منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - &المفصل في & تاريخ العرب قبل الإسلام &&
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 25-04-2010   #16
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

ويذكر أهل الأخبار أن "النعمان بن المنذر" طلب "مالك بن نويرة"، وكان قد أراد استرضاءه، وهو من "بني يربوع"، فأبى، وهرب منه، وقال فيه شعراً يهجوه، منه: لن يذهب اللؤم تاج قد حُبيت به من الزبرجد والياقوت والذهب
ويدل ذلك على أن "النعمان" "كان يتوج رأسه بتاج، فيه ذهب وأحجار كريمة.
وكان "مالك بن نويرة اليربوعي" من "بني تميم"، لأن "بني يربوع" منهم، وقد لقب ب "الجفول". وهو شاعر شريف، وأحد فرسان بني يربوع ورجالهم، المعدودين في الجاهلية، ومن أرداف الملوك، أى ملوك الحيرة. وقد أدرك الرسول " فأسلم، وعينه على صدقات قومه فلما بلغه وفاة الرسول، أمسك الصدقة، وفرقها في قومه، وجفل إبل الصدقة، فسمي الجفول. قتله "ضرار ابن الأسود الأسدي" بأمر خالد بن الوليد.
وكان نصيب النعمان من يوم السلان كنصيبه من يوم الطخفة، وسبب وقوع هذا اليوم هو أن بني عامر بن صعصعة، وكانوا حمساً لق*********ً متشددين في دينهم لا يدينون للملوك، تعرضوا للطيمة كان الملك النعمان بنَ المنذر يريد ارسالها إلى عكاظ لبيعها في السوق. وكان من عادته ارسال لطيمة إلى عكاظ كل عام لتباع هناك. فلما بلغ النعمان الخبر، غضب فبعث أخيه لأمه،





وهو "وبرة بن رومانس الكلبي"، والى صنائعه وهم من مكان يصطنعه من العرب ليغزو بهم، والوضائع وهم الذين كانوا شبه سادة القبائل، وأرسل إلى بني ضبّة بن أد وغيرهم من الرباب وتميم فجمعهم، فأجابوه، وأتاه ضرار بن عمرو الضبي في تسعة من بنيه كلهم فوارس ومعه خبيش بن دلف، فاجتمعا كلهم في جيش عظيم. وأرسل النعمان معهم تجارة، وأمرهم ألا يتحرشوا ببني عامر الا بعد الانتهاء من عكاظ ومن الأشهر الحرم. فلما انتهوا من عكاظ، أحست قريش بنيّات جماعة النعمان، فأخبروا بني عامر وحذروهم فاسعتدوا للقتال. فلما وصل أصحاب النعمان اليهم، قاتلوهم عند موضع السلاّن، وهو موضع قريشا من منازل عامر، وتغلبوا عليهم، وأرروا وبرهّ بن رومانس الكلبي وعدداً من رؤساء القوم، وانهزمت جماعة النعمان، ورضي عندئذ من حملته هذه بدفع دية أخيه وبرة ودية عدد من الرؤساء.
ويذكر بعض أهل الأخبار إن الذي أعلم "بني عامر" بعزم الملك النعمان على الانتقام منهم، هو وجيه مكة وثريها: عبد الله بن دعان.
وكان الذي اسر وبرة "يزيد بن عمرو بن خويلد إلصعق"، وقد أبقى "يريد" "وبرة" لديه حتى افتدى نفسه منه، أي من يزيد بن الصعق بألف بعير وفرس. فاستغنى يزيد. فلما أسر "وبرة"، ثبت جيشه "ضرار بن عمرو الضبي"، فقام بأمر الناس، ولكنه وقع في الأسر، ثم وقع رجل آخر من كبار الجيش في الأسر، وهو " حبيش بن دلف"، الذي افتدى نفسه بأربع مئة بعير، وهزم جيش النعمان.







