منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - هديتي لعشاق حصن عمان
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 05-02-2007   #2
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

لا يزال سعيد في ذهوله واستغرابه من حنان مريم له ، فعلت كل شيءٍ لأجله ، بالرغم أنه لم يكن صاحب فضلٍ أبدا عليها ، أليس من المفترض أن تقوم بهذا الدور خلود ؟ أيعقل أن يكون قلبها حجرا جلمدا لا تهزه المشاعر ولا تحركه النوائب والأحداث ؟ قاطع شروده الشيخ أنور مشيرا إليه بيده إلى اقتراب موعد صلاة المغرب ، وعليه أن يبادر بالوضوء سريعا كي لا تفوته صلاة الجماعة ، امتثل سعيد للأمر وقام على الفور بالاغتسال والوضوء ، شعر براحة كبيرة وهو يتوضأ للصلاة على غير العادة ، تأخر في الوضوء والشيخ أنور بدأ في الصلاة بالمساجين ، أنهى قراءة الفاتحة ولا يزال سعيد يتوضأ ، بدأ الإمام في قراءة السورة ، وحينها التحق سعيد بالمصلين ، واسترسل الشيخ أنور في القراءة من سورة مريم إلى أن وصل إلى قوله تعالى " واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذتْ من أهلها مكاناً شرقيا " ، هنا تسمر سعيد في مكانه ، وأنصت بخشوع وتأمل لقراءة الشيخ ، وبعد الانتهاء من الصلاة سأل سعيد الشيخ أنور عن السورة التي قرأها في الصلاة فأخبره بأنها سورة مريم ، نبض قلبه وتحركت مشاعره ، وأمسك بالمصحف الذي أهدته إياه مريم وأخذ يقرأ سورة مريم كاملةً وقد قطع عهدا على نفسه أن يبدأ بحفظ سورة مريم ، خصوصا بعدما أبكته الآيات الأخيرة منها ، فهي تتحدث عن يوم القيامة والحساب .

يبدو أن حلم مريم سيتبخر حينما علمت بأن التكلفة الإجمالية للمدرسة مائة ألف دولار ، فالمبلغ كبيرٌ جدا ولا يمكنها بأي حالٍ من الأحوال توفير خمسين ألف دولار من جديد ، فهذا المبلغ يفوق الخيال والتوقع ، آلمها كثيرا أن تقف عاجزة عن تنفيذ مشروعها الخيري ، ومضت تتأمل بحسرة في تصور المستقبل ، وإذ بها تتلقى اتصالا من المعلمة سلمى تخبرها أنها ستساهم بعشرة آلاف دولار ، وأن خلود أيضا ستساهم بعشرين ألفا ، فقد باعت نصف الأرض التي أمهرها إياها سمير ، حتى وإن لم يدخل عليها فهو لا يزال زوجها باسم الشرع والقانون ، لم تصدق مريم أذُنيها فالحلم بدأ يتحقق ، وموقفُ نبيلٌ جدا من خلود وسلمى ، والمتبقي من المبلغ لا يتجاوز العشرين ألفا ، وستحاول مريم توفيره ريثما ينتهي المقاول من بناء المدرسة بأي طريقةٍ كانت ، وإنشاء المدرسة يتطلب وقتا زمنيا كبيرا لا يقل عن سنةٍ كاملة .
مرةً أخرى يأتي زائرٌ جديد لسعيد ، لم يصدق سعيد ذلك ، وأسرّ إلى نفسه بأن الزائر هي مريم ، خرج سريعا لصالة الزيارة ، وهنا كانت المفاجأة ، كذّب عينيه وارتجفت أعضاؤه ، من الغير المعقول تصديق ذلك ، باغتته خلود وقالت ، أعانك الله يا سعيد على هذا الحال ، أتيتُ لزيارتك لأني لا أنسى الماضي الجميل الذي كان بيننا ، ونحن أبناء اليوم ، والماضي قد أفل بكل أحداثه ، وقبل أن أكون خلود الحبيبة أو الخائنة مثلما تظن بي ، فأنا خلود القريبة ، والإسلام أمرنا بصلة الرحم ، لم يتكلم سعيد ، سوى أن سألها عن أهله وأخبار بلدته ، حكت له كل التفاصيل ، لم تترك شيئا إلا وأخبرته به ، وقد تعجب من فكرة مريم الرائعة ، طلب منها الحضور إليه وزيارته بعد يومين لأمرٍ هام .
ما أروع فرحة سمير وهو يصطحب الطفل إلى السوق والمدرسة ، ولم يعد بائسا كسابق أيامه ، يرجع من مدرسته ليتناول غدائه ويرتاح قليلا ، بعدها يذهب مسرعا ليقضي وقتا طويلا مع سمير ، وأحيانا يسامره في وقت عمله ، والجميل أن لدى هذا الطفل مواهب متعددة ، أبرزها الرسم والغناء ، في كل لواحاته يرسم وجه امرأة شابة تشع نورا وضياء ، يتخيلها أمه التي توفت يوم ولادته ، وكل أغانيه حزينة ترجع النفس إلى ذكريات الألم والعذاب .

،، يتبع ،،،

 


التعديل الأخير تم بواسطة رقيق المشاعر ; 05-02-2007 الساعة 05:55 PM.
رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس