المحفظة المالية
يعد العالِم Markowitz أول من قدم وأطرّ علمياً مفردة "المحفظة المالية" لعالم الاستثمار عام 1952 وحصل بعد 38 عاماً بالاشتراك مع Sharpe وMiller على جائزة نوبل في الاقتصاد؛ حيث أثبت أن هناك علاقة إحصائية بين مستوى الخطر والعائد على المحفظة خلال فترة زمنية محدودة؛ فكلما زاد العائد زادت معه المخاطر وعرف هذا التوازن بعد ذلك بـMarkowitz Frontier. ويقصد بالمحفظة مجموعة الأدوات المالية من أسهم وسندات وغيرها من الأدوات بما فيها النقد وما شابهه.
وقد لاحظت شيوع الكلمة لدى كثير من المتداولين في السوق المالية دون معرفة بعضهم مفهومها وأسلوب بنائها.
ولنبسط الأمر للعامة، يبدأ بناء المحفظة المالية أولا بتحديد حجمها سواء أكان تمويلا ذاتيا أو غير ذاتي ومن ثم تحديد مستوى الخطر أو الأخطار المقبولة وعمر الاستثمار المطلوب، ويتأثر تحديد نسبة الخطر بعوامل عدة منها نسبة المحفظة للثروة وعمر مالك المحفظة وتعدد المحافظ والفرص البديلة وحالة الاقتصاد وغيرها من العوامل.
وبعد ذلك توزيع المحفظة على أساس نسب أو نسبة الخطر المقبولة، وقد يكون P.E (السعر لربحية السهم) وسعر الفائدة مؤشران للتوزيع في سوقنا المحلية في ظل صعوبة احتساب التدفقات النقدية المستقبلية لغير المتخصصين لعدم وصول الإفصاح إلى مستوى الكفاءة حاليا؛ فعلى سبيل المثال إذا كان مستوى الخطر المقبول منخفضا، قد نلجأ إلى تكوين المحفظة للاستثمار في الشركات ذات مؤشر P.E منخفض، وقد نقارنه أيضاً بالبدائل المتاحة الأخرى وسعر الفائدة؛ والعكس بالعكس، وينصح دوماً بالشراء المتدرج وتحديد عمر المحفظة مع إبقاء جزء من أموال المحفظة بصورة النقد أو ما يعادله.
والذي يعد مستوى الخطر فيه متدنياً آخذا في الاعتبار فقدان الفرص البديلة والتحوط للزكاة والتضخم وسعر العملة أما في حالة قبولنا بمخاطر عالية بمحض إرادتنا فقد نلجأ إلى الاستثمار في الشركات ذات المؤشر P.E العالي؛ ولكن لنعرف مقدما أننا نغامر بأموال المحفظة سواء كانت ذات تمويل ذاتي أو خارجي.
هذا الأسلوب المبسط قصد منه نشر الثقافة المالية للمتداول العادي، ولم يوجه للمحترفين الذين لديهم نماذج استثمارية معقدة لا يفهمها إلا تلك الفئة، والله أعلم.
|