وقد تعرضت لطيمة النعمان مرة أخرى إلى النهب حينما وكل أمر حمايتها إلى رجل من هوازن، فتربص بها رجل خليع معروف اسمه "البراض بن قيس بن رافع" من بني ضمرة بن بكر ين عبد مناة بن كنانة، فقتل حامي القافلة وساق الركاب. وكان من عادة النعمان أن يشتري بثمن اللطيمة الأدم والحرير والوكاء والحذاء والبرود من العصب والوشى والمسير والعدني من سوق عكاط.
وذكرت احدى الروايات إن الذي كان يجيز لطيمة النعمان له هو "سيد مضر" ولم تذكر اسم سيد مضر اذ ذاك.
وورد إن "البراض" وهو "رافع بن قيس" كان من فتاك الجاهلية المعروفين. وكان حالف بني سهم من قريش، فعدا على رجل من هذيل فقتله، فخلعه بنو سهم، ثم جاء إلى "حرب بن أمية" فحالفه، فعدا على رجل من خزاعة فقتله وهرب إلى اليمن، ثم جاء مكة بعد سنة، فاذا الهُذَليوّن والخزاعيون يطلبونه وقد خلع، فلحق بالحيرة، فوافق وفود العرب بالحيرة عنده. فأقام يطلب الاذن معهم، فلم يصل إليه حتى خرج النعمان فجلس للناس بالحيرة وكانت لطائمه التي توافي سوق الموسم اذا دخلت تهامة لم تهج، حتى قتل النعمان أخا بلعاء بن قيس الكناني، فجعل "بلعاء" يعترض لطائمه فينتهبها.




فخاف النعمان على لطيمته، فقال يومئذ: من يجير هذه العير? فقال البراض: أنا أجيرها لك. فقال الرحال عروة بن عتبة بن جعفر بن كلاب: أنا أيها الملك أجيرها لك من الحيين كليهما، وسخر من الرحال وازدراه. فدفع النعمان اللطيمة إلى عروة الرحال.
ويذكر أهل الأخبار انه كان للنعان بن المنذر أخ من الرضاعة يقال له "سعد القرقرة" من أهل "هجر" كان من أضحك الناس وأبطلهم، وكان يضحك النعمان ويعجبه. وذكر إن أناساً من البطالين المضحكين كانوأ يأتونه لإضحاكه ولنيل جوائزه. وذكروا منهم "ألعيار بن عبد الله اتضبي". كان بطالاً، يقول الشعر، ويضحك الملوك.
وقد كان النعمان بن المنذر مثل عمرو بن هند محباً للشعر والشعراء، والخطب والخطابه، وقد جعله الأخباريون من خير خطباء زمانه، كالذي يظهر من كلامه مع كسرى،َ وقد ذكر انه قال له في مجلس كان حافل بوفود الروم والهند والصين، اجتمعوا عند كسرىَ. كما نسب إليه وفد ضم أكثم بن صيفي وحاجب ابن زرارة التميمي، والحارث بن عباد وقيس بن مسعود البكريين، وخالد بن جعفر وعلقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل العامريين، وعمرو بن الشريد السلمي وعمرو بم معد يكرب الزبيدي والحارث بن ضالم إلمرّي، وكانوا خيرة من عرف بالخطابة وحسن الكلام في تلك الأيام.








وروى الأخباريون شعراً من الشعر الذي قاله أصحابه في حضرة النعمان أو في مدحه وفي مدح آل لخم، كما رووا شعراً في هجائه، ورووا بعض ما قيل في حضرته من حديث وبعض ما صادفه الشعراء حين كانوا يقصدونه لنيل ما يبتغون مثل حديث حسان بن ثابت الشاعر المخضرم المعروف فقد زاره ومدحه غير أن هواه كان إلى الغساسنة أكثر منه إلى آل لخم. فقد كان يفتخر بهم، ويسامي الناس بهم، وينال جوائزهم حتى وإن لم يكن عندهم. يرسلونها إليه إن لم يكن في استطاعته أن يشخص إليه.
وقد جاء في شعر "حسان بن ثابت" أنه زار ابن سلمى"، أي "النعمان بن المننر"، وأنه أكرمه وقدره وحباه، وتكلم اليه في جماعة من قومه، كانوا في سجنه مقيدين مكبلين بالسلاسل حتى صفح عنهم، وأطلق لهم حريتهم، وهم أبي ونعمان وعمرو ووافد، وهم جماعة من أهل يثرب، كانوا قد حبسوا في سجن "النعمان". فأما "أبي"، فهو "أبي بن كعب بن قيس بن معاوية" من "بني النجار". وأما "نعمان"، فإنه "نعمان بن مالك بن قوقل ابن عوف بن عمرو"، وأما "وافد"، فإنه "وافد بن عمرو بن الاطنابة ابن عامر" من الخزرج. ولم يذكر "حسان" سبب حبس "النعمان" لهم، ووضعهم في السجن مكبلين بالحديد، مقفولاً عليهم.
وقد ذهب "نولدكه" إلى احتمال كون "ابن سلمى" أميراً من أمراء الغساسنة، كما ذهب إلى أن "أبي " الذي كَان في جملة المحكومين هو "أبي ابن ثابت" وهو شقيق حسّان.




