منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - ~~~~مدينة بيسان عبر الزمان~~~~
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 09-04-2007   #3
 
الصورة الرمزية بيسان

{ .. قَلبْ يتدفّقْ طفُولَه ..}








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 18737
  المستوى : بيسان عبقريتك فاقت الوصفبيسان عبقريتك فاقت الوصف
بيسان عبقريتك فاقت الوصفبيسان عبقريتك فاقت الوصفبيسان عبقريتك فاقت الوصفبيسان عبقريتك فاقت الوصفبيسان عبقريتك فاقت الوصفبيسان عبقريتك فاقت الوصفبيسان عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :بيسان غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 

علمتني الحياة أن الصدق والأمانة هما أرقى الصفات التي يتمتع بها الإنسان.


 

من مواضيعي

الاوسمة
وسام صيد الأعضاء المعلم المبدع وسام العطاء مسابقة البرج الإسلامي وسام الطب الشعبي - المركز الأول مسابقة أجمل تصميم وسام عمان عبر التاريخ وسام مبدع الوسائط تكريم عصابة الأرهاب بحصن عمان 
مجموع الاوسمة: 9

افتراضي

 

من بيت شان إلى سكيثوبوليس


ظلت بيسان أو بيت شان تحتفظ باسمها العربي هذا الذي أطلقه عليها بناتها الأولون حتى عصرها اليوناني، حيث أطلق عليها اسم (سكيثوبوليس) وظهر هذا السم واضحاً في معظم الوثائق التي تعود إلى العصر اليوناني، وربما يعود هذا الاسم إلى فترو سابقة على هذا العهد، واسم (بيت شان) يعني: بيت الإله شان أو بيت السكون. أما (سكيثوبوليس) فيختلف العلماء حول تفسير سبب اتخاذ هذا الاسم، إذ يرى فريق منهم معتمداً على رواية كاتب إغريقي يدعى (سكونيللوس) بأن هذه التسمية ترجع إلى أنها كانت مدينة للسكيثيين الذي غزوا فلسطين خلال القرن السابع ق.م، والسكيثيون أو الإشكوز، كما يلقبهم الآشوريون، شعب اختلف في أصله، كان سيكن قبل القرن السابع ق.م بين نهري الدانوب والدون في جنوبي روسيا، وانتشر في القرن السابع في معظم انحاء الشام، وعنهم قال (هيرودوت): إن (بسماتيك) الفرعون المصري، أرجع هؤلاء الغزاة ببعض النقود والهدايا، ونجي وطنه بهذه الطريقة، وكانوا قد أتوا من الشمال بعدما زحفوا على آشور واقتربوا من حدود مصر، لكن المرجح أن بسماتيك كان قد قهرهم حقاً.


ويذكر (جونز) انه من المحال علينا أن نعرف أية أسطورة أدت إلى اختيار اسم (سطيثوبوليس)، وليس ثمة سبب يجعلنا نؤثر تفسير (يونكيللوس) المصبوغ بمسحة عقيلة، إذ يربط الاسم غزو السكيثيين التاريخي لسوريا في القرن السابع ق.م، نؤثره على التفسير الأسطوري الصريح الواضح الذي قدمه (ميللاس)، إذ يعزو تأسيس المدينة إلى سكيثيين من مدينة كوروس، صحبوا (فجنايا) في تجوالها. أما (بلليني) فيربط هذا الاسم (بدينسيوس) الذي أسكن أتباعه السيكيثيين هنالك، وقال بعضهم: إن الاسم مشتق من القرية البعيدة (سكوث)، وقد كان (دينسيوس) هو الإله الرسمي لها، طبقاً للاعتماد السائد بنيا لعلماء، وقد وجد له معبد هناك.


