16-12-2008
|
#16
|
ضَوْء مَجْنُوْن
|
|
من مواضيعي |
|
|
وُضِعَ حزام الأمان وأدى إلى شيء من الحلول على كل حال لأنه منع من بعض الأشياء التي تقع للإنسان أثناء الحوادث لكن لا تزال السرعة مستمرة ولا يزال التهور موجوداً ، فهل العقل يحتاج أيضاً إلى حزام ؟
** العقل نعم .
العقل عقّال إذا مازجه *** برد النسيم وجريء إن سطا
العقل إنما سُمي عقلاً لأنه يعقل الإنسان، يضبط شهواته ونزغاته ونزعاته، ويؤطر مسلكه في الإطار السليم، ولكن هذا عندما يستخدم استخداماً صحيحاً، أما عندما يكون الإنسان مغتراً بما يظنه عقلاً ويكون غير مبال بأمر الله سبحانه وتعالى ونهيه، وغير مبال بسلامته وسلامة من حوله لا ريب أن هذا العقل يضيع في مهب هذه الأعاصير أعاصير الأهواء التي تريد بالإنسان ذات اليمين وذات الشمال. وعلى أي حال أنا أقول وقد قلت هذا أكثر من مرة وإنني لأعلن ذلك براءة إلى الله سبحانه وتعالى الذي أوجب علينا أن نقول كلمة الحق: الإنسان أصبح الآن يضيع عقله بنفسه، شُرّاب الخمور، والخمور أصبحت كأنها مظهر من مظاهر المدنية، وأصبحت كأنها ضرورة من ضرورات الحياة حسب واقع حياتنا اليوم ، فشُرّاب الخمور هم الذين يجنون على أنفسهم ويجنون على المجتمع بأسره ، ما وراء شرب الخمور، وماذا عسى أن يجني المجتمع من شرب الخمر ، وماذا عسى أن تجني الأمة من هذه الآفة المنتشرة ، ماذا عسى أن تجني الإنسانية من هذا الداء الوبيل من هذه الآفة التي لا تبقي ولا تذر ، التي تطمس العقل وتطفئ النور وتذهب به ، وتجعل الإنسان شراً من البهيمة العجماء ، هذا الإنسان الذي شرب الخمر هل يؤمن على نفسه عندما يقود السيارة، هل يؤمن على من يركب معه ، هل يؤمن على غيره ممن يقودون السيارات في الطرق، هل يؤمن على المارة في الطرق ، لا يؤمن على أحد ، ثم مع ذلك يجر شرب الخمر ما يجر من بلاء وفساد ومحن لا تعد ولا تحصى ، لعل البعض يقول بأن وراء ذلك جدوى اقتصادية من خلال ترويج السياحة، نحن نقول مهما كان ذلك ، أولاً هذه الجدوى هي حرام في حرام في حرام ، ثم بجانب ذلك أيضاً مع هذا كله ما الذي يُدفع ضريبة لهذا الأمر، كم من الضحايا ، أولاً الأرواح التي تزهق من خلال هذه الحوادث التي تكون بسبب شرب الخمور وعدم المبالاة في الحياة ، ثم مع ذلك أيضاً علاج الذين يصابون من خلال هذه الحوادث وتعطيل الناس عن الأعمال، كل ذلك أليس هو خسارة في خسارة في خسارة إن كان النظر إلى هذه الأمور بالمقاييس المادية .
فأنا أناشد ولاة الأمر وأناشد المسئولين أن يتقوا الله ، وأن يحرصوا على منع هذه الآفة التي لا تبقي ولا تذر، والله المستعان .
* إذا تكلم السائق بالهاتف النقال أثناء قيادة السيارة يخالفه شرطي المرور بمخالفة مالية، فهل يعطي رشوة لإعفائه منه إذا كان معه مال، مع العلم أنه إذا لم لديه مال فسيجسن؟
** الراشي والمرتشي ملعونان، (لعن الله الراشي والمرتشي والرائش)، كل منهم ملعون. فعلى هذا الذي دفع هذه الرشوة أن يتقي الله وأن يحاول أن يسترجع رشوته وأن يخضع للحكم كيفما كان الحكم عليه، وكذلك بالنسبة إلى المرتشي ، عليه أن يرد هذه الرشوة وأن يتقي الله تعالى فيما أخذ عليه من الباطل.
* لو توجهون كلمة للآباء الذين يمنحون أبناءهم فرصة القيادة وسياقة السيارة دون أن يتعلموا القيادة جيداً ودون أن يحصلوا على الرخصة فيعيثون بذلك في طريق الفساد.
** هؤلاء مهملون لأولادهم ، الأولاد يجب ضبطهم ، ويجب عدم إرخاء العنان لهم، وهؤلاء يعرضون هؤلاء الأولاد أنفسهم للهلاك، إذ لا يمكن أن يحافظ على سلامتهم مع عدم ضبطهم وعدم صونهم عن مثل هذه التصرفات. وكذلك هم يعرضون الآخرين للخطر، هؤلاء الأولاد غير مأمونين ، كم من حوادث تقع بسبب تصرف مثل هؤلاء الحمقى الذين لا يبالون بما يفعلون ، كم من أمور تقع ، ربما حاول أحدهم الهروب عن أن يقع تحت مسئولية الشرطة بحال من الأحوال عندما يرى شرطياً أو عندما سيارة المرور فيسرع السير ويؤدي به ذلك إلى أن يقع في أمر يذهب بأرواح الناس، وقد يعرض حياته نفسه للتلف ، فإذن إرخاء العنان لهؤلاء الأولاد مفسدة في الأرض، فعلى الناس أن يتقوا الله وأن يدرءوا هذه المفسدة عن أنفسهم وعن أولادهم .
* البعض يتأثر عاطفياً لأن ولده يبكي إذا حرمه من القيادة .
** هل الأولى أن تمسح دموعه بتعريضه للتلف.
* لدي صديق كان يقود سيارته وبجانبه زوجته وفجأة صدمتهم سيارة من ناحية الزوجة مما أدى إلى وفاتها في الحال مع العلم أن سرعته لم تتجاوز خمسين كيلو متراً في السيارة وأن سبب الحادث صاحب تلك السيارة التي صدمتهم ، فهل على صديقي كفارة ارتكاب القتل الخطأ؟
** بما أنه لم يتسبب في القتل وإنما المتسبب الطرف الآخر تكون الكفارة على المتسبب وليست على غير المتسبب .
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
الثلاثاء 17 ذي الحجة 1429 هـ
الموافق 16 من ديسمبر 2008م
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|
|
|