ويظهر من كلام أهل الأخبار أن النابغة الذبياني كان من أكثر الشعراء صلة بالنعمان. وفي الشعر الذي يرويه الأخباريون عنه وينسبون قوله إليه، شيء كثير من المناسبات التي وقعت بين الملك وبين هذا الشاعر، وقد استاء خصوم النابغة من قربه من النعمان، ونيله جوائزه وألطافه، فسعوا به إليه حتى غضب عليه، وهَم بقتله، ولم ينجه من القتل إلا هربه من ال جفنة ملوك عرب الشام، فبقي في كنفهم مدة، ثم عاوده الحنين إلى صاحبه وحاميه القديم النعمان، فاعتذر إليه، وتنصل من التهم التي ألصقها خصومه به، وعاد يأخذ جوائزه ونعمه كما كان.
وذكر إن النعمان بن المنذر كان يكرم "النابغة" ويحبوه دوماً، أمر له مرة بمائة ناقة بريشها من نوق عصافيره، المعروفة بهجائن النعمان، وجام وآنية من فضة، وكانوا اذا حبا الملك بعضهم بنوق يغمزون في أسنمتها ريش النعام ليعلم إنها حباء الملك. ذكرَ "حسان بن ثابتً" انه وفد على النعمان بن المنذر فمدحه وأجازه الملك على مدحه وأكرمه. وبينا هو جالس عنده ذات يوم، اذا بالنابغة يدخل قبة الملك، وكان يوم ترد فيه النعم السود، ولم يكن بأرض العرب بعير أسود الا له، فأنشده كلمته التي يقول فيها: كانك شمس والملوك كواكب إذا طلعت لم يبدُ منهن كوكب
فدقع إليه مائة ناقة من الإبل السود، فيها رعاؤها، فما حسدت أحداً حسدي النابغة، لما رأيت من جزيل عطيته وسمعت من فضل شعره.






ويذكر المسعودي إن النابغة دخل على النعمان يوماً، وكان عنده نديمه خالد بن جعفر الكلابي، وكان ممن يعطف على النابغة، فمدح النعمان بشعر، " فتهلل وجه النعمان بالسرور، ثم أمر فحشي فوه جوهراً، ثم قال: بمثل هذا فلتمدح الملوك".
وتذكر رواية أخرى إن النابغة لما سأل حاجب النعمان الاستئذان للد********* عليه:
قال له الحاجب: الملك على شرابه. ولما سأله: من عنده ? قال: خالد بن جعفر بن كلاب! فتوسل إليه بأن يبلغه تحية النابغة، وأن يسهل له الد********* على الملك، ففعل وأمر النعمان حاجبه بادخاله عليه. فلما دخل، سلم عليه وحياه بتحية الملك، وجلس وهو يقول: "أيها المك. أيفاخرك صاحب غسان ? فوالله لقَفَاك أحسن من وجهه، ولشمِالك أجود من يمينه، ولأمك خير من أبيه ولغدك أسعد من يومه. فضحك النعمان. ثم قال لخالد: من يلومني على حب النابغة ? ألك حاجة ? قال: نعم. فقضى حوائجه بأسرها، وأحسن جائزته، فانصرف داعياً له".
ويذكر الأخباريون إن آخر مرة اتصل بها النابغة بالنعمان كانت في أثناء مرض الملك النعمان. وكان النابغة هارباً آنذاك على أثر الوشاية به. فلما سمع النابغة بمرضه آثر السفر إليه، والاعتذار منه. فلما وصل الحيرة، كان الملك لا زال مريضاً، شديد المرض.