بيسان في عصر الآشوريين والكلدان والفرس


أما عن علاقة بيسان بالآشوريين فالمعلومات التي بين أيدينا شحيحة في هذا الشأن، وكل ما نعرفه أن (سرجون الثاني) قد هاجم السامرة سنة 721ق.م، وأنه وصل إلى غزة ورفح على حدود مصر، وفي سنة 715ق.م أرسل سرجون حملة إلى فلسطين وحدود مصر، وفي سنة 712 ق.م أخضع فلسطين ثانية وجعلها مقاطعة آشورية، ما اجتاحها خلفه سنحاريب في سنة 701 قزم، وظلت المدن الفلسطينية تدفع الجزية بانتظام إلى (نينوى) عاصمة الآشوريين حتى سقوطها سنة612ق.م بيد الدولة الكلدانية أو البابلية الجديدة. ويقال: إن مدن فلسطين ومنها بيسان لفترة قصيرة بقيت تدين بالولاء للحكم الكلداني وتدفع له الجزية.


ويشهد منتصف القرن السادس ق.م سقوط الدولة الكلدانية، ودخلت فلسطين بذلك عهداً جديداً تحت سيطرة الفرس، وتبقى معلوماتنا التاريخية الموثقة عن فلسطين في العهد الفارسي قليلة ومبعثرة، ولازالت المعلومات المتعلقة بالتنظيمات الإدارية والأوضاع الاجتماعية مستمدة من التوراة.



بيسان في عهودها اليونانية والرومانية والبيزنطية


فتح الإسكندر الأكبر المقدوني بيسان في سنة 332ق.م، وبدأت فيها منذ ذلك الوقت الحضارة الهلينستية، وقد عني بها البطالمة والسلوقيون واهتموا بهلينيتها، وفي عام 218 ق.م سلمت هذه المدينة بمحض إرادتها إلى (أنطيوخس الثالث)، ولما كانت قبل خاضعة للحكم البطلمي في مصر أقام فيها البطالمة حصناً وبنوا قلعة، وكانت قبل احتلال الحشمونيين (المكابيين) البغيض لها وإحراقها على يد (الإسكندر يانيوس103- 76ق.م) من اكبر المدن الهلينستية في فلسطين. ولم يرجع لها ازدهارها غلا في العهد الروماني، الذي يعد من أزهى عهودها، فقد حررها القائد الروماني (بومبي) سنة 64ق.م من حكم الحشمونيين، فاستقبلت هذا القائد بحفاوة، وبادلها هذه الحفاوة بجعلها مستقلة مرة أخرى، وقد أعاد (عابينوس)- ممثل بومبي في فلسطين- بناء بيسان، فأعاد إليها سابق عزها. وبالرقم من وقوعها غربي نهر الأردن، فإنها كانت إحدى المدن العشر المتحدة (ديكابوليس) واتضح هذا من قول المؤرخ (يوسيفوس) الذي أشار بأنها من أكبر مدن تلك المجموعة ورئيستها.


وقد تركت المدن العشر في هذا العهد مسفة، بحي تحتفظ أيضاً بما كان بينها من تعاون قوي دفاعي واقتصادي. وفي هذا العهد كانت الاراضي التابعة لبيسان واسعة جداً، وكان خصب منطقتها مضرب الأمثال، واشتهرت النخيل والتين والحبوب والزيتون، وكان بها معاصر كبيرة له وللعنب فأنتجت كميات كبيرة من الزيت والخمور، واشتهرت أيضاً بملابسها الكتانية، وأصبحت بيسان في هذا العهد مركزاً تجارياً مهماً، تمر منها القوافل التجارية في طريقها إلى الأردن. وقد عبد (هادريان) (117- 138م) الطريق بين بيسان واللجون. ولا تزال الشواهد على هذا الازدهار ماثلة في بيسان، حيث توجد بقايا مدرج لا يزال يحتفظ بملامحه الأصلية، ولا تزال قناطر الجسر الروماني فوق نهر الالود، وأيضاً بقايا لهياكل وأروقة ومسارح وميادين لسباق الخيل.


