ربما هو الحرص "الزائد" يا كحل العين من قبل الوالدين والأهل عموما ..
ويتحول هذا الحرض إلى خوف وهاجس يراودهم اتجاه ابنائهم !!
ولا اعتقد أن الوالدين يقصدون الضرر بفلذات أكبادهم التي تمشي على الأرض - كما يقال - !!
لأنه بصراحة (كل شي تلقايه ف هاذ الدنيا غير والديك اللي إذا غابوا عمرك ولا رايحة تلقايهم) !
ويكذب عليك الكاذب إذا تصيبي واحد يحبك ويعزك اكثر من والديك !!
لأنه ببساطة الكل يعطوك بمقابل (سواء كان معنوي او مادي) إلاّ الوالدين فيعطونك دون مقابل والأكثر من ذلك هم مستعدون للتضحية بحياتهم من اجلك أنت !!
حتى في مجال النجاح "الحياتي"، لا تجدين سوى الوالدين الذين يتمنيان أن تكوني احسن وافضل منهما !!
أقول هذا الحرص المؤسس على الخوف على الأبناء وعلى مصلحتهم يجعلهم يبسطون "الطابع الأبوي" على الأبناء..
بمعنى أنهم يفرضون عليهم أحيانا أساليب وخيارات حياتية وفق منطقهم ونظرتهك هم "كهيئة وصية " تمارس صلاحياتها على من هم تحت مسؤولياتهم!
في حين أن الأبناء يرون ذلك "تسلطا" و"تبعية" و"سلبا للإدارة الشخصية" والتي من المفروض تكون مستقلة عن إراداة وشخصية الآباء !!
ويشعر الإبن وكأنه شخص قاصر وأن شخصيته ذائبة ومحتواة في شخصية "الوصي/ الوالدين"..
طبعا هذا ما يؤدي إلى ما يسمى بـ "صراع الأجيال".. وهذا الصراع يتجسد في مشاكل عائلية والتي تؤدي بدورها إلى انحرافات خطيرة وعلى مستويات مختلفة !!
ولذلك لا بد من ان تكون التنشئة الاجتماعية سليمة وفي إطار العرف والشرع..
وخير اسلوب يتعامل به الاباء مع ابنائهم هو أسلوب الحوار والتفهم والتفاهم .
لأنه امر محزن حقا ان يشعر الأبناء يوما أن احلامهم وآمالهم وحتى شخصياتهم تتحطم على أسوار ديكتاتورية "الآباء" المبطنة بأثواب الحب والخوف والحرص على مصلحة الأبناء..