
الابطال الجدد اكتسحوا الألقاب!
من منا «غير المتعصبين» لم يفرح بفوز المنتخب العماني «بكأس خليجي 19» التي آلت إليه لأول مرة في تاريخه منذ أول مشاركة له في الدورة الثالثة التي نظمتها الكويت عام 1974.
حتى المنتخب السعودي الذي نافسه على البطولة ونازعه بقوة للعودة باللقب إلى الرياض للمرة الرابعة أحسب أن لاعبيه كانوا فرحين من قلوبهم بأنه استحق هذا الفوز التاريخي المبهر، فدفعهم شعورهم الحي وليس «فضولهم» للتعبير عن ذلك بتوجههم بكامل عددهم نحو المدرجات الحمراء لتهنئة جماهيرهم العريضة التي احتشدت بكثافة منذ الظهيرة في انتظار هذه اللحظة التي لن تبرح ذاكرتهم لسنوات مقبلة.
فقابلوهم بتحية أفضل مصفقين لهم أيضاً لما أدوه خلال المباراة ممتنين لهم بهذا المشهد الرياضي الأصيل الذي ينم عن روح عالية مثالية. وكانوا قبل ذلك وبعد انتهاء اللقاء البطولي بالركلة الحاسمة قد هنأوا لاعبيهم أبطال الخليج الجدد فأكدوا معدنهم الأصيل.. كلاعبين «كبار» حقاً أصحاب بطولات خليجية وآسيوية ومشاركات مونديالية، وما الرياضة سوى فوز وخسارة ويوم لك يوم لغيرك.
فبعد ثلاثة عقود ونصف أي «35 عاماً» حقق العمانيون حلمهم المؤجل طوال هذه السنين.. بل حتى عندما لاحت فرصة تحقيقه في الدورتين السابقتين «خليجي 17 بالدوحة و18 بأبوظبي» وقد وصلوا إلى النهائي مرتين يحدوهم طموح كبير في العودة بالكأس ظافرين.. أبى الحظ أن يقف إلى جانبهم.. وكأنه قد أرجأ فرحتهم لتصبح ثلاثة أفراح يفجرونها دفعة واحدة على أرضهم بمسقط ووسط جماهيرهم التي لم تكن في الدورات السابقة وفي يوم الأيام بهذا الحجم من الاحتشاد والمؤازرة الوطنية القوية الموشحة بالاهازيج العمانية والشالات والقبعات أشكال وألوان.
لقد فازوا لمنتخبهم باللقب الخليجي.. ومن أمس الأول فصاعداً هم أبطال عموم الخليج بحق وحقيقة.. ألم ينتزعوه وهم يلعبون أمام المنتخب السعودي صاحب الألقاب والإنجازات بعد أن سيطروا على مجريات اللعب على مدار الشوطين وهددوا مرمى وليد عبدالله خليفة «الدعيع الجديد» وبعد أن تفوقوا عليهم عند الاحتكام للركلات الحاسمة بركلة سادسة تاريخية مقابل خمسة سعودية.
لم تقف ألقابهم عند هذا الحد، بل فاز حارسهم البولتوني العملاق علي الحبسي بلقب أفضل حارس للمرة الرابعة على التوالي وهو إنجاز غير مسبوق لحارس ليس في هذه المنطقة فحسب.. بل في العالم. كما فاز نجمهم المتألق حسن ربيع بلقب هداف الدورة لتسجيله أربعة أهداف خليجية وأضاف أحمد كانو لقب أفضل لاعب في النهائي إلى الألقاب الثلاثة الرئيسة.
كلمات لها إيقاع
إن الكرة العمانية لم تكن باستطاعتها تحقيق هذا النجاح لولا السياسة التي انتهجها اتحادها بفتح باب الاحتراف الخارجي للاعبي السلطنة المميزين.
ويكفي هذا المنتخب الذي قطف ثمار تلك السياسة. وألف تهنئة للأشقاء بهذا الإنجاز.
بقلم :كمال طه