وأصبحت بيسان في العهد البيزنطي سنة 325م مركزاً لأبرشية كان لممثلها في مجمع نيقية الديني دور بارز، وكان لها في هذا العهد إدارتها الذاتية الحرة، وأهم امتيازاتها سك النقود، وكانت عاصمة لمقاطعة فلسطين الثانية، التي شملت بالإضافة إلى بيسان، الجليل، وأم قيس، وطبرية. ومن آثارها في هذا العهد التي لا تزال قائمة دير يتألف من ثلاث




بيسان منذ الفتح العربي حتى الحروب الصليبية


في أواخر سنة 13هـ/634م حاصر المدينة (عمرو بن العاص وشرحبيل ابن حينة) وفتحاها صلحاً، وفي رواية أن شرحبيل هو الذي فتحها وحده بعد ان حاصرها أياماً، ولما خرج عض من فيها لقتال المسلمين قاتلهم وهزمهم ففتحت أبوابها لفرسان المسلمين، وكان لصلح بيسان طابع خاص، فبالإضافة إلى فرض الجزية على رؤوس أهلها، والعين (المحصول) على الأرض كان المسلمون يشاطرون أهلها المنازل، فيجتمع أهلها في نصف المدينة ويترك النصف الآخر للمسلمين، كذلك حدد موضع المسجد للمسلمين، وقد بقيت شهرة خاصة لبيسان في تاريخ المسلمين بسبب وجود قبر الصحابي الكبير أبي عبيدة ابن الجراح- قائد فتوح الشام فيها- وربما يكون فيها أيضاً قبر شرحبيل ابن حسنة، وكلاهما توفي في طاعون عمواس المشهور في سنة 18هـ.


ويبدو أن بيسان ازدهرت في هدوء وسلام وسط بساتينها، عندما كانت مركزاً أدارياً لأحد نواحي جند الأردن، وكانت تزرع فيها نباتات عظيمة القيمة كالنيلة وقصب السكر، وإليها يعود الفضل إلى ازدهار المدينة، كما اشتهرت بنخيلها وخمورها التي كانت تصدر إلى الحجاز، وتردد ذكر بيسان على لسان كثير من الجغرافيين العرب نظراً لاهميتها فذكرها (ابن خرداذبة) المتوفي 250هـ في كتابه (المسالك والممالك) بقوله: كورة من كور الأردن، وهي على الطريق المؤدية من دمشق إلى الرملة، تقع بين طبرية واللجون، وذكرها (المقدسي)سنة 375هـ في كتابه (أحسن التقاسيم) فقال: بيسان على النهر كثيرة النخل، وإرزاز فلسطين والأردن منها، غزيرة المياه رحبة، إلا أن ماءها ثقيل. ووصفها (البكرى الأندلسي) المتوفي سنة 487هـ بقوله: (بيسان موضعان أحدهما بالشام تنسب إليها الخمر الطيبة والثانية بالحجاز)، وتحدث عنها (الإدريسي) المتوفي سنة 560ه: بقوله: أما بيسان فمدينة صغيرة جداً، بها نخل كثير، وينبت فيها السافان التي تعمل منه الحصر السافانية، ولا يوجد نباته إلا بها، وليس في سائر الشامل شيء منه.


أما (الهروي) المتوفي سنة 616هـ فيقول: مدينة بيسان قيل بها جامع ينسب إلى عمر بن الخطاب، وبها عين الفلوس، قيل هي من العيون الأربع.


ويذكرها (ياقوت الحموي) المتوفي سنة 623هـ بقوله: بيسان مدينة بالأردن بالغور الشامي، يقال لها لسان الأرض، وهي بين حوران وفلسطين، وبها عين الفلوس، يقال: إنها من الجنة، وهي عين فيها ملوحة يسيرة جاء ذكرها في حديث الجساسة، وتوصف بكثرة النخل.






