منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - الشيخ محمد بن راشد في اجمل وصف للخيل الاصيل
الموضوع
:
الشيخ محمد بن راشد في اجمل وصف للخيل الاصيل
عرض مشاركة واحدة
الشيخ محمد بن راشد في اجمل وصف للخيل الاصيل
18-03-2007
#
1
مؤهلاتك بالحصن
عدد نقاط تميزك بالحصن
:
2896
المستوى :
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
الحالة :
!..
رسائلي ..!
من مواضيعي
******>
0
قارئه الفنجان لراحلين العظيمين نزار قباني و عبدالحليم حافظ
0
بحور الشعر وانواعها
0
نهر الاحزان للراحل الكبير نزار قباني
0
القدس من قصائد نزار قباني
0
((أخذيني)) للشاعر سعد علوش
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 1
الشيخ محمد بن راشد في اجمل وصف للخيل الاصيل
بروق لْها سروجٍ
والأعناّ
ومن شاف البروق لها عناني
وريح لها قوايم يشهدناّ
بأن الريح من نسل الحصاني
محمد بن راشد آل مكتوم
يصف الشاعر الخيل الفائزة بالسباق بأنها
بروق (جمع لبرق)، وعادة ما توصف الخيل السريعة بأنها مثل البرق من باب التشبيه لها
باللحظة الخاطفة في سرعتها عندما تمر أمام المشاهدين .. ولكن الشاعر هنا كان أبعد
من هذا التشبيه وأوقع في وصف الخيل، إذ جعلها البروق ذاتها وليست كالبروق، وفرق بين
البرق لما احتاج إلى تكملة أوصاف الخيل، إذ يعرف القارئ أنه ما دام وصفها بأنها مثل
البرق فهو يصف شيئاً آخر غير البرق، وما دام الشاعر جعلها البروق ذاتها، فلابد له
من أن يأتي بأوصاف أخرى لتعليل ما ذهب إليه من كونها البروق، وعليه أن يتحدث بأوصاف
تبين عن الخيل المقصودة، لذلك قال: "إلـها سروجِ والأعنـاّ".. ووصف البروق بأن لها
سروجاً وأعنّة لفت نظر القارئ المتمعن .. لأن البرق يومض في لحظة خاطفة ويختفي
سريعاً عن الأنظار. ولكن ما وجه الشبه بين البروق والسروج والأعنة؟.. وهل شاهد قارئ
هذه الصورة أمام عينيه في فترة ما قبل ما أوحت به الصورة التي جسدها الشاعر في هذا
البيت الذي فيه شيء كبير من الخيال الشعري الجميل؟.. لاشك أن القارئ عندما يكمل
قراءة البيت تلفت نظره صورة الخيل التي يصفها الشاعر بهذا الشكل الجديد من بروق
بسروج وأعنة. ولم يقل الشاعر برق.. ولو قال لدل على مقصودة بكفاية، ولكنه قال بروق،
وهو أكثر دلالة على معنى الشاعر ومقصوده، وأظهر لشاعرية الشاعر وقدرته الفنية على
إجلاء المعنى المراد.. فالبرق يلمع ويختفي في لحظة خاطفة ولمرة واحدة.. ولكن قوله
"
بروق" دل على تجدد ظهور الخيل الموصوفة بذلك واختفائها على طول مدى السباق، بأن
تظهر أمام المشاهدين لحظتها لتختفي عنهم لشدة سرعتها، ولتظهر بعدهم أمام غيرهم
ولتختفي أيضاً، وهكذا إلى أن تصل إلى خط النهاية.. ولهذا الغرض والمعنى المتجدد في
الظهور والاختفاء، استعمل الشاعر مفردة بروق ولم يقل برقاً.. ولما قال بروق ناسبتها
كلمة سروج، وناسبتهما كلمة أعنة؛ لأن الشاعر يتحدث هنا عن الجمع، إما لأنه يصف أكثر
من حصان في هذا السباق، وإما لأن الخيل التي يصفها أضفى عليها صفة الجمع لكثرة
ظهورها واختفائها ولشدة سرعتها، فكأنها ليست فرساً واحداً وإنما أكثر من فرس.. ومن
شاف البروق إلها عناني؟ يصوغ الشاعر شطره الثاني هنا بشيء كبير من الاستغراب
..
