25-07-2007
|
#125
|
|
|
من مواضيعي |
|
|
فليهنأ العراق

صدق معلق قناة الجزيرة الرياضية يوسف سيف القول "فليهنأ العراق", هذا هو لسان حال العراقيين عقب الإنجاز التاريخي الذي تمثل بالتأهل إلى المباراة النهائية لكأس الأمم الآسيوية.
لم تكن الكلمات لتصف فرحة جمهرة من العراقيين تجمعوا في أحد المقاهي في بيروت لمتابعة المباراة, لأنها رمزية الحدث كانت أكبر من كرة القدم وأكبر من الرياضة, فأسود الرافدين حملوا آمال وآلام شعب برمته, جسدوها بأداء بطولي وصنعوا فرحة كان العراقيون متعطشين لها في بلاد لم تنعم بالفرحة منذ سنوات.
لقد زرع لاعبوا العراق أمل بغد أفضل وإن كانت التعقيدات السياسية والأمنية وسواها تلف العراق, إلا أنه يبقى أملا ضئيلا بأن الحياة يمكن أن تحمل الفرحة رغم الجراح والأحزان.
يقول أحمد وهو عراقي من بغداد يعيش في لبنان منذ ثلاث سنوات: "هذا أول يوم أفرح فيه منذ أن غادرت العراق قبل أربع سنوات, شكرا لأسود الرافدين الذين قدموا لنا أحلى هدية".
أما أمير "البصراوي" الذي يملك دكانا في أحد أحياء بيروت فيقول: "كم كنا مشتاقين للفرحة, كل يوم نحن لا نسمع من العراق سوى الموت والقتل والمتفجرات, كنا مشتاقين لنرى العراق "الحبيب" سعيدا".
لقد كان المشهد بانوراميا بامتياز طوال فترات المباراة وكأن مصير المتابعين مرتبط بنتيجة المباراة, تسمّر العراقيون أما شاشات التلفزة, وانحبست أنفاسهم طوال 120 دقيقة, عاشوا فيها على أعصابهم, وتفاعلوا مع كل كرة, وابتهلوا إلى السماء, ولم يتركوا دعاء إلا وقرؤوه, حتى كاد الخلاص أن يأتي مع كرة هوار ملا محمد التي ارتطمت بالقائم وأبعدها المدافع, لقد كانت خيبة أمل.
بيد أن إرادة لاعبي المنتخب كانت أقوى من الظروف, ولعل دعاء آلاف لا بل ملايين العراقيين والعرب استُجيب وكان التوفيق من نصيب أسود الرافدين بركلات الترجيح.
لم يكن فوز العراق على كوريا الجنوبية تأكيداً على ارتفاع المستوى الفني للكرة العراقية فحسب, ولعل ذلك أقل الرسائل التي حملتها نتيجة المباراة, بل كان تأكيداً على وحدة العراق بكل أطيافه في الالتفاف حول منتخب بلادهم ورسالة معنوية هامة لتقام الأفراح في بلاد الرافدين.
ويبقى الأمل والرجاء بأن يتحقق الحلم ويتوّج أسود الرافدين باللقب الآسيوي, لتستمر اللحظات السعيدة والبهجة في قلوب كل العراقيين والعرب.
المصدر: الجزيرة الرياضية - لبنان
|
|
|