***أعتذر لأحبائي***
لأني بكيت في وقت فرحهم..
و ضحكت في وقت ألمهم..
و أطلقت صرخاتي في وقت هدوئهم..
و صمت في لحظة مشاركاتهم..
و بقيت في لحظة رحيلهم..
و أخطأت في حقهم..
و رحلت في لحظة إجتماعاتهم و لقاءاتهم..
و أعتذر لهم في وقت حاجتهم..
و بدون سبب تركتهم..
***أعتذر لقلبي***
لأني أتعبته كثيرا في لحظات حبي..
و جرعته ألما في لحظات حزني..
و نزعته من قلبي و بدون تردد لأهبه لغيري..
***أعتذر لوريقاتي***
لأني كتبت عليها و أحرقتها..
و رسمت الطبيعة فيها
و بدون ألوان تركتها..
و في لحظة همومي و أحزاني لجأت إليها..
و في لحظة فرحي و راحتي أهملتها..
و عندما عزمت الإعتكاف عن الكتابة مزقتها و ودعتها إلى الأبد..
***أعتذر للقلم***
لأني في معاناتي أتعبته..
و لأني حملته الألم و الأحزان و هو في بداية عهده..
و عندما انتهى رميته..
و استعنت بآخر مثله..
***أعتذر لخواطري***
لأني جعلتها تتسم بطابع الحزن و بالألم حاصرتها..
فلقد أصبح الكل يبحث عن معانيها في قواميس لا وجود لها في هذا الزمن..
***أعتذر للواقع ***
لأني بكل قسوة رفضته..
و أغمضت عنه عيني في كل لحظاتي المرة..
و شكلته بشبح أسود يتحداني بدون رحمة..
و نسيت بأنه مدرستي التي علمتني أن أكون حكيمة في اللحظات الصعبة..
***أعتذر للأحلام***
لأني أطرق على أبوابها في كل ساعة..
و أجعلها تبحرني في كل مكان أريده..
فهي من حققت كل أمنياتي بدون تردد..
و هي من أتعبتها حينما كبرت و كبرت معي أحلامي..
و رغم ذلك كله فهي أبدا لا تتذمر
و إنما تقول:ّ{أطلب و أنا على السمع و الطاعة..}
***أعتذر للأمل***
حينما رحلت عنه و بدون استئذان..
و لازمت اليأس في محنتي و مكابرتي رغم مرارتي و لأني أقول بأني أسعد انسان..
فلقد كانت سعادتي الوهمية في صمتي..
و تعذبني في ليلي..
دون احساس الآخرين بي..
ودون إحساسك يا أمل بي..
فعذرا أيها الأمل..
***أعتذر للسعادة***
لأني عشقت الحزن و حملته شطرا من حياتي..
و عشقت البكاء لأني أنفس به عن آلامي..
و عشقت قول الآأأأأأأأأأأه لأنها تطفىء حرقة أناملي..
و عشقت الجراح لأنها أصبحت قطعة أرقع بها ثغور حياتي..
و عشقت الصمت في لحظة الألم لأنها تحفظ لي كبريائي..
فعذرا أيتها السعادة لأني أبعدتك عن حياتي..
***أعتذر للأزهار***
و خاصة الحمراء لأني قطفتها و هي في بداية بلوغها و تفتحها..
و حرمتها من العيش في بستانها..
ثم شممتها و لغيري أهديتها..
و بعدما لفظت آخر أنفاسها دستها و رميتها..
***أعتذر للبحر***
لأني عشقته بجنون..
و طعنته في خواطري بالمليون..
و أضفت إليه الغدر في هدوئه..
و وصفته بأنه جميل و هو في قمة جنونه..
فلم تكن تلك الطقوس سوى أحاسيس مختلفة و كان البحر ضحيتها لأني عشقته..
***أعتذر للقاء***
لأني كتبت عن الرحيل و الوداع..
و لأني جردته من قاموسي المعتاد..
و لأني أصبحت خاضعة للقدر فآمنت بالرحيل كثيرا و بكيت لأجله كثيرا..
و تناسيت كلمة الاجتماع و اللقاء..
***أعتذر لأمي***
لأنها تألمت عند ولادتي..
و سهرت على نشأتي و رعايتي..
فتبكي لبكائي..
و تسعد عندما تسمع ضحكاتي..
و تسقم لسقمي..
و تتعافى بمعافاتي..
و صبرت و تحملت إزعاجي و تجاوزت عن أخطائي..
و تذكرت حسناتي..
***أعــــــــتـــــــــذرللحياة ***
حينما اتهمتها بالقسوة..
و للطيور و البلابل حينما قلت عنها خرساء..
و للجبال لأني أنسبها إلي..
و للدموع حينما جمدتها بالعين..
و لصندوق الذكريات الذي أخرجته بعد دفنه..
***أعتذر لكلمة أعتذر***
لأني أدخلتها في بحور شتى من الإعتذار..
مشاعري سماء يطال للوصول إليها ...لا أرضا يداس عليها
جزائرية حرة |
|