في عهودها الأيوبي والمملوكي والعثماني


عندما تعرضت بلاد المشرق العربي إلى الهجمة الصليبية قاست بيسان كثيراً من غزوات الفرنجة، ونشبت في السهول المجاورة لها عدة وقائع، وضموها إلى مملكة القدس اللاتينية بعد أن استولى عليها (تنكرد) سنة 492هـ/1099م، وأنشئوا بارونية بيسان، ولكنهم نقلوا الكرسي الأسقفي إلى الناصرة، وظل تاريخها مضطرباً، وقد حررها صلاح الدين سنة 583هـ/1187م بعد معركة حطين، وتعرضت من بعد لغزاة جديدة قام بها الفرنجة في الحروب الصليبية الخامسة، ونهبوها عام 614هـ/ 1217م، ثم كان غزو المغول الذين هزموا في مكان لا يبعد كثيراً عن بيسان في عين جالوت سنة 658هـ/1260م، بمثابة ضربة شديدة نزلت بها.


وبعد معركة عين جالوت تتبع الجنود المنتصرون أثر المغول، حتى تلاقوا بهم مرة أخرى في بيسان، فكانت موقعة دموية قتل فيها الكثير من المغول وغنم المنتصرون غنائم وافرة، ولكن رغم هذه الضربات المتلاحقة، قدر لها أن تصبح في عهد المماليك قصبة ولاية في الثغر الثاني الجنوبي المتاخم لولاية دمشق، وشيد في هذه الفترة (خان سلار) في المنطقة المجاورة لها مباشرة، وكان ينزل بهذا الخان البريدية الراكبون، الذين عدل خط سيرهم ليمروا بهذا الطريق، بمبادرة اتخذها كبير الحجاب (ابن فضل الله) سنة 741هـ/1340م،ويقال: (إن علم الدين سنجر) من مماليك (جاول) أحد أمراء السلطان الظاهر بيبرس أقام خاناً ومارستاناً في بيسان.


ومن حوادثها في العهد العثماني المعركة الكبيرة التي حدثت بين المماليك بقيادة (جان بردي الغزالي) والجيش العثماني بقيادة (سنان باشا) انتهت بانكسار المماليك وسقوط بيسان ومنطقتها بأيدي العثمانيين، الذين بقوا فيها حتى عام 1918م. وجاء (المقريزي) في القرن الخامس عشر الميلادي فذكر أن بيسان مدينة صغيرة، ثم انحطت حتى أصبحت قرية صغيرة. ويقال: إنها نهضت بعد الاحتلال المصري في القرن التاسع عشر، وكان فيها أملاك السلطان بما فيها من حدائق جميلة لا تعوزها المياه وبها قصر له، وفي عام 1812م مر الرحالة (بيركهارت) بمدينة بسان ووصفها بما يلى: (إن بيسان تقع على ارض مرتفعة من الجانب الغربي من الغور، حيث تنحدر سلسلة الجبال المتاخمة للوادي إلى حد كبير، وتكون ارضاً مرتفعة مكشوفة تماماً. كانت المدينة القديمة تروى من نهر يدعى الآن ماء بيسان، وهو يجري في فروع مختلفة باتجاه السهل. تمتد خرائب بيسان إلى مدى واسع، والبلدة على طول ضفاف الجدول وفي الأدوية التي تشكلها فروعه المتعددة، تضم قرية بيسان الحالية سبعين بيتاً أو ثمانين وسكانها في حالة بؤس شديد، وذلك بسبب تعرضهم لأعمال السلب التي يقوم بها عرب الغور، رغم أن السكان يدفعون لهم إتاوة فاحشة).


ويبدو أن بيسان عادت إلى الانتعاش والاتساع مرة أخرى في الربع الأول من القرن العشرين، ويقول صاحب كتاب (ولاية بيروت) عن بيسان في الفترة ما بين 1914م- 1918م: يقدر عدد بيوت بيسان بوالي ستمائة بيت، منها عشرون للمسيحيين والباقي للمسلمين.






