:
:
:
وصلت حالة أبي إلى حد وصل به أنه لا يستطيع
حمل كوباً من الشاي إلى فيه ,,, فعلاً كان المشهد
مبكي بالنسبة لنا .... اصبح بعدها أبي لا يقوى حتى
على فتح عينيه , لا يفرق بين القادم والذاهب ,,
في يوم من الأيام , وفي صباح أحد أيام الأسبوع
تجمعت النساء كعادتهن في بيتنا , ووالدتي تتردد
على أبي ومعه أخته الكبيرة ,, وبعد فترة خرجت
أمي من الغرفة لتبقى عمتي بمفردها مع أبي ,
وبعد مكوثها ما يقارب نصف ساعة ...
.
.
سمعنا بكائها الذي دخل مسامعنا بكل سهولة من
شدة الهدوء الذي كان يسود المكن ....
توفي والدي ذلك الصباح ,,,
توفي لتتغير ألوان الصباح الجميل إلى عتمة مظلمة
في عيني , توفي لتتغير كل معاني البراءة والطفولة
في نفسي ,, توفي لأشعر بعدها بمعنى أن تفقد عزيزاً
توفي لأرى المعمعة المعتادة عند وفاة عزيز ,,
لا أعرف ماذا أصنع ولا ماذا أقول ,, انصدمت
بمعنى الكلمة , أول غالٍ أفقده ,, ولكنه ليس الأخير ,,
توفي ابي وما زلنا خارج الغرفة ,,,,
وبدون شعور توجهت إلى الغرفة التي ينام فيها إلى الأبد ..
:
:
:
يتبع
كن صريحا معي ........... لا تجاملني |
|