الآثار الافلاطونية
عكف علماء العرب ومفكريهم على ترجمتها إلى اللغة العربية وصبغوها بالصغة الإسلامية حتى جاءت تجسيدأ لاراء وأفكار أكثر المدارس الفكرية الإسلامية .
كانت ولادة الحكيم اليوناني العميق افلاطون في أثينا سنة 427 ق.م من أسرة غنية عريقة بالمجد والشرف ، فأبوه أرسطون كان أحد أساطين الحكمة الخمسة في اليونان ,عمه كريتيا رئيس الطغاة الذي سقطت حكومته بعد مارك
( البلوبونييز ) حيث هزمت أثينا وتحطم أسطولها العظيم .
فاستلم الحكم من بعده جماعة الديمقراطيين الذين حكموا على سقراط بالإعدام . مال أفلاطون إلى الشعر في أول مرة ، وأخذ الحكمة عن فيثاغورس ثم تعرف على سقراط وشهد بعض مناقشاته فأعجب به الإعجاب الشديد مما جعله يكره الشعر ويميل إلي الفلسفة ، ومما قاله عن نفسه :' أشكره أيضا لأنني ولدت في عهد سقراط ' )
وبعد موت سقراط حزن عليه فاعتزل الحياة العامة ،وما تم أن غادر أثينا متوجها إلى مصر ، ثم تنقل لعدة بلدان .
وفي نهاية المطاف عاد إلى أثينا ليؤسس ' الأكاديميا ' بالقرب من قرية ' كولون ' حيث استقر فيها يلقي حكمة ودروسه ، ويصنف كتبه ، حتى مات عن عمر يناهز الثمانين ، محاطاً بتلامذته ، ومريديه الذين كانوا يحبونه كما كان هو يحب أستاذه سقراط .
آثاره الفكرية :
من الواضح إن أفلاطون كان غزير المادة ترك مصنفات كثير أغلبها وضع على طريقة المحاورة ، بالإضافة إلى بعض المقالات عن الشرائع والجمهورية ومحاوراته تدور حول تعليم أستاذه ومعلمه سقراط وهو يتكلم ويحاور تلاميذه .
سقراط
( 470- 399 ق.م )
أسطورة سقراط عبر العصور :
وهو في سلوكه معتدل يكره العنف ، ويستخدم الإقناع على النفاذ إلى شخصيات البشر وعلى الحكم عليهم حكما نافذا . وهكذا كان سقراط أعدل البشر ، وقريبة من هذه الصورة كانت صورة سقراط عند اتباعه ' الكلبيين ' الذين نقلوها إلي خلفائهم الرواقيين ,والتي شاركت أعظم المشاركة في تكوين نموذج ' الحكيم ' الذي سيحتل مكانه رئيسيه في الأخلاق الرواقية . وقريبة منها أيضا كانت الصورة التي نقلها إلينا جامع الآراء Doxograph ديوجينيز اللايرسي' والتي تمثل صورة سقراط في العصر السكندري ، وهذه هي خصائص سقراط عند هذا المؤلف : صلابة الشخصية ، الإعتدال في المأكل والمشرب ، عزة النفس ، التواضع وغيرها .
ولكن أسطورة سقراط في العالم القديم لم تكن فقط أسطورة ' إيجابية ' بل كانت أيضا عند بعض المؤلفين أسطورة سلبية نري فيها سقراط جاهلا بلا تربية مرابيا فاسقا ، ومتزوجا من اثنتين هذا التيار المعارض لسقراط نجده أيضا عند بعض الأبيقوريين وعند بعض الكتاب في الحضارة المسيحية وحتى نيشته الألماني توفي عام 1900 م)
ولكن الأسطورة السائدة كانت هي الأسطورة الإيجابية ،وقد تلخص2ت وأخذت شكلا نهائيا ومختصرا في وصف ' شيشرون ' لفضل سقراط على افكر اليوناني : ' قبل سقراط كانت الفلسفة تعلم معرفة الأعداد ومبادئ الحركة ومصادر النشوء والفساد لكل الكائنات ، وكانت تعين بالبحث في العظم وفي الأبعاد وفي دورات النجوم وأخيراً في الأشياء السماوية ، فكان سقراط أول من أنزل الفلسفة من السماء ,ادخلها ليس في المدن فقط بل في المنزل ، وأجبرها أن تنظم الحياة الإنسانية والعادات وألوان الخير والشر .
أما في الحضارة المسيحية فقد رأي بعض ' الكنيسة ' في سقراط لهم تاريخ الحضارة الغربية يصبح سقراط ' قديسا ' إلى جانب ' القديس ' أفلاطون ' .
