منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - الشيخ العلامة سعيد بن حمد الله يرحمه
الموضوع
:
الشيخ العلامة سعيد بن حمد الله يرحمه
عرض مشاركة واحدة
09-05-2009
#
47
مؤهلاتك بالحصن
عدد نقاط تميزك بالحصن
:
17517
المستوى :
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
الحالة :
!..
رسائلي ..!
من مواضيعي
******>
0
Nokia Aeon الجديد
0
شـهـر الـخيـر
0
Touchscreen BlackBerry Storm finally unveiled
0
مجلس إدارة الاتحاد العماني معرض للحل
0
الريال يجدد لـ بيكهام ويغازل نيستلروي
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 9
الشيخ الحارثي وذكريات حفيدة
سمــــــــاتك يا حبيب غدت
ببالي... سراجا لا يفــــــارقه الفتيل
إنه من واجب كل مؤمن أن يبوح
بما لديه من خير يعلمه، فيمد به إلى الأرواح الطيبة التي تبذل الجهد للاستقاء من
المنهل الذي يدر عليها النفع حتى تجني الثمار في الوقت الذي لا ينفع المرء فيه إلا
الصالح من القول والعمل، وإنني أتقدم بالشكر الجزيل لمن فتح لي المجال لأبث كوامن
نفسي، وتكرم بطرح الأسئلة علّي، حول الفقيد الراحل، جدي الغالي: (الشيخ سعيد بن حمد
الحارثي رحمة الله عليه
).
*
ما آخر سفر قام به ضمن أسفاره المتعددة؟
-
إن آخر
سفر ذهب إليه جدي الحبيب، وقد كنا برفقته، أبناء وأحفاداً، إلى (اسكتلندا) الكائنة
بشمال بريطانيا
.
*
ما ألطف كلمة قالها لك؟
-
لست أدري حقا ماهي ألطف كلمة قد
قالها لي، لأن جميع كلامه، إنما يتدفق من نبع اللطافة ذاته، لينصب مجسدا أمام عيني
أجمل معاني الحنو والخير
.
*
ما آخر كلمة قالها وهو ذاهب إلى المستشفى؟
-
لم
يفتأ لسانه يذكر الله عز وجل حتى في ساعته الأخيرة، وقد كان يطالب بإلحاح أن نعينه
ونهيئه لوضع مناسب حتى يؤدي صلاة الظهر، وحين عُرض عليه الغداء قال: (الصلاة
أولا
).
*
ما الآيات القرآنية التي لا تفارق لسانه؟
-
استشعارا منه لنعم الله
التي تحفنا، وتحيط بنا يمنة ويسرة، حتى حينما نلتف جميعنا حوله، ونتحدث إليه، هنا
يلهج لسانه بالآية التي كانت ديدنه وسراجه الذي جعله يشكر الله في كل آن قائلا
: (
وما بكم من نعمة فمن الله
).
*
ما آخر نصيحة قدمها للأسرة؟
-
ما زال يعلمنا
الدرس تلو الآخر حتى في اللحظات التي كان قد بدأ منها العد التنازلي؛ لتُعلن ساعة
رحلته إلى الدار الآخرة
.
وهو في الفراش، حينما نستأذن للخروج عنه، كل إلى قصده،
فإن قلنا له: (مع السلامة أو..في أمان الله) يقول لنا بصوت المعلم المحب، قولوا
: (
السلام عليكم
).
فالسلام عليك حيًا بيننا أيها الغالي، والسلام يحفك بإذن الله
وأنت مع الرفيق الأعلى.. طبت وطاب مرقدك، وسكنت روحك بجوار الرؤوف الرحيم
.
*
ما
آخر وداع تتذكرينه ذهب فيه للعلاج؟
-
سفره العلاجي قبل الأخير إلى (تايلاند
)
،
وحينما كان بسيارة الإسعاف، أمام المطار، حوالي عند الساعة الثانية صباحًا، دخلت
إليه لأودعه، فأمسكت بيديه وضممتهما بين كفي، وانحنيت إلى جبهته وقبلتها، وعيناي
أجرتا غديرا من الدمع على خدي بصمت مؤلم حتى لا يلحظ ذلك مني فيتأثر، فتماسكت قليلا
لأجله، فانظر إلى حاله، كأنني أنا المريضة لا هو، إذ بادر بسؤالي أولا وقال وبصوت
نبرة ألم المريض؛ (كيف حــــالك آسية؟
).
تعلم هنا حتى في أشد حال يمر عليه، لا
ينسانا قط، فقل لي كم أو كم يعلمنا هذا الرجل الذي غرس في قلوبنا، أن المعلم هو
الذي يعلمنا كيف نحبه أولا قبل أن نحب دروسه
.
*
ما أهم السمات التي ما فارقت
مخيلتك كان يمتلكها
.
-
أجيب عن هذا السؤال بأبيات أقول فيها
سمــــــاتك يا حبيب غدت ببالي ... سراجا لا
يفــــارقه الفتيل
تضيء الدرب في عينــي دومـــا ... نعم هذا
هو الرجل الـــنبيل
بشوش الطبع إن ألقاه يحـــــــنو ... عليّ
وكــلّه خلــق جمـيل
*
أهم الخصال التي أعجبت بها فيه
.
-
أحب من خصاله
أنه لا توجد خصلة فيه إلا أحببتها
.
أحب فيه أنه كثير الشكر لمن يقدم إليه
المعروف، وكأن لسان حاله يقول: (من لا يشكر الناس لا يشكر الله
).
*
ما آخر
الأماني التي كان يطلبها من الله سمعتيها منه؟
-
أماني المؤمن لا تعدو كونها
دائرة حول المصير الأخروي طمعاً وأملاً أن يكون له حظ النجاة من النار والفوز
بالرضوان، وللأمانة لا أذكر أمنية معينة سمعتها منه
.
*
ما هي آخر رؤيا رأيتيها في
منامك تتعلق به؟
-
رأيت أنني قد التقيت به وهو في غابة واسعة، وقد التجأت إليه
من أمر بعث في نفسي الشعور بعدم الأمن، وقد هدأ من روعي، ودعا لي بدعاء جميل أثلج
صدري .. فسبحان من جعله بيننا، يريح أفئدتنا، ليس في حياته فحسب، بل وحتى بعد
وفاته، هو راحة لنا داخل أوقات راحتنا
.
*
أي دعوة كان يدعو الله بها دائما؟
-
دائما كان يدعو الله أن يجعل له وقاية كوقاية الصبي، لأن الطفل غالبًا ما يحيطه
الله بحماية تقيه الأذى وتصرف عنه الشرور. (نسأل الله أن يقينا العذاب، وأن يجمعنا
في فراديسه مع الأحباب
)
*
كيف كانت آخر نظرة نظرتي بها إليه؟
-
نظرة أخيرة
لمعت من بين جفني لتبصر وجهه الطيب، كانت نظرة ممزوجة من مختلط المشاعر، لست أعلم
أهي نظرة الرحمة لأنه مريض، أم أنها نظرة اشتياق لألمح البسمة من جديد تعود إليه
على محياه الطاهر، أم أنها نظرة وداع مدفونة في أعماقي، خرجت دون أن أحس بها في كل
مرة كان يئن فيها من وجع أو سهر
..!!
*
صفي لنا كيف تلقيتي خبر وفاته؟
-
لم
يكن الخبر بالأمر السهل، اتصلت بوالدتي وقد كنت في معهد العلوم الشرعية، وكانت
تبكي، فبدت الحيرة تأسر قواي وتضعفني من الرعب، وأول سؤال سألتها إياه، على الرغم
من أنه لم يكن لدي فكرة عن الموضوع قلت: (أمي.. ما بال جدي؟؟؟) هنا أجابتني: (لا
أعلم، الأطباء كلهم حوله، لا ندري ما به، هو لا يجيبنا
!!).