وقد حمل سريره على العادة المتبعة عند مرض الملوك مرضاً شديدآَ، يشرف فيه علما الموت. فاستأذن للنابغة في الد********* عليه وأنشاده ما نظمه في مدحه فسمح له بالد*********. وأنعم النعمان بالنعم عليه. وهناك روايات تذكر انه عاد إليه قبل هذا الحادث، فقبل عذره وعفا عنه.
وفي جملة من كان له شرف الاتصال بالنعمان، وبنيل هباته وجوائزه من الشعراء: المنخل اليشكرين والمثقب العبدي، والاسود بن يعفر، وحاتم الطائي وامثال هؤلاء.
أختاه هند ومارية الى الد********* في هذا الدين. وهذه رواية النساطرة في كيفية تنصر النعمان.
أما الأخباريون فينسبون تنصره الى تأثير عدي بن زيد عليه. وهم يروون أنه خرج ذات يوم راكباً ومعه عدي بن زيد، فوقف بظهر الحيرة على مقابر مما يلي النهر، فقال له عدي بن زيد: أبيت اللعن، أتدري ما تقول هذه المقابر? قال: لا ! قال: إنها تقول: أيها الراكب المخبـوّن على الأرض المجدّون
مثل ما أنتـم حـيينـا وكما نحن تكـونـون
ثم قال: ربّ ركب قد أناخوا حولنـا يشربون الخمر بالماء الزلال






ثم أضحوا لعب الدهر بهـم وكذاك الدهر حالاً بعد حال
فأثر هذا القول - على حد قول الأخباريين - في نفس النعمان، وارعوى، وتنصر.
وقد كان تنصر "النعمان" في حوالي سنة "593م" تقريباً، وصار يعد نفسه من حماة المذهب النسطوري الذي انتشر في العراق، كما صارت الحيرة من معاقل هذا المذهب أيضاً لد********* أناس من أصحاب الجاه والسلطان فيه. ومن الحيرة خرج "سرجيوس" "Sergios" في أواسط القرن السادس، فذهب إلى اليمن، إلى نجران، حيث قام بالتبشير هناك، مدة ثلاث سنوات حتى وافته منيته بعد ثلاث سنين.
وينسب إلى النعمان أبو قابوس دير اللج، وقد دعي بي "دير اللجة" في "تأريخ سعرت"، ونسبه الى اللجة ابنة النعمان. وذكر إن في هذا الدير قبر "مار آبا الكبير" الجاثليق.
وينسب أهل الأخبار "شقائق النعمان" إلى "النعمان بن المنذر" فيقولون: "وكان خرج إلى الظهر وقد اعتم نبته من بين أحمر وأخضر وأصفر، واذا فيه من هذه الشقائق شيء كبير، فقال: ما أحسنها ! احموها. فحموها فسميت: شقائق النعمان".







وذكر إن النعمان كان يعتني بتربية الخيل والإبل والماشية، فكان يشتري خير فصائلها ويحميها لنفسه، ولا يسمح لأحد بالحصول عليها أو تلقيح نعمهم أو خيولهم منها الا باذنه. وقد اشتهرت اليحموم والدُّفوف من جملة خيوله.
وبينما نقرأ في شعر لمالك بن نويرة اليربرعي، إن تاج النعمان بن المنذر كان من ذهب وزبرجد. وياقوت، نرى "المعري" يشير إلى انه كان خرزات، ولم يكن كتاج المنذر. وخرزات الملك: جواهر تاجه.
ونجد في كتب الأخبار والأدب، إن وفود العرب كانت تفد على "النعمان ابن المنذر"، فيكرمها ويحبوها، ويقضي حوائجها. وكان يتخذ للوفود عند انصرافها مجلساً يطعمون فيه معه ويشربون. وقد يتفاخر رؤساء الوفود بعضهم على بعض، فيحكمونه في أيهم أفضل، وقد تتحول تلك المفاخرات إلى مخاصمات ومهاترات بسبب ترجيح الملك رئيساً على آخر.