بل أن أسم سقراط أصبح يقرن باسم المسيح ، والطريف أن أصحاب العقل ، ومن تصدوا لانتقاد لكنيسة الكاثوليكية من مثل مجموعة ' الأنسيكلوبيديين '
( الموسوعيين ) ، رأوا في سقراط أول ضحية للفلسفة في صراعها مع ' الخرافات ' وفي نفس الوقت رأي فيه البعض الآخر ' نفسا مسيحية بالطبيعة .
التطورات الفلسفية
تقابل القضايا :
التقابل يكن بين قضيتين لا تصدقان معا على واحد في آن واحد يكون بينهماخلاف من ناحية الكبر أو الكيف معاً مع أشتراكهما في الموضوع والمحمول .
ويقول رلتون ، أن التقابل يعنى علاقة قائمة بين أي قضيتين لهما نفس الموضوع والمحمول ولكنهما يختلفان كما أو كيفا معاً بالرغم من اشارتهما إلى نفس الأشياء ونفس الوقت ونفس الظروف ويقول كينز ' إننا على القضيتين أنهما متقابلتان حينما يحتفظان بنفس الموضوع ، والمحمول ، ويختلفان في الكم أو الكيف أو فيهما معاً .
والأنواع الأربعة من القضايا الكلية الموجبة والكلية السالبة ، والجزئية الموجبة والجزئية السالبة ، تتقابل على أربعة أنواع هي :
1- التناقض : contradiction
هو يقوم لا يمكن أن يصدقان معاً ولا يكذبان معا إذا صدقت أحدهما كذبت الآخرى العكس من ثم فإننا قض يكون بين الكلية الموجبة والجزئية السالبة أو بين الكلية السالبة والجزيئية الموجبة أي أنه يقوم بين قضيتين مختلفتين كما وكيفا ومن هنا فهو أكمل أنواع التقابل .
2- التضاد contrariety
وهو يقوم بين قضيتنين كليتين يمختلفتين في الكيف أي يقوم بين الكلية الموجبة والكلية السابقة وحكم القضيتين المتضادتين أنهما لا يصدقان معاً ولكن من يكذبان معاً .
3- التداخل SUBATTER NATION
وهو يكون بين الكلية الموجبة والجزئية الموجبة وبين الكلية السالبة والجزئية السالبة ، إي يكون بين قضيتين مختلفتين كما والحكم في القضيتين المتداخلتين هو أنه إذا صدقت الكلية صدقت الجزئية المتداخلة معها وليس العكس إذا كذبت الجزئية كذبت فإن صدق أن جميع طلبة السنة الأولي أذكياء ' صدقت إن بعض طلبة السنة الأولي أذكياء ' أما إذا صدقت الجزئية المتداخلة مع الكلية فلا نستنج شيئا عن صدق أو كذب الكلية ولكن إذا كذبت القضية الجزئية كان الأولي أن تكذب الفضيلة الكلية .
4- الدخول تحت التضاد / Sub.contranity
القضيتان الداخلتان تحت التضاد لا يكذبان معاً ولكنهما قد يصدقان معاً إي أن الحكم يكذب أحدهما سيلزم صدق الأخرى ولكن الحكم يصدق أحدهما لا يستلزم صدق أو كذب الأخرى والدخول تحت التضاد يكون بين الجزئية الموجبة والجزئية السالبة .
الفلسفة الفيثاغورية :
إذا انتقلن من الفلسفة الطبيعية عند الفلاسفة الثلاثة الأوائل ، إلى الفلسفة الفيثاغورية فإننا ننتقل أيضا من أيونيا إلى منطقة جنوب إيطاليا التي سميت بعد ذلك ' باليونان الكبري ' فماذا حدث؟ في النصف الثاني من القرن السادس إشتد ضغط الفرس على المدن اليونانية في أيونا ، فاحتلوها وفرضوا حكومات طغاة للحد من المد الديمقراطي ، وقد أثر هذا على حالة الفكر فبدأ كثيرون يرحلون ومن هؤلاء فيثاغورس ، الذي كان أيوني الأصل .
