منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - شخصيات إسلامية (9 )
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 22-08-2008   #4







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 3843
  المستوى : بن مضر قدراتك العقلية المتفوقة تجعلك أكثر حنكة في المواقف الصعبة
بن مضر قدراتك العقلية المتفوقة تجعلك أكثر حنكة في المواقف الصعبةبن مضر قدراتك العقلية المتفوقة تجعلك أكثر حنكة في المواقف الصعبةبن مضر قدراتك العقلية المتفوقة تجعلك أكثر حنكة في المواقف الصعبةبن مضر قدراتك العقلية المتفوقة تجعلك أكثر حنكة في المواقف الصعبةبن مضر قدراتك العقلية المتفوقة تجعلك أكثر حنكة في المواقف الصعبةبن مضر قدراتك العقلية المتفوقة تجعلك أكثر حنكة في المواقف الصعبةبن مضر قدراتك العقلية المتفوقة تجعلك أكثر حنكة في المواقف الصعبة
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :بن مضر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

سعد بن أبي وقاص رضي الله



الأسد في براثنه ( 4 )

والتقى الجمعان.
ولكن لا.. لم يلتق الجمعان
بعد..
وأن سعدا هناك ينتظر نصائح أمير المؤمنين عمر وتوجيهاته.. وها هو ذا كتاب
عمر اليه يأمره فيه بالمبادرة الى القادسية، فانها باب فارس ويلقي على قلبه كلماتنور وهدى:
"
يا سعد بن وهيب
..
لا يغرّنّك من الله، أن قيل: خال رسول الله
وصاحبه، فان الله ليس بينه وبين أحد نسب الا بطاعته.. والناس شريفهم ووضيعهم في ذاتالله سوء.. الله ربهم، وهم عباده.. يتفاضلون بالعافية، ويدركون ما عند اللهبالطاعة. فانظر الأمر الذي رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعث الى أنفارقنا عليه، فالزمه، فانه الأمر."
ثم يقول له
:
"
اكتب اليّ بجميع أحوالكم
.. وكيف تنزلون..؟
وأين يكون عدوّكم منكم
..
واجعلني بكتبك اليّ كأني أنظر
اليكم"..!!
ويكتب سعد الى أمير المؤمنين فيصف له كل شيء حتى انه ليكاد يحدد له
موقف كل جندي ومكانه.
وينزل سعد القادسية، ويتجمّع الفرس جيشا وشعبا، كما لم
يتجمعوا من قبل، ويتولى قيادة الفرس أشهر وأخطر قوّادهم "رستم"..
ويكتب سعد الى
عمر، فيكتب اليه أمير المؤمنين:
"
لا يكربنّك ما تسمع منهم، ولا ما يأتونك به،
واستعن بالله، وتوكل عليه، وابعث اليه رجالا من أهل لنظر والرأي والجلد، يدعونه الىالله.. واكتب اليّ في كل يوم.."
ويعود سعد فيكتب لأمير المؤمنين قائلا
:
"
ان
رستم قد عسكر ب ساباط وجرّ الخيول والفيلة وزحف علينا".
ويجيبه عمر مطمئنا
مشيرا..
ان سعد الفارس الذكي المقدام، خال رسول الله، والسابق الى الاسلام، بطل
المعارك والغزوات، والذي لا ينبو له سيف، ولا يزيغ منه رمح.. يقف على رأس جيشه فياحدى معارك التاريخ الكبرى، ويقف وكأنه جندي عادي.. لا غرور القوة، ولا صلفالزعامة، يحملانه على الركون المفرط لثقته بنفسه.. بل هو يلجأ الى أمير المؤمنين فيالمدينة وبينهما أبعاد وأبعاد، فيرسل له كل يوم كتابا، ويتبادل معه والمعركة الكبرىعلى وشك النشوب، المشورة والرأي...
ذلك أن سعدا يعلم أن عمر في المدينة لا يفتي
وحده، ولا يقرر وحجه.. بل يستشير الذين حوله من المسلمين ومن خيار أصحاب رسولالله.. وسعد لا يريد برغم كل ظروف الحرب، أن يحرم نفسه، ولا أن يحرم جيشه، من بركةالشورى وجدواها، لا سيّما حين يكون بين أقطابها عمر الملهم العظيم..