ارتعدت حينها فرائصي،
وتوجهت للمستشفى، وكنت أمام البوابة الرئيسية، فاتصلت بخالتي، وأجبتها ولا أكاد
أقدر على حمل الهاتف، فسمعت هنالك قربها أصوات بكاء وآهات.. ما بالكم؟؟ أسألها
..
فتقول (جدك بخير جدك بخير) إلى آخر لحظه تطمئنني، ليس لأجل شيء، إلا لأنها خشيت أن
تخبرني وأنا في الطريق، فيتسبب ذلك لي في حادث سير، وهي لم تكن تعلم أنني دخلت
المستشفى
...
وفي الممر المؤدي إليهم، هنالك بدأت أقترب من أصوات البكاء شيئا
فشيئا
وما زلت في طور الصدمة والدهشة، إذ بي أرى رجالا أمام الغرفة، كل واحد في
جهة، متكئ على جدار، يمسح الدمع أو يواسي غيره
.
دخلت بخطى المتثاقل الذي يحمل
العبء على كاهل الأسى والحزن المرير، كانت جدتي وأمي وخالاتي يبكين بكاء شديدا، لم
أفهم!! الحيرة تتصدر موقفي، فهتفت عليهن حينها وقلت: (قلن إنا لله وإنا إليه
راجعون
).
ثم عدت وقلت في نفسي: (لعل جدي لم يمت فكيف أطلب منهن أن يسترجعن؟
)
فبدأت أمسك كل حين بواحدة منهن وأهزها لتجيب سؤالي: (جدي مااات؟؟؟ جدي مااات؟؟؟) لا
جواب
!!
فوقفت وحينها دخلت خالتي، أمسكت بيديها أقول: (أرجوك خالتي أخبريني، هل
مات جدي؟
)
رغم أن المشهد الذي رأيته كان كفيلا أن يعطيني الجواب دون سؤال مني،
إلا أن الصدمة صدمت قدرتي على التفكير وشلت أعضاءه
..
هنا أجابتني بردة فعل
المؤمن، : (إن شاء الله لم يمت) وهي تعني أنه حي مع الله
.
هنا وقفت من الدهشة،
فارتميت بجانب جدتي، أبكي وأسترجع مرات ومرات، حتى كأن السكينة نزلت على أرواحنا
.
وصدق الله حين قال: (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة) بعدها توجهنا إليه لنلقي
عليه نظرة الوداع وقد تحققت آنذاك بعدما كانت دفينة في أعماقي، فأمسكت بيده وهمست
بجانبه كلماتي الأخيرة قرب جسده الطيب قائلة : (جدي حبيبي.. أنت لم تمت، أجل حبيبي،
أنت حي هنالك عند ربك .. فلعلك اليوم تنام في سرير من الخلد لا يبلى.. وأنا أبكي
..
أبكي .. فهمست له مرة أخرى لأواسي نفسي، وابتسمت وقد تبللت شفتاي بالدمع، وقلت له
: (
انتظرنا يا أيها الغالي واستقبلنا عند باب الجنة
).
هذه المرة أكلمه وعلى غير
عادته، فهو لا يجيب حفيدته التي لطالما لعبت في حضنه، ولطالما أسمعته جديد ما كتبت
من أشعار، وقد طلب منها أن تترنم له بأنشودة خطها قليمها الصغير.. فما طعم التغريد
بعدك .. وهل من بعدك في القلب من تغريد
!!!
وبعد فقدك ما بالقلب
تغريد
حفيدتك المخلصة لك والمحبة
:
آسية بنت محمد بن
عبدالله الحارثية
-
معهد العلوم الشرعية
بكالوريوس
.
من جريدة عمان
[
ان كان عشق ريال مدريد
جنوناً
فليشهد التاريخ بأكمله اني
مجنونة
..!
نجوم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نجوم
البحث عن المشاركات التي كتبها نجوم