منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - يَبـدُو هـكذَآ ،
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 08-07-2008   #9
 
الصورة الرمزية نبــض








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 5424
  المستوى : نبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلة
نبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلة
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :نبــض غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

[1]
حكلٌ أم أعمى ؟!
< لمّا تماثل للشفاء رماه الطبيب بمرض عضال >


ألقى بنفسه المثقلة بالهموم على سريره الوثير ؛ علّه يشاطره بعض أشجانه ، وذي زفرات قلبه تلعب دورها العظيم في جوفه المتألم ، فهذا عمره المزهر يتحول فجأة لمستعمرات من بكتيريا الخوف ، كل ذلك بسبب الكهف الذي ولج إليه ، بسبب ذلك الكابوس الذي لم يفارق مخيلته قيد أنملة ، فهنا أخذت ذاكرته تنسج تلك المواقف الإرشادية المتكررة ، التي تطحنه ليل نهار :

يرشده أخوه الأكبر :
_ الآن أنت ستنتقل إلى مرحلة جديدة ، وهي محصلة اثنتي عشرة سنة من الجهد ، وهي مرحلة مصيرية ؛ لذلك يجب أن تطفق على المذاكرة ، و لا تحسب المجد تمراً أنت آكله .. لن تبلغَ المجد حتى تلعق الصبرا ، لذلك لا تتوان في الدراسة ، فـ(ثالث) أصعب بكثير من ثاني ، ويحتاج إلى أكوام كثيرة من التعب والانطواء ، فالله الله في المذاكرة ، و(قد أعذر من أنذر)!


وها هو صديقه الجامعي(محمود) ينصحه :
- إنّ الطب يحتاج إلى معدل عال ، وليس هذا فحسب بل إنه يريد نسَباً خاصة في المواد العلمية ، وأمّا إذا كنت تفكّر في الدراسة خارج البلد ، فالدراسة هناك أصعب من هنا بكثير ، وطلاب الخارج يشتكون منها ، فلابد أن تجدد للمذاكرة النبل والشرع ، فالمعركة القادمة لا ترحم .


ومازال يتذكر ذلك المرض الذي داهمه فجعله لقمة سائغة لسرير المستشفى ، حتى إذا ما تماثل للشفاء رماه الطبيب بمرض آخر عضال حين سأله :
- في أي صف يا هاشم ؟
- الصف الثالث الثانوي .
- أعانك الله يا بني ، فيجب عليك أن تكرّس وقتك في المذاكرة ودع عنك اللعب مع الأصدقاء ، وانسَ أيام الدعة والراحة ، وجهّز سفينتك بأشرعتها الصامدة ؛ للخوض في هذا البحر ، وحذار أن يسقط المعدل ، فتسقط معه في بؤرة الضياع .


ويتذكر ذلك اليوم الذي ركب فيه سيارة أجرة ، حيث سأله السائق :
- في أي صفٍ يا ولدي ؟
فحاول التملّق في الرد ، مراوغاً في جوابه قائلاً :
- لقد انتهيت من الصف الثاني الثانوي .
ولكن لا مناص ، فلم يجد ذلك نفعاً ، قلد أمسكت سنّارة السائق بتلابيب قلبه حيث قال له :
- أيْ أنت مقبل على الصف الثالث ، كان الله في عونك ، هذا المستقبل يا ولدي ، وإن رحت يميناً أو شمالاً ضاع المستقبل ، فلا تذخر جهداً في المذاكرة ، ولا تصبح كولدي (قاسم) الذي ضيّع نفسه ! ، لذا من الآن اسع سعيك ، وابدأ في المذاكرة .
ولما نزل كره حياته ؛ لركوبه هذه السيارة .


وهكذا كلما ذهب في ناحية صوّبت سهام الإرشاد منهالة عليه النصائح كرشق المطر ؛ لتدمي قلبه البائس .
أخذ يناجي أعماقه :
( متى سيظهر (يأجوج ومأجوج) حتى تتغير هذه المناهج ، ويضمحل معها كابوس ثالث ؟! ) .


وثب من سريره مباعداً تلك الهواجس الممضة ، وفتح التلفاز ؛ لعله يجد فيه قطعة جليد تثلج حرارة فؤاده .
فإذا به يرى برنامجاً عنوانه :
( الطالب والصف الثالث ) ، فأقفل التلفاز وتيقّن أن كلّ الأشياء تترصد له .

***

وبعد مرور قطار السنين :
هاشم ذلك الطالب المثابر ، تلك الكتلة المتوقدة من النشاط والتفوق ، خفق في دراسته ثلاث سنوات متتابعة ، وطُرِدَ من المدرسة ؛ ليلتحق بجامعة ( سوقِ الخضار ) !!


8/ربيع الأول/1420هـ
محمد آل زآيـد

 

-
أجملُ الأشيآءِ، هي التِي لآ تكتمِلْ!
نبــض غير متصل   رد مع اقتباس