<<< تابع..
أولاً : محمد أسعد اليساري ؟
هل سمعت بها الاسم من قبل ؟
إنــه نابغة الخط الشهير في عصر الخلافة العثمانيــة ؟
إنْ كنتَ لا تعرفه فأرعني جميع حواسك لأخذ العبر من سيرته باختصار .
وُلد محمد في استانبول ، مشلول الجانب الأيمن وجانبه الأيسر مصاب بالرعشــة ، ضعيف الجثة ضئيل الحجم لا يستطيع النهوض من مكانه ، وصفوه بأنه (( عبرة القدر )) !
وَجَـدَ أنه لابد أن يقوم بعملٍ يناسب طبيعته فذهب الى الإستاذ المعروف ولي الدين أفندي أستاذ فن الخط ليتعلم فن الخط منه ، وعندما نظر الإستاذ الى حاله لم يتوسم به خيراً فرفض طلبه ، فلم ييأس محمد بل توجه الى أستاذ آخر وبدأ يحضر الدروس ويتعلم بجد ومثابرة عجيبة وبعد أسبوع واحد فقط ؟
كان قد نال الإجازة من الإستاذ و قد أَوْقع الإستاذ والطلبة في حيرة بليغة جداً ، من عُلُوِّ مستواه رغم مرضه ، فأُقيم حفل كبير بهذه المناسبة وكان من ضمن الحضور الإستاذ ولي الدين أفندي ، الذي قال عندما رأى خطه : كنتُ سأحظى بهذا الشرف لو كنتُ معلمه ولكن وا أسفاه لقد ضاع من يدي !
وقال في مناسبة أخرى : لقد أرسل الله هذا الرجل ليحطم به أنوفنا !
المهم أنَّ اليساري ذلك المشلول الذي يكتب بيساره والذي كان يُحمل بدنه في سلة إذا انتقل من مكان الى آخر ، أصبح فيما بعد معلم الخط في البلاط العثماني وصاحب قلم الخليفة والتعليق على كتبه ، بعد أن فتح طريقاً جديداً في خط التعليق الفارسي .
وإذا كانت النفوسُ كباراً .. تَـعِـبَـتْ في مرادها الأجسامُ
>>> يتبع
|