الإدراك بأنها حياة زائلة، وفيها الإحساس بأن وراءه مسئولية ، وفيها الإحساس بالمنقلب الذي ينقلب إليه حتى يعمل لهذا المنقلب ، ويطمع وهو يعمل لهذا المنقلب في حياة لا يعقبها موت، وفي شباب لا يعقبه هرم، وفي صحة لا يهددها سقم، وفي قوة لا يليها ضعف .
أما هذه الحياة فهي تتدرج من ضعف إلى قوة ثم من قوة إلى ضعف ، الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه ( وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا يَعْقِلُونَ) (يـس:68) ، ويقول ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً) (الروم: من الآية54) ،فلا بد من أن ينقلب الإنسان من حال إلى حال .
ومظاهر الشيخوخة تذكر الإنسان بهذا الانقلاب بهذا الفناء وإلا لبطر الإنسان وهو يعيش في صحة ويعيش في مظهر الشباب ويعيش في مثل هذا .
فما الداعي لعمليات التجميل من أجل إزالة آثار الشيخوخة، أمن أجل أن يغر الناس ؟
قد يكون هذا طامعًا في أن يخطب فتاة وهي لا ترغب فيه عندما تدرك أنه شيخ وتتطلع إلى شاب فهو يريد أن يغرها بمظهره، هذا لا يجديه شيئًا، عليه أن يتقي الله .
وحسبما روي في بعض الكتب - والله أعلم بصحة هذه الرواية - أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ترافع إليه قوم زوجوا أحدًا من الناس وهو يخضب بالسواد فأوهمهم أنه شاب فزوجوه بسبب ذلك فتبين الأمر بخلاف ذلك ، ففسخ العقد ، هكذا يروى عنه رضي الله تعالى عنه ، وإنه لحقيق بمثل هذا الحكم ، ذلك دال على بصيرة من حكم به ، والله تعالى المستعان .
* إذا كانت هذه المرأة عجوز تريد أن تتزين لزوجها ؟
** ما شاء الله .
وإلى متى تبقى العجوز شابة ، عليها أن تعمل لحياة الأبد ، لحياة المصير .
نعم تتناول ببعض العلاج الذي يُجمل البشرة والذي ينشط الجسم ، ولكن مع هذا لا تحاول أن تُقدم على عمليات من أجل هذا الأمر .
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|