29-10-2008
|
#14
|
ضَوْء مَجْنُوْن
|
|
من مواضيعي |
|
|
* كيف يكون سجود التلاوة عندما يقرأ الإنسان الآية التي فيها سجدة وهو في الطائرة أو في السيارة ؟
** بسم الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلّم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد :
فإن سجود التلاوة ليس بأعظم من سجود الصلاة ، ولئن كان المصلي إن كان في حالة لا يتمكن فيها من السجود ينتقل الفرض الواجب عليه من السجود إلى الإيماء له ، فإن سجود التلاوة كذلك .
فمن كان راكباً في الطائرة وكان متمكناً أن يصلي إذا كانت الصلاة حضر وقتها قياماً متوجهاً إلى القبلة حسب تحديد الخبراء من ملاحي الطائرة له أو مع سؤال الطيار بواسطة الملاحين فإن عليه أن يصلي قائماً متوجهاً إلى القبلة مع إمكان ذلك ، وذلك يحصل في الطائرات كثيراً عندما تكون الطائرات فيها اتساع لا سيما الدرجة الأولى .
وعندما يكون ذلك متعسراً أو متعذراً عليه بحيث لا يستطيع أن يتوجه إلى القبلة للضيق الذي في الطائرة ، ولا يستطيع أن يصلي قائماً أيضاً بحيث لا يجد مكاناً يتمكن فيه من أن يصلي قائماً ففي هذه الحالة يصلي على كرسيه أينما توجهت به طائرته ويومئ لركوعه وسجوده ، ومثل هذا الحكم أيضاً لقارئ القرآن عندما يسجد سجود التلاوة، فإن حكم سجود التلاوة لا يختلف عن حكم سجود الصلاة ، والله تعالى أعلم .
* هل المصلي مطالب أن يتفاوض مع الملاحين حتى يحصل على مكان جيد يصلي فيه بدلاً من أن يصلي على كرسيه؟
** ذلك يختلف باختلاف أوضاع الطائرات ، في بعض الأحيان يكون الطائرات فيها متسع لأن تقام الصلاة فيها ، بل أحياناً يمكن حتى إن يصلى جماعة ، ونحن بأنفسنا صلينا جماعة على الطائرة ، وأحياناً لا يكون فيها مكان لإقامة الصلاة ، فالأمور تراعى فيها الأحوال والظروف .
* بالنسبة إلى السيارة كيف يكون سجوده ؟
** كذلك نفس الشيء راكب السيارة إن قرأ آية سجدة فإنه يومئ لسجوده .
* الإيماء الذي يتمكن فيه من القيادة أم الأفضل له أن يقف ...
** أما إذا كان متمكناً من القيادة وكان بإمكانه أن يقف ولا يتعذر عليه ذلك أو يتعسر عليه ذلك فالأولى له أن يقف إن أمكنه ذلك .
* يوجد في كتاب تلقين الصبيان (اللهم يا فارق القرآن ومنزل الفرقان ) ، فما هو تفسير هذه الجملة ، وهل هي هكذا بالفعل ؟
** لعله التبس عليه أن يضاف التنزيل إلى الفرقان ، وأن يضاف الفرق إلى القرآن ، القرآن هو مفروق ، والفرقان أيضاً هو منزّل . الله تبارك وتعالى يقول ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً ) (الفرقان:1) ، فالفرقان هنا هو نفس القرآن وهو منزّل من عند الله سبحانه وتعالى على قلب عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلّم ، والقرآن مفروق فإن الله تعالى يقول ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً) (الإسراء:106) ، وصفه الله تعالى بأنه مفروق ، ووصفه أيضاً بأنه مُنزّل ، فهو مفروق من حيث إن الله سبحانه وتعالى جعله نجوماً ولم يجعله منزلاً إنزالاً واحداً كما أنزلت الكتب السابقة حسبما ذكر، بل كان تنزيله نجوماً لأجل حكمة رآها الله تبارك وتعالى ( لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ) ، أي بترسل ، فالله سبحانه وتعالى من لطفه بهذه الأمة أنه عندما أنزل القرآن عليها لم ينزله جملة واحدة وإنما جعله منزلاً نجوماً لتتحمل تبعاته الأمة شيئاً فشيئاً ، إذ في إنزاله عليها دفعة واحدة كلفة عليها ، والله سبحانه وتعالى أراد الرحمة بهذه الأمة ، فلذلك كان تنزيل القرآن نجوماً كما هو معروف ، وهو على أي حال مفروق كما ذكرنا .
والقرآن هو الفرقان والفرقان هو القرآن إذا نظرنا إلى ذكره في آية الفرقان وذكر القرآن مثلاً في سورة الإسراء وفي غيره من السور ، القرآن هو الفرقان والفرقان هو القرآن ، وقد يأتي معنى الفرقان بمعنى التفريق بين الحق والباطل ، فالقرآن يسمى فرقاناً لأنه هو مُفرّق بين الحق والباطل فلذلك سمي فرقاناً ، ويكون أيضاً الفرقان بمعنى النصر والتأييد ، ومن ذلك قول الله تبارك وتعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً )(الأنفال: من الآية29) ، فالله سبحانه وعد المتقين من عباده بالنصر والتمكين ، وهذا مثل قوله سبحانه وتعالى ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ )(محمد: من الآية7) ، وقوله ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ * الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ ) (الحج:40-41) ، وقوله ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً )(النور: من الآية55) .
فهذه الأمور يجب أن يتنبه لها ، كذلك سمّى الله سبحانه وتعالى يوم بدر يوم الفرقان لأنه كان فرقاناً بين الحق والباطل إذ ثبت في ذلك اليوم العظيم انتصار الحق على الباطل ، فقد دمغ الله سبحانه وتعالى الباطل بنصر حزب الحق عليه .
فالفرقان كما ذكرنا يكون بمعنى القرآن ويكون بمعنى النصر ويكون بمعنى الحجة الفارقة ما بين الحق والباطل ، كذلك القرآن أصله من قرأ يقرأ بمعنى جمع ( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ ) (القيامة:17) ، فقرأ بمعنى جمع ، والقرآن هو مقروء بمعنى أنه مجموع لأن الله بارك وتعالى يسّر جمعه بعد تنزيله نجوماً متفرقة ، والله تعالى أعلم .
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
جريدة الوطن الأربعاء 29 من شوال 1429 هـ
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|
|
|