منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - هديتي لعشاق حصن عمان
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 19-12-2006   #24
 
الصورة الرمزية رقيق المشاعر








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 10
  المستوى : رقيق المشاعر بداية التميز
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :رقيق المشاعر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

افتراضي

 

نعود مجددا لمعاناة مريم وسعيد
سعيد لا يزال في قفص الاتهام ، وكل الأدلة تسير ضده ، والطفل الصغير لم ينطق بأي كلمة في التحقيق ، فيبدو أنه تحت ضغطٍ كبير من والديه ، وسعيد يقسم بالله أيمانا مغلظة بأنه لم يفعل شيئا سوى أنه قام بإنقاذ الطفل من الغرق ، تمت إحالة سعيد إلى المحكمة بتهمة الشروع في القتل ، ذرف دموع الدهشة والإحساس بالظلم ، ولا غرابة في أن يبكي المظلوم قسرا :
فأرخى دمعه فبكى وأبكى *** ودمع الحرِّ في الشكوى مباحُ .
مريم تعاني من جرحٍ كبيرٍ في رأسها ، وجرحٌ آخر أكثر ألما وعمقا ، لا ريب فهو جرح القلب ، أما الجرح الثالث المؤلم المدمي هو رحيل أمها إلى آخرتها ولقاء ربها ، وكتب القدر عليها أن تحييا وحيدة في عالمها الذي تشعر بأنه عالم غابة وإن لمعت فيها بوارق الخير فهو قليلٌ نادر ، أُدخلت العناية المركزة إلى حين برئها وشفائها التام ، بينما تحوّل الجميع إلى أم مريم المسكينة المسجاة بشملةٍ قصيرة ، تنتظر إكرامها بتغسيلها والصلاة عليها ودفنها ، يوم شؤمٍ على البلد ، فالأخبار تتواتر بين الجميع وتنتقل في البيوتات أن سعيد تم اعتقاله وسجن لمحاولة قتل طفلٍ بريء ، ومريم في العناية المركزة أوشكت على إهلاك نفسها ، وأمها غادرت هذه الدنيا الفانية ، بعدما تمكن منها المرض وأرداها على الأرض ميتة ، حتى أطلقوا عليها صريعة القلب ، وسعيد وخلود لم يتمكنا من إكمال العرس ، بل هو المأتم والعويل ، الكل يمسك بيد الآخر يبكي ، ولا يكاد أحدٌ يصدق ما يجري ، أبو خلود وسمير قاموا بتغسيل أم مريم وتكفينها ، صلوا عليها صلاة مودع ، وتضرعوا للباري أن يلطف بها في قبرها وأن يكرم نُزلها ، وأن يدخلها جنة نعيم ، حملوها على الأكتاف وأنزلوها في قبرها ورجع الجميع يضرب أخماسا بأسداس ، حتى أنك ترى الصبيان يبكون لشدة حزن البلدة ، ذلك الموت الذي لا يرحم ، هو القدر المحتوم والحقيقة التي سيعيش لحظتها كل من على وجه الأرض .
غدا محاكمة سعيد ، والشروع في القتل له عواقب وخيمة ، خصوصا بعدما قام والد الطفل بتوكيل محامي مشهور ، وسعيد المسكين لا يجد من ينصره ، ينتظر الغد بعين الخائف المرتجف ، هل سيأتي شعاع الحق يا ترى ؟ أم أن الظلم هو الواقع الذي لا مفر منه.
غدا نعرف ما يحمله الغد

عذرا سادتي يتبع

 

رقيق المشاعر غير متصل   رد مع اقتباس