وينفذ سعد
وصية عمر، فيرسل الى رستم قائد الفرس نفرا من صحابه يدعونه الى الله والىالاسلام..
ويطول الحوار بينهم وبين قائد الفرس، وأخيرا ينهون الحديث معه اذ يقول
قائلهم:
" ان الله اختارنا ليخرج بنا منيشاء من خلقه من الوثنية الى التوحيد... ومن ضيق الدنيا الى سعتها، ومن جور الحكامالى عدل الاسلام..
فمن قبل ذلك منا، قبلنا منه، ورجعنا عنه، ومن
قاتلنا قاتلناه حتى نفضي الى وعد الله.."
ويسأل رستم: وما وعد الله الذي
وعدكم اياه..؟؟
فيجيبه الصحابي
:
"
الجنة لشهدائنا، والظفر
لأحيائنا".
ويعود لبوفد الى قائد المسلمين سعد، ليخبروه أنها
الحرب..
وتمتلىء عينا سعد بالدموع
..
لقد كان يود لو تأخرت المعركة قليلا،
أو تقدمت قليلا.. فيومئذ كان مرضه قد اشتد عليه وثقلت وطأته.. وملأت الدمامل جسدهحتى ما كان يستطيع أن يجلس، فضلا أن يعلو صهوة جواده ويخوض عليه معركة بالغةالضراوة والقسوة..!!
فلو أن المعركة جاءت قبل أن يمرض ويسقم، أولوأنها
استأخرت حتى يبل ويشفى، اذن لأبلى فيها بلاءه العظيم.. أما الآن.. ولكن، لا، فرسولالله صلى الله عليه وسلم علمهم ألا يقول أحدهم: لو. لأن لو هذه تعني العجز، والمؤمنالقوي لا يعدم الحيلة، ولا يعجز أبدا..
عنئذ هب الأسد في براثنه ووقف في جيشه
خطيبا، مستهلا خطابه بالآية الكريمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
..
ولقد
كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون)..
وبعد فراغه
من خطبته، صلى بالجيش صلاة الظهر، ثم استقبل جنوده مكبّرا أربعا: الله أكبر.. اللهأكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
ودوّى الكن وأوّب مع المكبرين، ومد ذراعه
كالسهم النافذ مشيرا الى العدو، وصاح في جنوده: هيا على بركة الله..
وصعد وهو
متحاملا على نفسه وآلامه الى شرفة الدار التي كان ينزل بها ويتخذها مركزالقيادته..وفي الشرفة جلس متكئا على صدره فوق وسادة. باب داره مفتوح.. وأقل هجوم منالفرس على الدار يسقطه في أيديهم حيا أو ميتا.. ولكنه لا يرهب ولايخاف..
دمامله تنبح وتنزف، ولكنه عنها في شغل، فهو من الشرفة يكبر ويصيح
.. ويصدر أوامره لهؤلاء: أن تقدّموا صوب الميمنة.. ولألئك: أن سدوا ثغرات الميسرة.. أمامك يا مغيرة.. وراءهم يا جرير.. اضرب يا نعمان.. اهجم يا أشعث.. وأنت يا قعقاع.. تقدموا يا أصحاب محمد..!!
وكان صوته المفعم بقوة العزم والأمل، يجعل من كل
جندي فردا، جيشا بأسره..
وتهاوى جنود الفرس كالذباب المترنّح.ز وتهاوت معهم
الوثنية وعبادة النار..!!
وطارت فلولهم المهزومة بعد أن رأوا مصرع قائدهم
وخيرة جنودهم، وطاردهم كالجيش المسلم عتى نهاوند.. ثم المدائن فدخلوها ليحملواايوان كسرى وتاجه، غنيمة وفيئا..!!
وفي موقعة المدائن أبلى سعد بلاء
عظيما..
وكانت موقعة المدائن، بعد موقعة القادسية بقرابة عامين، جرت خلالهما
مناوشات مستمرة بين الفرس والمسلمين، حتى تجمعن كل فلول الجيش الفارسي ويقاياه فيالمدائن نفسها، متأهبة لموقف أخير وفاصل..
وأدرك سعد أن الوقت سيكون بجانب
أعدائه. فقرر أن يسلبهم هذه المزية.. ولكن أنّى له ذلك وبينه وبين المدائن نهر دجلةفي موسم فيضانه وجيشانه..
هنا موقف يثبت فيه سعد حقا كما وصفه عبد الرحمن بن
عوف الأسد في براثنه..!!
إن ايمان سعد وتصميمه ليتألقان في وجه الخطر، ويتسوّران
المستحيل في استبسال عظيم..!!

