وصلنا مدينة بوتسن في حدود الساعة الخامسة مساءا . إتصلت فورا بعائلة الرحالة الدكتور ماكس رايش و بعد نصف ساعة أتى نجل الرحالة مع زوجته التي كانت تقود سيارتها و نقلونا إلى بيتهم .
كانت زوجة الرحالة الدكتور ماكس رايش موجودة فرحبت بنا ترحيبا حارا .

قدمت لأفراد العائلة الهدايا التي عملتها شخصيا و هدية ثمينة صممتها خصيصا للعائلة لتخليد إسم و ذكرى الرحالة ماكس رايش .
وقد سعد الجميع بهذه المبادرة المتواضعة وفرحت معهم ، ثم شرحت لهم خطتي وأهداف رحلتي .
إتفقت مع نجل الرحالة بأن ألتقط في الساعة الواحدة ظهراعدة صور في المتحف ، للسيارة التي كان يقودها أبوه الذي زار الدول العربية أعلاه .
كانت سيارته تحمل إسما عربيا : صديقي
كما كانت السيارة تحمل كتابة باللغتين الألمانية و العربية كالآتي :
ARABIEN AUTO-EXPEDITION
علماء ألمان يرحلون في البلاد العربية
و بعد ذلك عدنا إلى شقتنا .
و في صباح 6 مايس 2010 ركبنا بالحافلة أو الباص من أمام شقتنا و نزلنا في مركز المدينة في ساحة فالتر .
واتجهنا إلى دائرة الإستعلامات و حيث اشترينا تذاكر أو بطاقات للتنقل بالباصات و القطارات و العربة الكهربائية لايتنر و أستعمالها في الدخول إلى المتاحف من غير دفع أجور لمدة أسبوع .
URL=http://up.z7mh.com/]
[/url]
ثم ذهبنا إلى محطة العربة الكهربائية لايتنر و صعدنا بعد قطع مسافة 4 كيلومترات و نصف و مدة 12 دقيقة إرتفاع 1200 مترا عن مستوى سطح البحر .
كانت المدينة الثانية أوبر بوتسن جميلة جدا . و حال وصولنا ذهبنا أيضا إلى الإستعلامات و جمعنا المجلات و الخرائط و اشترينا كتابين عن هذه المنطقة الساحرة .
ثم عدنا بالمركبة الكهربائية إلى مدينة بوتسن . و ذهبنا إلى أحد الأسواق المختصة بالمواد الغذائية البيولوجية و اشترينا ما كنا نحتاجه للغداء .
و عندما وصلنا شقتنا الموجودة في وسط مزرعة للكروم والأعناب ، شاهدنا أن البط و الوز و الأرانب و الدجاج و غيرها تتحرك في المزرعة بقرب شقتنا و بيت العائلة ماجدلينا .
مراسيم دفن وتأبين بطة ماجدالينا
و بعد يومين سمعنا قصة عجيبة حدثت مع ماجدالينا عندما كانت تقود سيارتها إلى الخلف .
و لسوء حظها بأنها دهست إحدى بطاتها العزيزة عليها و على إبنتها و زوجها .
حزنت و بكت ماجدالينا لأنها دهست بطتها .
إتصل زوجها بأصدقاء له فحضر ما يقارب ستة أشخاص .
وضع زوج ماجدالينا البطة في كارتون كبير ، حمله بنفسه و حفر شخص آخر قبرا لها في أحد أطراف المزرعة .
و باختصار عملوا لبطة ماجدالينا مراسيم دفن عجيبة و غريبة .
كأن أحد الأشخاص يعزف لحن أغنية ألمانية قديمة لتأبين شهداء الحرب .
وهكذا غنى الجميع و ساروا إلى أن وصلوا قبر أو حفرة البطة و دفنوها . ثم رشوا عليها التراب و الطين .
.
وفي ظهر يوم السادس من مايس حضرت إلى المتحف في الساعة الواحدة إلا خمس دقائق
وبدأت بإلتقاط الصور المختلفة بكامرتين واستعمال الفلاش و حامل الكامرة الكبيرة الضخمة . وقد أنار المتحف نجل الرحالة بواسطة بروجكترات (مصابيح ) قوية .
كما قمت بالتقاط الصور لكافة السيارات و الموتورسايكلات التي كان يستخدمها الرحالة في رحلاته إلى أفريقيا ، مصر و ليبيا وتونس و المغرب مع زوجته و أيضا إلى إيران مع زوجته .
كما قمت بالتقاط صور رحلاته إلى الهند و أفغانستان و الصين و دول العالم الأخرى اثناء مدة إقامتي بعد الإنتهاء من تصوير صور و وثائق الدول العربية و الإسلامية .
ثم قمت بزيارة مكتبة الرحالة والتقطت لها عدة صور .
و في تمام الساعة السابعة حضرت زوجتي و ذهبنا جميعا إلى عائلة الرحالة النمساوي التي استضافتنا لتناول العشاء عندهم .
إستمتعت جدا بكلام السيدة زوجة الرحالة الجميل التي إمتدحت الشعوب العربية و الإسلامية التي تعرفت عليها و على طيبة أخلاقها واحترامها للضيوف .
قالت بنص العبارة بأني سعدت كثيرا بطيبة أهالي مصر و ليبيا في الصحراء و تونس والمغرب و حتى في إيران و أفغانستان ، لم نلقى منهم إلا الإحترام و الضيافة والكرم .
شكرتها على طيبتها و حسن ظنها بالشعوب الإسلامية ، وقلت لها لازالت شعوبنا الإسلامية والعربية طيبة و كريمة ، لكن سياسات الدول العظمى والصناعية من أجل مصالحها غيرت بعض المفاهيم في مجتمعاتنا .

إستفدت كثيرا من معلوماتها القيمة عن زوجها ورحلاته . وقد تحدثت إلينا بأنها ولدت إبنها وكان زوجها إما في الكويت أو في العراق ، فلم تخبره بذلك لأنها أرادت لزوجها أن يكمل كل رحلاته و يعود سالما إلى مدينة كوف شتان بالنمسا .
كا أخبرتني بأنها ألصق مئات الصور لرحلات زوجها على صفحات أوراق ألدفاتر الكبيرة الحجم بعد وفاة زوجها .
شكرتها على جهدها العظيم ، لكني قلت لها أن زوجك الكريم لم يذكر على كل صورة أين إلتقطت وما هو إسم المكان أو الشخص أو المدينة إلا نادرا .
ومن ضمن المئات من الصور عن زيارته للمملكة العربية السعودية وجدت عددا قليلا من الأسماء بقربها مثلا : الهفوف ، الرياض ، الظهران ، و صور لقاء الرحالة بالملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود و بولي العهد الأمير الملكي سعود بن عبد العزيز آل سعود الذي أهدى الرحالة ساعة ذهبية تحمل صورته كما أنه التقى بالأمير سعود بن عبد الله بن جلوي بن تركي
آل سعود ، رحمهم الله .
ألمانيا في 12 حزيران 2010