ونسب حمزة إلى النعمان اربع بنات، هن: هند، وحرقة، وحريقة، وعنفقير. وهند هي البنت الوحيدة التي نعرف عنها شيئاً من بنات النعمان، وقد ورد في بعض الروايات أنها لم تكن بنت النعمان، بل كانت أخته. وذكر أيضاً أن والدها النعمان زوّجها من عدي. وقد عاشت حتى أدركت الإسلام، وكانت مترهبة، فلم تقبل الد********* فيه. ولما ماتت دفنت في ديرهما إلى جانب قبر أبيها النعمان. وقد بقي الدير والقبران معروفين مدة طويلة في الإسلام.
ويذكر، أن "الحرقة" "حرقة" رأت الدنيا كيف أدبرت عن أهلها،ونظرت في حالها بعد هلاك أبيها فقالت: فبينا نسوسَ الناس، والأمر أمرنا إذا نحن فيهم سوقة نَتَنَـصَّـفُ
فأفٍ لدنيا لا يدوم نـعـيمـهـا تَقلب تاراتٍ بنـا وتَـصَـرفُ
و"السوقهَ" هَم العامة وسواد الناس.
وقد ذكر المسعودي هذه الأبيات،وقال إنها قالتها ل "سعد بن أبي وقاص" بوم أتته في جماعة من قومها، وقد قال إنها كانت "اذا خرجت الى بيعتها، يفرش لها طريقها بالحرير والديباح مغشى بالخرز والوشي، ثم تقبل في جواريها حتى تصل إلى بيعتها وترجع إلى منزلها. فلما هلك النعمان لفها الزمان فأنزلها من الرفعة إلى الذلة". وقد سماها "خرقاء بنت النعمان بن المنذر" ولعله قصد "حرقاء" أو "حُرَقة"، فحرف النساخ الكلمة وصيرّها "خرقاء".






وكانت للنعمان جملة نساء، منهن: زينب بنت أوس بن حارثة، وفرعة بنت سعد بن حارثة بن لأم، وقد ولدت له ولداً وبنتاً، وكانت عنده لما طلبه كسرى، وصار يتجول بين القبائل ليمنعوه. ومارية الكندية، وهي أم هند التي تزوجها عدي بن زيد.
ويذكر "ابن قتيبة" انه كانت للنعمان دار في الحيرة عرفت ب "الزوراء". وقد بقيت قائمة الى ايام أبي جعفر المنصور، فأمر بهدمها، ولم يذكر السبب الذي حمله على ذلك. وقد ذكرها "النابغة" فقال: بزوراء في أكنافها المسك كارعُ
وذكر إن في جملة وزراء النعمان عمرو بن بقيلة والد عبد المسيح،وهو صاحب قصر بني بقيلة بالحيرة. وكان عبد المسيح في جملة من اشترك في المفاوضات مع خالد بن الوليد لعقد الصلح وتسليم الحيرة، وله دير بناه في ظاهر الحيرة. في موضع يقال له الجرعة،عرف ب "دير الجرعة" و ب "دير عبد المسيح". وقد ورد ذكر زوجة من زوجات "النعمان بن المنذر" في كتب الأدب، هي "المتجردة". ويظهر أن "جلم بن عمرو"، كان قد تعرض لها، فبلغ أمره "النعمان" فحمله على أن يركب فرسه "اليحموم"، فأرداه. وقد وصفها "النابغة" في "الدالية" المنسوبة إليه. وسمع "النعمان" بالقصيدة كما يذكر أهل الأخبار، بدسّ حساد النابغة القصيدة والأشعار الأخرى إلى النعمان، فانزعج منها. ولما بلغ "النابغة" الخبر، فرّ إلى الغساسنة لينجو بنفسه من عقابه. وكان النعمان متيماً ب "المتجردة" وللشعراء فيها قصائد مشهورات.