وهكذا أصدر سعد أمره الى جيشه بعبور نهر
دجلة.. وأمر بالبحث عن مخاضة في النهر تمكّن من عبور هذا النهر.. وأخيرا عثروا علىمكان لا يخلو عبوره من المخاطر البالغة..
وقبل أن يبدأ الجيش الجيش عملية المرور
فطن القائد سعد الى وجوب تأمين مكان الوصول على الضفة الأخرى التي يرابط العطوحولها.. وعندئذ جهز كتيبتين..
الأولى: واسمها كتيبة الأهوال وأمّر سعد عليها
عاصم ابنعمرو والثانية: اسمها الكتيبة الخرساء وأمّر عليها القعقاع ابنعمرو..
وكان على جنود هاتين الكتيبتين أن يخوضوا الأهوال لكي يفسحوا على الضفة
الأخرى مكانا آمنا للجيش العابر على أثرهم.. ولقد أدوا العمل بمهارةمذهلة..
ونجحت خطة سعد يومئذ نجاحا يذهل له المؤرخون
..
نجاحا أذهل
سعد بن أبي وقاص نفسه..
وأذهل صاحبه ورفيقه في المعركة سلمان الفارسي الذي
أخذ يضرب كفا بكف دهشة وغبطة، ويقول:
"
ان الاسلام جديد
..
ذلّلت
والله لهم البحار، كما ذلّل لهم البرّ..
والذي نفس سلمان بيده ليخرجنّ منه
أفواجا، كما دخلوه أفواحا"..!!
ولقد كان .. وكما اقتحموا نهر دجلة أفواجا،
خرجوا منه أفواجا لم يخسروا جنديا واحدا، بل لم تضع منهم شكيمة فرس..
ولقد سقط
من أحد المقاتلين قدحه، فعز عليه أن يكون الوحيد بين رفاقه الذي يضيع منه شيء،فنادى في أصحابه ليعاونوه على انتشاله، ودفعته موجة عالية الى حيث استطاع بعضالعابرين التقاطه..!!
وتصف لنا احدى الروايات التاريخية، روعة المشهد وهم يعبرون
دجلة، فتقول:
[
أمر سعد المسلمين أن يقولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل.. ثم اقتحم
بفرسه دجلة، واقتحم الناس وراءه، لم يتخلف عنه أحد، فساروا فيها كأنما يسيرون علىوجه الأرض حتى ملؤا ما بين الجانبين، ولم يعد وجه الماء يرى من أفواج الفرسانوالمشاة، وجعل الناس يتحدثون وهم يسيرون على وجه الماء كأنهم يتحدون على وجه الأرض؛وذلك بسبب ما شعروا به من الطمأنينة والأمن، والوثوق بأمر الله ونصره ووعيدهوتأييده]..!!
ويوم ولى عمر سعدا امارة العراق، راح يبني للناس ويعمّر.. كوّف
الكوفة، وأرسى قواعد الاسلام في البلاد العريضة الواسعة..
وذات يوم شكاه أهل
الكوفة لأمير المؤمنين.. لقد غلبهم طبعهم المتمرّد، فزعموا زعمهم الضاحك، قالوا:" ان سعدا لا يحسن يصلي"..!!
ويضحك سعد من ملء فاه، ويقول
:
"
والله اني
لأصلي بهم صلاة رسول الله.. أطيل في الركعتين الأوليين، وأقصر فيالأخريين"..
ويستدعيه عمر الى المدينة، فلا يغضب، بل يلبي نداءه من
فوره..
وبعد حين يعتزم عمر ارجاعه الى الكوفة، فيجيب سعد ضاحكا
:
"
اأتمرني أن أعود الى قوم يزعمون أني لا أحسن الصلاة"..؟؟