فبعد أن وصف البروق بأن لها سروجاً وأعننة، يستغرب هنا إذا كانت البروق لها أعنة
تقاد وتلجم بها.. ومن يتمعّن في هذا الشطر يدرك أن الاستغراب ليس منه وإنما يكون من
القراء، لذلك خاطبهم بقوله (ومن شاف البروق إليها عناني)، أي هل رأى أحد منكم مثل
هذا المشهد الغريب؟.. وذلك ليلفت نظر القارئ وليزيد من دهشته التي استثارها في
الشطر الأول بأن البروق لها سروج وأعننة.. وهنا يخاطبه.. هل هذا معقول، وهل رأى أحد
منكم بروقاً بعنان.. والشاعر هنا لا يوجه كلامه لشخص ما، وإنما هو يدهشهم جميعاً
بأنه ليس هناك واحد منهم، أياً كان، قد رأى مثل هذا المشهد الذي ينقله لهم في هذا
الشطر، وكأنه في اللحظة ذاتها يتحداهم إن كانوا قد رأوا مثل ذلك مطلقاً.. وهذا سؤال
من الشاعر فيه شيء من التقرير بقدر ما فيه من الاستنكار.. بمعنى، في جانب منه، أن
هذه البروق ملجمة بعنان وهي الخيل التي نقل صورتها في الشطر الأول من البيت "بروق
إلها سروج والأعنا".. وفي جزء منه استنكاري أي أن الشاعر يستنكر ويتحدى في الوقت
ذاته أن يكون أحد قد رأى بروقاً لها أعنة في غير ما وصفه الشاعر من منظر هذه
الخيل.. ولكن هذا الاستنكار تحقق في خيله الموصوفة بذلك الشكل الذي جسدها فيه.. وفي
هذا الشطر شيء كبير من الاعتزاز والانبهار لدى الشاعر بخيله بأن يصفها بهذا الشكل
الخيالي: وريح لْـها قوايــم يشهدنّــا بأن الريح من نسل الحصاني وهذا هو الوصف
الثاني للخيل: وقد يرد وصف الخيل بالريح لسرعتها، ولكن وصف الشاعر لها هنا بالريح
التي لها قوائم يختلف عما ورد في الشعر من وصفها بمجرد الريح؛ فقد زاد الشاعر شيئا ً
لطيفاً ولافتاً لم يتطرق إليه أحد قبله، وبمثل ما جاء به في هذه الصورة المبهرة من
تجسيد وصف الخيل بهذا التعبير الإيحائي الذي يرّكب أجزاء الصورة في ذهن القارئ
لتأخذ شكلها العام الفني والأدبي، وفي هذا ما يكشف عن شيء كبير من التحدي لدى
الشاعر في أوصافه أو تفـّرده بمثل هذه الأوصاف النادرة التي لم نتمكن من أن نرصد
أحداً جاء بمثلها في القديم والحديث من الشعر.. أو أن الشاعر ذاته لا يرضى أن يكرر
أوصاف سابقيه، وإنما يجتزئ شيئاً منها ويضيف إليه ويركب عليه أجزاء أخرى ويخرج به
من عاديته إلى معنى آخر نابض بالتحديد والإبداع والابتكار. ففي البيت الأول يصفها
بأنها بروق لها سروج وأعنة وهنا يصفها بأنها ريح لها قوائم.. أي أرجل تقوم عليها
الريح التي هي الخيل الموصوفة بذلك.. وهذه القوائم تشهد بما لا يدع مجالاً للشك بأن
هذه الريح التي فندها الشاعر هنا من نسل الحصان وليست ريحاً مجردة كما يوحي لفظها
..
والريح معناها الهواء العاصف، وهذا مراد الشاعر هنا.. لأن الخيل تمر بسرعة شديدة
كالريح، وليست كالريح كما نفهم أو نريد أن نفهم القارئ بذلك، وإنما جعلها الشاعر
هنا الريح ذاتها، وهذا أبلغ في الدلالة على المعنى المراد الذي أراد الشاعر أن
يجليه هنا ويوضحه للقارئ أو السامع . ولم يقل الشاعر رياحاً، لأنه لو قالها لفقد
الوصف معناه؛ هنا لأن الرياح هي التي تهب بهدوء ولطف وتنعش الفؤاد، وليس المقصود
منها ذلك هنا لأن المراد الريح التي تمر بقوة وسرعة وتثير الغبار والأتربة لذلك
اختار الشاعر "الريح". وفي البيت الأول قال بروق ودلل على الخيل بأن أثبت للبروق
سروجاً وأعنة.. والسروج والأعنة تكون للخيل لذلك فهم من البروق بأن المقصود منها
الخيل. ودلل الشاعر هنا على الخيل في البيت الثاني بأن الريح لها قوائم تميّزها عن
مجرد الريح.. وهذا الإيحاء المعبّر في البيتين، لاشك أنه دليل على بلاغة الشاعر
وقدرته الفائقة على التلاعب بالألفاظ وتصريفها في الأوجه التي يريدها، وتوليد الصور
والابتكار في التعابير الفنية والتشبيهات البلاغية، بحيث يخرج الشاعر من بين أثواب
أوصاف الشعراء أوصافاً على قدر من الابتكار مرتبطة بجذورها، لكنها تضيف إليها أجزاء
جديدة تخرجها بصورة جميلة ومجددة تكشف عما يتمتع به الشاعر من مستوى شعري في جميع
ما يتطلبه الشعر المتميز
.
بقلم : إبراهيم بوملحه
عالج ونقل لكم : الــوزيـــــر
alwazeer
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى alwazeer
البحث عن المشاركات التي كتبها alwazeer