منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - يَبـدُو هـكذَآ ،
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 12-07-2008   #18
 
الصورة الرمزية نبــض








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 5424
  المستوى : نبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلة
نبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلة
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :نبــض غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

[2]
متَسوّلة
< سئمَت من إخفاء أرانبها في قبعتها >


موتٌ يطعن موتاً آخر ، وحوافر كآبة تطحن صدر كآبة أخرى ، والروح تتوه في سُكرِ الآلام ، وتضيع .. وتضيع .. ، تمسك عكازها ، تحاول أن تهتدي لضمادٍ يلمّ جراحها ، وتسير على عرصة الأحزان ، بعض الشوك المتناثر على الدرب قد تكسر من كثرة الوطء ، والبعض الآخر ما زالت أنيابه مصاغة من سيف عنترة ! ، .. تمشي وتمشي ، بالطبع لابدّ لها من السير ، لابدّ لقدمها أن تغدو مسناً للأشواك ! ، .. ولكنّ نور بصرها بدأ يخبو ، والضباب يجتاح عمود الكهرباء الأعور ويعيث فيه فساداً ، لابدّ أن تسير ، ولعلّ قنديل بصيرتها يساعجها إن لم ينفد زيتُه . لقد شاءت لها الأقدار أن تمشي على ثلاث : تعاستها ، وتعاستها ، وتعاستها !! ، كما قُدّر لها أن تبصرَ الدنيا وهي تعطّر إبطها بخلوف آمالها ! ، وتطلي أظافرها بأحلامها المسفوحة ! ، فأي مطرقة تستطيع الآن تقويم حدوبها ؟! ..

طرحتْ قلمها أرضاً ، أخذت تلقي له النظرة إثر النظرة ، لقد ضمر بطنُه ، كم أرهقته طويلاً ، كم حرمته لذة النوم ليربت عليها ، ويرسل غيثه فيُمَرهِم جسدها ، إذ سرير الأرق قد كوى جنبيها .
- كم أنت وفيّ ! .. الوحيد الذي يهتك أستار رمزيّتي ، الوحيد الذي يرى الصورة كاملة .. لا طرفاً منها !

أمسكت قلمها ثانيةً ، وخطّت :
(( .. كاد الغراب أن يدفن الأرض وجبالها وهو يواري السوءات .. وسوأتها عجز بنو البشر أن يكونوا مثل هذا الغراب ، فتركوها للعراء ، ونبذوها كالنواة ! )) .
سئمت من جزّ مشاعرها عن أنظار المارّة .. سئمت من خبئ الأوجاع تحت العباءة ! .. من إخفاء أرانبها في قبّعتها ، وبعد أن شاب تفكيرها عند عنفوان الهموم ، قررت أن تبدي رشاقة أرانبها للمتفرجين ، أن تعقر ناقة الكتمان ، وتضيف السطر الصارخ بسرّها :
(( .. عانس في الأربعين !! ))

سقط القلم من يدها المرتجفة ، وسقطت دمعة ساخنة من محجرها على أديم الورقة الهامدة ، امتزجت بالحبر وانزلقت على السطور ترسم نهراً من المداد والدمع ! ، كانت اعصابها متشنّجة ، وتفكريها متعباً ، ووردتها ورقة خريف ، أما قنديل بصيرتها فأخذ يخبو ، نست درس الصمود الذي تلقّته من أمها ، وأمسكت القلم كما الخنجر ! ، وراحت تجرح الأوراق كاتبةً بهذيان .. وتنحتها بجنون :
(( حسناً ، غداً ستقف على قارعة الطريق ، تبسط كفها ، وتستجدي المارين !! ))

27/رجب/1422هـ
محمد آل زآيـد

 

-
أجملُ الأشيآءِ، هي التِي لآ تكتمِلْ!
نبــض غير متصل   رد مع اقتباس