ويؤثر البقاء في
المدينة..
وحين اعتدي على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وأرضاه، اختار من بين
أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام، ستة رجال، ليكون اليهم أمر الخليفة الجديد قائلاانه اختار ستة مات رسول الله وهو عنهم راض.. وكان من بينهم سعد بن أبيوقاص.
بل يبدو من كلمات عمر الأخيرة، أنه لو كان مختارا لخلافة واحدا من
الصحابة لاختار سعدا..
فقد قال لأصحابه وهو يودعهم ويوصيهم
:
"
ان
وليها سعد فذاك..
وان وليه غيره فليستعن بسعد
".
ويمتد العمر بسعج.. وتجيء
الفتنة الكبرى، فيعتزلها بل ويأمر أهله وأولاده ألا ينقلوا اليه شيئا منأخبارها..
وذات يوم تشرئب الأعناق نحوه، ويذهب اليه ابن أخيه هاشم بن عتبة
بن أبي وقاص، ويقول له:
يا عم، ها هنا مائة ألف سيف يروك أحق الناس بهذا
الأمر.
فيجيبه سعد
:
"
أريد من مائة ألف سيف، سيفا واحدا.. اذا ضربت
به المؤمن لم يصنع شيئا، واذا ضربت به الكافر قطع"..!!
ويدرك ابن أخيه غرضه،
ويتركه في عزلته وسلامه..
وحين انتهى الأمر لمعاوية، واستقرت بيده مقاليد
الحكم سأل سعدا:
مالك لم تقاتل معنا..؟؟

فأجابه
:
"
اني مررت
بريح مظلمة، فقلت: أخ .. أخ..
واتخذت من راحلتي حتى انجلت عني
.."
فقل
زعاوية: ليس في كتاب الله أخ.. أخ.. ولكن قال الله تعالى:
وان طائفتان من
المؤمنين اقتتلوا، فأصلحوا بينهما، فان بغت احداهما على الأخرى، فقاتلوا التي تبغيحتى تفيء الى أمر الله).

وأنت لم تكن مع الباغية على العادلة، ولا مع
العادلة على الباغية.
أجابه سعد قائلا
:
"
ما كنت لأقاتل رجلا قال له
رسول الله: أنت مني بمنزلة هرون من موسى الا أنه لا نبي بعدي".
وذات يوم من
أيام الرابع والخمسين للهجرة، وقد جاوز سعد الثمانين، كان هناك في داره بالعقيقيتهيأ لقاء الله.
وفاته:
ما أصدق قول سعد لابنه وهو على فراش
الموت.
"
لا تبك عليّ، فإن الله لا يعذبني أبدا، وإني من أهل الجنة. إن الله
ليدين المؤمنين بحسناتهم ما عملوا لله.
توفى سعد رضي الله عنه في قصره بالعقيق
على بعد 5 أميال من المدينة..
وذلك عام 55 هجرية، وقد تجاوز الثمانين وهو أخر من
مات من المهاجرين.
ويروي لنا ولده لحظاته الأخيرة فيقول
:
[
كان رأس
أبي في حجري، وهو يقضي، فبكيت وقال: ما يبكيك يا بنيّ..؟؟
ان الله لا يعذبني
أبدا وأني من أهل الجنة]..!!
ان صلابة ايمانه لا يوهنها حتى رهبة الموت
وزلزاله.
ولقد بشره الرسول عليه الصلاة والسلام، وهو مؤمن بصدق الرسول عليه
الصلاة والسلام أوثق ايمان.. واذن ففيم الخوف..؟
ان الله لا يعذبني أبدا، واني من أهلالجنة.

**************
المصادر:-
-
سيرة بن هشام

سنن
الترمذى
حياة الصحابة

شبكة ألانترنت

 

بن مضر غير متصل   رد مع اقتباس