ويذكر أهل الأخبار أن سيفاً من سيوف "النعمان ين المنذر" جيء به إلى الخليفة "عمر"، فأعطاه "جبير بن مطعم".
أما عدي بن زيد، فهو من العباديين، اي من نصارى الحيرة. وأما والده فهو زيد بن حماد "حماز" بن زيد بن أيوب بن محروف بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم، فهو تميمي الأصل. وكان لزيد ثلاثة أولاد هم: عدي هذا الذي تحدثنا عنه، وعمار "حمار" "حماد" واسمه أُبي وكان مع كسرى وعمرو واسمه سميّ، ولهم أخ من أمهم يدعى بن حنظلة، وهو من "طيء".
وكان أيوب جد عدي من أهل اليمامة على رواية الاخباريين، كان يقيم في بني امرئ القيس بن زيد مناة، ولكنه اضطر إلى ترك اليمامة والهجرة الى الحيرة لإصابته دماً، فخاف على نفسه من القتل، والتجأ إلى أوس بن قلام، وكان بينه وبين أوس نسب في النساء. فلما قدم أيوب الحيرة، نزل في دار أوس، وأقام عنده أمداً. ثم أقام في دار أخرى بعد أن حباه أوس وأكرمه، وصار له شأن في البلد ومقام. فاتصل بالملوك وتقرب اليهم وغدا من علية القوم.
وصار لزيد بن أيوب شأن يذكر في البلد، وتزوّج امرأة من آل قلام ولدت






له ولداً دعاه حمّاداً. وبينما كان زيد يتصيد في البادية، اصطاده رجل من بني امرئ القيس، فقتله بسهم أخذاً لثأر قومه من أبيه أيوب. وعلم حمّاد "حماز" الكتابة والقراءة، فكان أول من كتب من بني أيوب في رواية الأخباريين، وغدا من أكتب الناس في الحيرة، ولذلك اختير كاتباً لملك الحيرة، واتصل بكبار الفرس ومنهم. "فروخ ماهان" الذي تكفل زيد بن حماد بعد وفاته، وربّاه مع أبنائه. ثم أوصله إلى كسرى أنو شروان فجعله على البريد، لما تبين له من ذكاء زيد وقدرته في العربية والفارسية. وهي وظيفة لم تكن تعلى لغير أبناء الفرس.
وتزوّج زيد امرأة من طيء ولدت له عدياً، وقد ربي هذا تربية طيبة، فأرسل إلى الكتاب، فلما حذق ومهر فنه بالعربية، أرسل إلى كتاب الفارسية، فتعلم مع أولاد المرازبة ومنهم شاهان مرد الفارسية حتى صار من الحاذقين بها العارفين بفنونها، ثم تعلم الرماية ولعب الصولجان، واتصل بكبار الفرس. وقد ساعده مركزه هذا على التقرب من آل لخم. والى "زيد بن حمّاد" أوكل تدبير شؤون ملك الحيرة بعد سياحة النعمان على رواية بعض الأخباريين إلى أن انتقل الملك إلى المنذر بن ماء السماء.





وقرب عدياً إلى كسرى أنو شروان المرزبان فروخ ماهان، فعهد إليه الكتابة بالعربية. فتولاها وصار له شأن يذكر عند الفرس، كما صار له مركز خطير في قصور آل لخم. ولما توفي كسرى أنو شروان، وملك هرمز ابنه، أرسل عدياً إلى قيصر الروم "طيباريوس" "طبريوس" بمهمة سياسية، فاظهر لباقة وحنكة وحكمة، مما جعل القيصر يحترمه، فأكرمه، وحباه، وأراه أطراف مملكته، وذهب إلى دمشق، وأقام فيها أمداً، وهو على صلات حسنة بالروم، وفي أثناء اقامته بالشام، أراد أهل الحيرة قتل المنذر والخروج عليه، لظلمه وأخذه أموالهم بغير حق. فلما علم بذلك المنذر، طلب من زيد والد عدي أن يتولى هو الأمر، وفرح الناس على ما يذكره الرواة بهذا القرار، فجاؤوه يحيونه بتحية الملك، ولكنه أبى أن يسمى ملكاً، ورضي بالحكم بغير هذا الاسم، وسر المنذر بهذا الحل، ورضي به. وبقي في هذا المركز إلى إن هلك، وابنه بعيد عنه في دمشق.
فلما جاء عدي من الشام، لم ينس المنذر فضل أبيه عليه، وانقاذه الملك بهذا الحل، وسلمه ما كان قد تركه أبوه، واستقبله استقبالاً عظيماً حينما قدم الحيرة قادماً من المدائن بعد زيارته لكسرى لتقديم هدية القيصر إليه.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل