مرحباً المرح الغامض ..
الأروع في موضوعك تلك النقلات بين نافذتين تطل بنا على هذا الرجل المسن وتلك النظرة المتكبرة من صاحب المال فجزيل الشكر على روعة التقديم لفكرة النقاش .
عموماً قبل التطرق إلى صلب موضوعك يجب أن ندرك شيئاً من كيفية اعتناء الإسلام بحقوق الإنسان ووضعه الأدوات المناسبة ليحافظ على كرامة الإنسان وعزة النفس .
في زمن عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه الذي يعتبر خامس الخلفاء الراشدين لم يجدوا من يعطوها الزكاة فمثل هذا المجتمع لن يضطر المرء ليذل نفسه في العمل - ليست العبرة في العمل فكل عمل شريف به عزة نفس ، لكن الخضوع والإنحناء يعني الإستجداء والذل من أجل الحصول على مبلغ زهيد في مجتمع لا يعرف سوى المادة .
مجتمع لا يعرف الزكاة ولا الصدقة وغابت به مفاهيم التكافل الإجتماعي والإخاء في الدين وكثيراً ما نرى مثل هذه الصور في المجتمعات الرأسمالية والإشتراكية وللأسف الشديد في مجتمعنا الإسلامي التي نخرت عظامه الأفكار العلمانية .
حتى الإسلام حارب التسول وليس فقط العمل الذي به مهانة لكرامة الإسلام بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( لأن يأخذ أحدكم حبلاً فيحتطب ـ خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه)
من هنا سأقف على :
النظرة الأولى :
داس على كرامة نفسه هذا المسن ربما من أجل أن يطعم صغاره أو زوجه ، وأيضا لكي ينافس أقرانه بمثل هذه العمل في مجتمع لا يوقر الشيخ الكبير ولا يرحم الطفل الصغير ، تحرك هذا المسن فكرة وهدف ربما أقدس من كرامة نفسه وهو كسب قوته وقوت من يعيلهم بعدما تقطعت به السبل ليعمل عملاً أفضل من هذا العمل .
النظرة الثانية :
مجتمع لا يعرف سوى المادة لن يرحم كبر سن أو صغر سن وإنما يدرك من يعيش فيه إن كسب ماله بذكائه وليس رزقاً من الله عز وجل ، مجتمع خالي من التكافل الاجتماعي ومن الزكاة والصدقة وبالتالي على كبر سن هذا الرجل أضطر أن ينحني تحت أحذية أصحاب المال ليلمعها ويحافظ على بريق تكبرهم .
جزيل الشكر لك أختي المرح الغامض على روعة موضوعك ، بارك الله فيك ..
 |
التعديل الأخير تم بواسطة البراء ; 24-08-2010 الساعة 02:56 PM.
|