تحية عطرة
سورة يونس
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى {أَكانَ لِلناسِ عَجَباً أَن أَوحَينا إِلى رَجُلٍ مِّنهُم أَن أَنذِرِ الناسَ} الآية ( 2 ) . قال ابن عباس: لما بعث الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً أنكرت الكفار وقالوا: الله أعظم من أن يكون رسوله بشراً مثل محمد فأنزل الله تعالى هذه الآية.
قوله تعالى {وَإِذا تُتلى عَلَيهُم آَياتُنا بَيِّناتٍ قالَ الَّذينَ لا يَرجونَ لِقاءَنا} الآية ( 15 ) . قال مجاهد: نزلت في مشركي مكة. قال مقاتل: وهم خمسة نفر عبد الله بن أبي أمية المخزومي والوليد بن المغيرة ومكرز بن حفص وعمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري والعاص بن عامر قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ائت بقرآن ليس فيه ترك عبادة اللات والعزى. وقال الكلبي: نزلت في المستهزئين قالوا: يا محمد ائت بقرآن غير هذا فيه ما نسألك.
ّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّ*****
سورة هود
بسم الله الحمن الرحيم
قوله تعالى {أَلا إِنَّهُم يَثنونَ صُدورَهُم} الآية ( 5 ) .
نزلت في الأخنس بن شريق وكان رجلاً حلو الكلام حلو المنظر يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يحب ويطوي بقلبه ما يكره. وقال الكلبي: كان يجالس النبي صلى الله عليه وسلم يظهر له أمراً يسره ويضمر في قلبه خلاف ما يظهر فأنزل الله تعالى {أَلا إِنَّهُم يَثنونَ صُدورَهُم} يقول يكنون ما في صدورهم من العداوة لمحمد صلى الله عليه وسلم.
قوله تعالى {وَأَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ} الآية ( 114 ) . حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن إبراهيم عن علقمة والأسود عن عبد الله قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن عالجت امرأة في أقصى المدينة وإني أصبت منها ما دون أن آتيها وأنا هذا فاقض في ما شئت قال: فقال عمر: لقد سترك الله لو سترت نفسك فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فانطلق الرجل فأتبعه رجلاً ودعاه فتلا عليه هذه الآية فقال رجل: يا رسول الله هذا له خاصة قال: لا بل للناس كافة. رواه مسلم عن يحيى. ورواه البخاري من طريق يزيد بن وأخبرنا عمر بن أبي عمر أخبرنا محمد بن مكي أخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا محمد بن إسماعيل حدثنا بشر بن يزيد بن زريع قال: حدثنا سليمان التميمي عن أبي عثمان النهدي عن ابن مسعود أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فأنزل الله تعالى هذه الآية {أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ} إلى آخر الآية فقال الرجل: ألي هذه قال: لمن عمل بها من أمتي.
حدثنا سويد قال: أخبرنا عثمان بن مؤمن عن موسى بن طلحة عن أبي اليسر بن عمرو قال: أتتني امرأة وزوجها بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في بعث فقالت بعني بدرهم تمراً قال: فأعجبتني فقلت: إن في البيت تمراً هو أطيب من هذا فالحقيني فغمزتها وقبلتها فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصت عليه الأمر فقال: خنت رجلاً غازياً في سبيل الله في أهله بهذا وأطرق عني فظننت أني من أهل النار وأن الله لا يغفر لي أبداً وأنزل الله تعالى {أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ} الآية.
فأرسل إلي النبي صلى الله عليه وسلم فتلاها علي.
حدثنا علي بن يزيد عن يوسف بن ماهان عن ابن عباس أن رجلاً أتى عمر فقال: إن امرأة جاءتني تبايعني فأدخلتها الدولج فأصبت منها كل شيء إلا الجماع فقال: ويحك لعلها مغيب في سبيل الله قلت: أجل قال: ائت أبا بكر فقال ما قال لعمر ورد عليه مثل ذلك وقال: ائت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مثل ما قال لأبي بكر وعمر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعلها مغيب في سبيل الله فقال: نعم فسكت عنه ونزل القرآن {أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيَ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ} فقال الرجل: ألي خاصة يا رسول الله أم للناس عامة فضرب عمر صدره وقال: لا ولا نعمة عين ولكن للناس عامة فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: صدق عمر.
حدثنا جرير عن عبد الملك بن عمير عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن معاذ بن جبل أنه كان قاعداً عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال: يا رسول الله ما تقول في رجل أصاب من امرأة لا تحل له فلم يدع شيئاً يصيبه الرجل من امرأته إلا قد أصابه منها إلا أنه لم يجامعها فقال: توضأ وضوءاً حسناً ثم قم فصل قال: فأنزل الله تعالى هذه الآية {أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ} إلى آخرها فقال معاذ بن جبل: أهي له أم للمسلمين عامة فقال: بل هي للمسلمين عامة.
حدثنا سفيان الثوري عن سماك بن حرب عن إبراهيم عن عبد الرحمن بن سويد عن ابن مسعود أنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أصبت من امرأة غير أني لم آتها فأنزل الله تعالى {أَقِمِ الصَلاةَ طَرَفَيِ النَهارِ وَزُلَفاً مِّنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَيِّئاتِ}.
*****
سورة يوسف
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى {نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ} الآية ( 3 ).
أخبرنا عبد القاهر بن طاهر قال: أخبرنا أبو عمرو بن مطر قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن الحسن القاص قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي قال: حدثنا عمرو بن محمد القرشي قال: حدثنا خلاد بن مسلم الصفار عن عمرو بن قيس الملائي عن عمرو بن مرة عن مصعب بن سعد عن أبيه سعد بن أبي وقاص في قوله عز وجل {نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ} قال: أنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فتلاه عليهم زماناً فقالوا: يا رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى {الَرَ تِلكَ آَياتُ الكِتابِ المُبينِ} إلى قوله {نَحنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ} الآية فتلاه عليهم زماناً فقالوا: يا رسول الله لو حدثتنا فأنزل الله تعالى {اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ كِتاباً مُّتَشابِهاً} قال: كل ذلك ليؤمنوا بالقرآن.
رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه عن أبي بكر العنبري عن محمد بن عبد السلام عن إسحاق بن إبراهيم.
وقال عون بن عبد الله: مل أصحاب رسول الله ملة فقالوا: يا رسول الله حدثنا فأنزل الله تعالى {اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الحَديثِ} الآية قال: ثم إنهم ملوا ملة أخرى فقالوا: يا رسول الله فوق الحديث ودون القرآن يعنون القصص فأنزل الله تعالى {نَحنُ نَقُّصُّ عَلَيكَ أَحسَنَ القَصَصِ} فأرادوا الحديث فدلهم على أحسن الحديث وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص.
*****
سورة الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى {وَيُرسِلُ الصَواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ} الآية ( 13 )
حدثنا علي بن أبي سارة الشيباني قال: حدثنا ثابت عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً مرة إلى رجل من فراعنة العرب فقال: اذهب فادعه لي فقال: يا رسول الله إنه أعتى من ذلك قال: اذهب فادعه لي قال: فذهب إليه فقال: يدعوك رسول الله قال وما الله أمن ذهب هو أو من فضة أو من نحاس قال: فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره وقال: وقد أخبرتك أنه أعتى من ذلك فقال لي كذا وكذا فقال: ارجع إليه الثانية فادعه فرجع إليه فعاد عليه مثل الكلام الأول فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال: ارجع إليه فرجع الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه فأنزل الله تعالى {وَيُرسِلُ الصَواعِقَ فَيُصيبُ بِها مَن يَشاءُ وَهُم يُجادِلونَ في اللهِ وَهوَ شَديدُ المِحالِ}.
وقال ابن عباس في رواية أبي صالح وابن جريج وابن زيد: نزلت هذه الآية والتي قبلها في عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة وذلك أنهما أقبلا يريدا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله هذا عامر بن طفيل قد أقبل نحوك فقال دعه فإن يرد الله به خيراً يهده فأقبل حتى قام عليه فقال: يا محمد ما لي إن أسلمت قال: لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم قال: تجعل لي الأمر بعدك قال لا ليس ذلك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء قال: فتجعلني على الوبر وأنت على المدر قال: لا قال: فماذا تجعل لي قال: أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها قال: أوليس ذلك إلي اليوم وكان أوصى أربد بن ربيعة إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف فجعل يخاصم رسول الله صلى الله عليه وسلم ويراجعه فدار أربد خلف النبي صلى الله عليه وسلم ليضربه فاخترط من سيفه شبراً ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله وجعل عامر يومئ إليه فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأى أربد وما يصنع بسيفه فقال: اللهم اكفنيهما بما شئت فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته وولى عامر هارباً وقال: يا محمد دعوت ربك فقتل أربد والله لأملأنها عليك خيلاً جرداً وفتياناً مرداً فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يمنعك الله تعالى من ذلك وابنا قيلة يريد الأوس والخزرج فنزل عامر بيت امرأة سلولية فلما أصبح ضم عليه سلاحه فخرج وهو يقول: واللات لئن أصحر محمد إلي وصاحبه يعني ملك الموت لأنفذنهما برمحي فلما رأى الله تعالى ذلك منه أرسل ملكاً فلطمه بجناحيه فأذراه في التراب وخرجت على ركبته غدة في الوقت كغدة البعير فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول: غدة كغدة البعير وموت في بيت السلولية ثم مات على ظهر فرسه وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة {سَواءٌ مِّنكُم من أَسَرَّ القَولَ وَمَن جَهَرَ بِهِ} الآية ( 10 ) حتى بلغ {وَما دُعاءُ الكافِرينَ إِلّا في ضَلالٍ} الآية ( 14 ) .
قوله تعالى {وَهُم يَكفُرونَ بِالرَحمَنِ} الآية ( 30 )
قال أهل التفسير: نزلت في صلح الحديبية حين أرادوا كتاب الصلح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اكتب بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم فقال سهيل بن عمرو والمشركون: ما نعرف الرحمن إلا صاحب اليمامة يعنون مسيلمة الكذاب اكتب باسمك اللهم وهكذا كانت الجاهلية يكتبون فأنزل الله تعالى فيهم هذه الآية.
وقال ابن عباس في رواية الضحاك: نزلت في كفار قريش حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: اسجدوا للرحمن قالوا: وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا الآية.
فأنزل الله تعالى هذه الآية وقال: قل لهم إن الرحمن الذي أنكرتم معرفته هو ربي لا إله إلا هو.
قوله تعالى {وَلَو أَنَّ قُرآَناً سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ} الآية ( 31 ).
حدثنا خلف بن تميم عن عبد الجبار بن عمر الأبلى عن عبد الله بن عطاء عن جدته أم عطاء مولاة الزبير قالت: سمعت الزبير بن العوام يقول: قالت قريش للنبي صلى الله عليه وسلم: تزعم أنك نبي يوحى إليك وأن سليمان سخر له الريح وأن موسى سخر له البحر وأن عيسى كان يحيي الموتى فادع الله تعالى أن يسير عنا هذه الجبال ويفجر لنا في الأرض أنهاراً فنتخذها محارث ومزارع ونأكل وإلا فادع أن يحيي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا وإلا فادع الله أن يصير هذه الصخرة التي تحتك ذهباً فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم أنك كهيئتهم فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي فلما سري عنه قال: والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم ولو شئت لكان ولكنه خيرني بين أن تدخلوا في باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم وبين أن يكلكم إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة فاخترت باب الرحمة وأخبرني إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم أنه معذبكم عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين فنزلت {وَما مَنَعَنا أَن نُّرسِلَ بِالآَياتِ إِلّا أَن كَذَّبَ بِها الأَوَّلونَ} ونزلت {وَلَو أَنَّ قُرآَناً سُيِّرَت بِهِ الجِبالُ} الآية.
قوله تعالى {وَلَقَد أَرسَلنا رُسُلاً مِن قَبلِكَ وَجَعَلنا لَهُم أَزواجاً} الآية ( 38 )
قال الكلبي: عيرت اليهود رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت: ما نرى لهذا الرجل مهمة إلا النساء والنكاح ولو كان نبياً كما زعم لشغله أمر النبوة عن النساء فأنزل الله تعالى هذه الآية.
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|