ونحن لا نعلم كثيرا من الأشياء ، اليقينية عن فيثاغورس ، الذي ربما ابتدأت أسطورته في حياته نفسها، وقيل إنه كان يحضر في عدة أماكن في نفس الوقت ، وإن له فخذا من ذهب ، وإنه نزل إلي الجحيم ثم صعد منه ... إلخ ورغم هذا فمن المؤكد أن فيثاغورس عاش بين 580 و 470 ق.م وأنه هاجر إلى ' كروتونا ' في اليونان الكبرى ' حوالي عام 538 فرارا من الطاغية بوليكراتيس في ملطيا ، وأنه أسس هناك جماعة ذات طابع ديني ، هدفها تطهير النفس للوصول إلى الحياة السعيدة بعد الموت ، ولهذه الجماعة شروطها الخاصة . وهي في هذا تشبه كثيرا من التجمعات السرية الدينية المسماه بـ ' الأورفية ' ولكن الجماعة الفيثاغورية كانت تتميز عن الجماعات الأورقية بأنه كانت أيضا نذات نشاط علمي ، وعلى الأخص رياضي وأنها مدت نشاطها من الرياضة إلى الفلسفة ، فمن المحتمل أن فيثاغورس علم جماعته المذاهب الطبيعية الأيونية وخاصة على طريقة أنكسامينيس ( الذي يقال إنه كان أستاذه ) ولكن الذي تميزت به المدرسة هو إهتمامها فوق كل شيء بالرياضيات . وهناك نظرية معروفة في الهندسة تنسب إلى فيثاغورس ، حتى إنه يمكن القول إن الرياضيات كانت أساس الفلسفة الفيثاغورية . ماذا كان يقول الفيثاغوريون ؟ هناك فيما يبدو فكرتان أساسيتان لديهم : فكرة العدد وفكرة التناسب.
الفليسوف العصري محمد إقبال
شاعر الهند و ( الأب الروحي) لباكستان
محمد إقبال ومحمد على جناح، اسمان علمان ، في التاريخ الحديث لشبه القارة الهندية ، ورمزان إسلاميان متميزان أحدهما في الفكر والشعر والأدب ، والآخر في السياسة والشأن العام .
ومثل محمد على جناح ، لم يكن محمد إقبال متعصبا أو ضيق الأفق ، بل رأي صورة الغد من خلال دراسة الواقع فكان أول من تحدث عن دولة للمسلمين في شبة القارة الهندية ، وهي التي قامت لاحقاً باسم ' باكستان ' بشطريها الشرقي والغربي' .
ولد محمد إقبال في ' سيالكوت ' إحدى مدن إقليم البنجاب الغربية وتاريخ ميلاده المعمول به هو الثالث من ذي القعدة سنة 1294 للهجرة ، الموافق التاسع من نوفمبر سنة 1877 للميلاد.
ينتمي ' إقبال ' إلي جماعيةمرموقة من البانديت في ' كشمير ' وقد اعتنق أحد أجداده الإسلام في عهد السلطان ' زين العابدين إلياس بادشاه ' ( 1421 – 1473 للميلاد ) ، وكان تحوله من البراهمية إلى الإسلام على يد الشيخ شاه حمداني من أئمة المسلمين في عهد الدولة المغولية ، كبرى الدول الإسلامية التي قامت في الهند .
ولا يزال فرع من عائلة ' إقبال ' بقيم في كشمير ويدعون ' البروه ' وهو لقب يطلق على من يتعلم القراءة والكتابة أو يعتنق الإسلام وأسراره ، مبلغا عميقا .
كان والده ويكني الشيخ ' نور محمد رجلا ورعا ' وهو ما أدي به إلى سعة في العلم وكان يعمل ي التجارة كيسا لعيشه إلا أن كثرة مخالطته لجماعة الصوفية جعلته عارفا بأسرار الصوفية وطقوسها ,إن كان يختلف عنهم كثيراً وتعلم القراءة والكتابة من خلال صحبته لأهل العلم .
توفيت والدته قبل أبيه بست عشرة سنة في التاسع من نوفمبر سنة 1914
الفيلسوف ' العصري ' محمد إقبال شاعر الهند و' الأدب الروحي ' لباكستان .
ورثاها ' إقبال بمرثية تعبر عن آلامه وحزنه وتفيض بالحكمة والفلسفة وتشرح قوانين الحياة والموت وأسرارها.
تزوج إقبال ثلاث مرات ، وأثمر الزواج الأول أبنه ' أفتاب ' المحامي ، وتوفيت ابنته الثانية طفلة توفيت أمها عند الولادة ثم لحقت بها الطفلة ، وأثمر زواجه الثالث ابنه ' جاويد ' وهو دكتور في القانون . كان قاضيا في محكمة لاهور العليا ' وابنته ' ميزه بانوه '
يَقُول حكِيم يُونَانيّ:
كُنتُ أبكِي لأنّني أمشِي بِدون حِذاء
ولكِنّنِي تَوقّفت عَن البُكَاء!
عِندَمَا رأيتُ رَجُلاً بِلا قدَمين / [الرياح لا تحرك الجبال ولكنها تلعب بالرمال وتشكلها كما تشاء ]
|
|