في عهد الانتداب البريطاني والاحتلال الإسرائيلي


تطورت بيسان بعد أن مد عام 1905م خط سكة حديد حيفا- درعا الذي يمر من شمال المدينة، وسار نمو السكان جنباً إلى جنب مع نمو العمران، فقد زاد عدد السكان نتيجة لاستقرار بعض البدو والتجار في المدينة، إلى جانب الزيادة الطبيعية للسكان الأصليين، ووصل في عام 1914م إلى أكثر من ألف نسمة، أما العمران فنما بسبب اهتمام المسئولين الأتراك قبيل الحرب العالمية الأولى بتنظيم سوق المدينة ومبانيها، وجنح امتداد المباني للابتعاد قليلاً عن نهر جالود وفروعه والاقتراب من أراضي الغور.


وبدأت المدينة تزدهر في عهد الانتداب البريطاني لأهمية موقعها وموضعها، ولاختيارها مركزاً إدارياً لقضاء بيسان، وتجلى ذلك في ازدياد سكان المدينة من1914نسمة- منهم 41 يهودياً فقط- عام1922 إلى 3101 نسمة منهم 88يهودياً عام1931، وإلى 5180نسمة منهم 20 يهودياً فقط عام1945، وتطورت المدينة عمرانياً نتيجة إنشاء بلدية فيها، وقام المجلس البلطي بتعبيد شوارع بيسان، وغرس فيها أشجار الكينا، وجفف الكثير من مستنقعاتها ليدرأ أخطار مرض الملاريا، وأقيم في بيسان مستوصف، وتطور فيها التعليم تطوراً ملحوظاً.


وكان يوم12/5/1948 يوماً أسود في حياة بيسان، عندما استولى بني صهيون على المدينة وطردوا سكانها العرب من ديارهم التي استمروا في سكناها حوالي تسعة آلاف سنة، وظلت بيسان مدينة مهجورة طوال عام كامل، قامت سلطات الاحتلال خلاله بتدميرها وهدم بيوتها، ثم أعادت بناء المدينة بعد أن غيرت معالمها الأثرية والتاريخية، ووطنت مئات العائلات الصهيونية فيها، وقد زاد عدد اليهود بها حتى بلغوا 3500 شخص عام 1968ن وأخذ كثير من السكان منذ بداية السبعينات من القرن الماضي يهاجرون من المدينة لسوء الأحوال الاقتصادية فيها، ونصف سكان بيسان حالياً هم يهود مهاجرون من شمال أفريقيا معظمهم من مصر والمغرب، ونحو30% من السكان اليهود قدموا من أقطار عربية وإسلامية كإيران والعراق وتركيا، أما باقي اليهود فقد قدموا من أوروبا أو ولدوا في فلسطين.


أنشئت في مدينة بيسان عام1963 مشاريع الجذب السائحين إليها، فأقيم متحف للآثار، وأعيد بناء المدرج الروماني القديم، وأنشئت برك لتربية الأسماك في الجهتين الغربية والشرقية من المدينة، تستمد مياهها من أحد فروع نهر جالود المارة بجنوب المدينة، وفي بيسان مولد كهربائي ومضخة مياه رئيسة، ومصانع للنسيج والمعادن واللدائن وصقل الألماس والآلات الكهربائية، بالإضافة إلى مطار صغير على بعد 3كم شمالي بيسان.




مهمات مدينة بيسان


كانت الوظيفة الحربية داعي وجود داعي وجود بيسان القديمة التي قامت في موضع تل الحصن، ثم أضيف غليها الوظيفتان التجارية والزراعية في العهدين الروماني والإسلامي. وفي عهد الانتداب البريطاني كانت بيسان تجمع بين الوظائف الإدارية والتعليمية والزراعية والتجارية والصناعية، وبقيت على هذا الحال في عهد الاحتلال الإسرائيلي للمدينة. فمن حيث الوظيفة الإدارية كانت بيسان مركزاً لناحية من نواحي قضاء جنين في زمن الأتراك، ثم جعلت مركزاً لقضاء من أقضية لواء نابلس في أوائل العهد البريطاني، وبعد قليل ألحقت بلواء الجليل. وقد ضم قضاء بيسان في أواخر الانتداب البريطاني مدينة بيسان وثلاثين قرية، وفيها مضارب القبائل، وكان سكان القضاء الذين قدر عددهم بنحو 23590 نسمة في عام 1945 يعتمدون على مدينة بيسان كمركز إداري يشتمل على مختلف الدوائر الحكومية المختصة.


أما من حيث الوظيفة التعليمية فقد ضمت بيسان مدرستين للبنين والبنات، وفي سنة 1945 أحدث في مدرية البنين صف ثانوي زراعي أول، وكان الطلبة يفدون على هاتين المدرستين من القرى المجاورة.


أما الوظيفة الزراعية فقد كانت بيسان مدينة زراعية في الدرجة الأولى لوقوعها في قلب سهل بيسان، حيث تتوافر المياه وتنبسط الأرض وتخصب التربة، وكانت أهم المحاصيل الزراعية في قضاء بيسان عام 1944: الحنطة الشعير والعدس والفول والحمص والذرة والسمسم والزيتون والبطيخ والعنب والخضر والسامان، وفي عام 1945 كانت مساحة الأراضي الزراعية المغروسة حمضيات حول بيسان 1617 دونماً، وأراضي الموز 48 دونماً.


أما الوظيفة التجارية فقد شجع الموقع الجغرافي لبيسان عند نقطة انقطاع بيئة غورية في الشرق وجبلية في الغرب على ممارسة التجارية، وزاد في أهمية الوظيفة التجارية إنشاء محطة السكة الحديدية في الطرف الشمالي من بيسان، ومرور الطرق المعبدة الرئيسة من قلب المدينة. وتجدر الإشارة إلى أن الطريق الطولية لوادي الأردن تتقاطع مع الطريق العرضية التي تربط وادي الأردن بالسهل الساحلي بشكل متعامد في قلب بيسان، حيث تمتد السوق الرئيسة للمدينة.


وكانت سوق بيسان تعج بالحركة التجارية، يجد فيها سكان القرى المجاورة جميع احتياجاتهم، ويبيعون فيها ما يجلبونه معهم من منتجات زراعية وحيوانية. إن سهولة المواصلات، وارتباط بيسان بهذه القرى من جهة، وبالمناطق المجاورة في الجليل وسهل مرج ابن عامر وجنين من جهة ثانية، جعلا التجارة مزدهرة، وأعطيا بعداً اقتصادياً مهماً لبيسان.


ومن حيث الوظيفة فقد اقتصرت الصناعة في بيسان على الصناعات التقليدية الخفيفة كمنتجات اللبان وطحن الحبوب وعصير الزيتون، والتمر والحصير والشعير والوبر والصوف، وتجفيف الفواكه، ثم تطورت الصناعة حالياً إلى صناعة النسيج والبلاستيك والمعادن والآلات الكهربائية.




بيسان الآن


أما الآن فبيسان واقعة في أيدي الصهاينة منذ 12 آذار سنة 1948 بعد تشريد أهلها وطردهم ، منهم من رحل إلى الناصرة ومنهم من ذهب إلى سوريا وآخرون ذهبوا إلى الأردن. وقد هدم الصهاينة الكثير من البيوت، وسرقوا الكثير من الآثار، وما ما زالوا يقومون بتغيير معالم المدينة.



هذه بيسان المدينة العربية الفلسطينية، ليست من أقدم مدن فلسطين فحسب، بل من أقدم مدن العالم القديم وأعرقها تاريخاً، وطوال تاريخها المديد تم احتلالها من قبل شعوب كثيرة، إلا انها ظلت متمسكة بهويتها العربية- الفلسطينية، حتى كان الاحتلال الصهيوني المقيت ، ففعل بها ما لم يستطع فعله أحد من غزاتها السافلين

 

بيسان غير متصل   رد مع اقتباس